1209674
1209674
الرياضية

الهولندي يفرض الصمت على منتقديه ويحول التشكيك إلى إشادة

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

فيربيك من «المقصلة» إلى القمة -

قبل التوجه للمشاركة في بطولة كأس الخليج التي تستضيفها الكويت كان تقييم الغالبية من جماهير وإعلاميين ومراقبين وحتى بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة للمدرب الهولندي بيم فيربيك لا يتجاوز 4 من 10 وهو ما يعني سقوط المدرب في مهمته وعدم قدرته على تحقيق ما يرضي الطموحات. وكانت المشاركة للمدرب الهولندي في بطولة كأس الخليج تمثل الفرصة الأخيرة له وأي إخفاق فيها كان يعني رحيله من الكويت مباشرة الى بلاده وهو أمر لم يخرج من توقعات الغالبية بل كانت تترقب رؤية مشهد نهاية رحلة المدرب مع الأحمر. وحاصرت الانتقادات والشكوك المدرب البرتغالي وحصد انتقادات لا حصر لها خلال مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات الأمم بالإمارات. ولم يشفع له ضمان الأحمر لمقعده للنهائيات مع منتخب فلسطين ضمن المجموعة الرابعة في التصفيات وذلك بالنسبة للبعض أمر طبيعي وليس بالأمر غير المألوف أو يمكن وصفه بالإنجاز قياسا بمستوى منتخبي جزر المالديف وبوتان وهو ما تدل عليه نتيجة الفوز الكبيرة على الأخير برقم قياسي من الأهداف. ظهرت الكثير من التعليقات في وسائل التواصل المختلفة تسخر من المدرب وتقلل من قيمته الفنية وإمكانية نجاحه في تحسين صورة الأحمر وان تكون له بصمة تذكر في عمله ويعود السبب الى المستويات المتواضعة التي قدمها الأحمر أمام منافسيه في التصفيات الآسيوية وكان آخرها أمام بوتان في اللقاء الذي انتهى بفوزه برباعية مقابل هدفين. الهمس حول ضعف المدرب وأدواته التكتيكية اصبح جهرا ووصل مرحلة ان تعالت بعض الأصوات تطالب بضرورة كسب الوقت وأنهى عقده حتى لا يخسر المنتخب زمنه ويخسر الاتحاد أمواله في مدرب لا طائل منه ولا يستطيع ان يقنع لا اليوم ولا في المستقبل.

لم يكن ما يحدث حول المدرب بعيدا عنه وكان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن كل ما يقال عنه وتقييم البعض لفترة عمله القصيرة. جاء فيربيك الى الكويت غير مهتم كثيرا لمصيره وما يمكن ان يحدث له، وكان جل تركيزه على إعداد فريقه واللعب بالأسلوب الذي يراه مناسبا ويتناسب مع قدرات وإمكانيات اللاعبين الفردية والجماعية. وقبل الحضور للكويت ومن واقع مباراة اليمن التجريبية زادت المخاوف واتسعت دائرة التشكيك في قدرة المدرب الهولندي على النجاح في المهمة وبرزت المخاوف من ان يتعرض الأحمر لخسائر كبيرة في البطولة وان لا ينجو من فرق مجموعته القوية. وجلس مدرب المنتخب الوطني الهولندي بيم فيربيك قرابة النصف ساعة في قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق شيراتون الكويت تحاصره الكاميرات من كل حدب وصوب وبحضور عدد كبير من الإعلاميين ليرد على تساؤلاتهم حول المواجهة التي تجمعه اليوم بمنتخب الإمارات في ليلة افتتاح بطولة خليجي 23.

هدوء وثقة

ظهر فيربيك هادئا وتحدث بثقة كبيرة في جميع إجاباته عن الإسئلة التي وجهت له خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة الأحمر والأبيض الإماراتي، مؤكدا بأن الأحمر وصل الى الكويت وهو في جاهزية فنية طيبة بعد جملة من التدريبات التي بدأت في مسقط وتواصلت في الكويت في أعقاب المشاركات السابقة في مباريات التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2019 بالإمارات.

ليس نزهة

قال فيربيك خلال أحد تصريحاته في البطولة ان المنتخب العماني لم يأت الى الكويت من اجل السياحة او ان يلعب دور الكومبارس في البطولة وحضرنا من اجل المنافسة وتقديم الأداء الذي يؤكد بأن الأحمر يملك القدرة على مقارعة منافسيه وتحقيق النتائج الايجابية. وسنعمل بكل جدية من اجل اداء مباريات قوية في البطولة والاجتهاد من اجل تخطي مرحلة الدور الاول والعبور الى النهائيات. وجاءت الايام لتبرهن بأن كل ما قاله كان صحيحا وترجمه في ارض الواقع عملا وفعلا ظهر في النتائج الايجابية.

الوفاء بالوعد

كشف مدرب المنتخب الوطني في اول حديث له في البطولة عن انهم جاءوا الى بطولة كأس الخليج من اجل خلق مفاجأة ولديه مجموعة لاعبين يستطيعون القيام بذلك ومفاجأة اي فريق بأداء قوي وشرس وحرص على تحقيق النتيجة الايجابية. وقال فيربيك بأنه كان تواقا للمشاركة في بطولة قوية كهذه بعد توليه مسؤولية الاشراف على الاحمر وتمثل المشاركة الكثير له وكذلك للاعبي المنتخب. وجاءت نتائج الدور الاول ليتصدر الاحمر ويفاجئ الجميع في مقدمتهم الجماهير العمانية التي لم تكن تتوقع مشاهدة الاحمر يقدم هذه العروض القوية وينجح بجدارة.

رسالة ذات مصداقية

بعث مدرب المنتخب الوطني رسالة مهمة لجماهير الكرة العمانية قبل المباريات ذكر فيها بأنه لا يعدهم ابدا بتحقيق البطولة ولكنه يعدهم بالمنافسة القوية والعمل من اجل ظهور مقنع للأحمر في جميع مبارياته. واشار الى ان من الصعب جدا الحديث عن المنافسة على لقب البطولة والذي يعد طموحا مشروعا للجميع ولكننا لا يمكنا ان نعد بذلك ولكننا سنعد الجماهير بالقتال واللعب باصرار من اجل الظهور المشرف للكرة العمانية. وقياسا بالنتائج والمستويات الفنية التي قدمها المنتخب فإن مضمون الرسالة تحقق بنسبة نجاح كبيرة وهو ما يمنح المدرب المصداقية.

العمل ثم العمل

يقول فيربيك بأنه لا يهتم كثيرا بكل ما يقال عنه وتقييم قدراته الفنية ولديه من التجارب والخبرة ما جعله يتعامل ملايين الأصوات. واشار الى انه يهتم دائما بعمله وإعداد فريقه ليقدم المستوى الفني الأفضل وهذا هو شعاره دائما في كل مرة يتولى فيها مسؤولية الإشراف على أي منتخب.

ماذا الآن ؟

بنهاية الدور الأول وبعد ان حقق الأحمر الفوز على الكويت ثم السعودية وظل يلعب بمستوى قوي ومتصاعد يثبت أن ما يتم في ارض الملعب لم يتحقق عبر الصدفة بل نتيجة عمل فني كبير وخطة لعب واضحة جعلت للمنتخب هوية وافضل فريق في البطولة يلعب الكرة الجماعية ليحصل على لقب المقنع وشبهه البعض بمنتخب السويد الذي يلعب كرة جماعية ويظهر في قوة بدنية عالية تقهر كل الصعاب في الملعب. كل هذه الحقائق أدت الى تغيير صورة المدرب في عيون الجماهير والتي سرعان ما خرجت من منطقة التشكيك في قدراته للإعجاب بما يقدمه من عمل كبير.

الرابح الأكبر الأحمر

صحيح ربما يكون نجاح فيربيك ومسح الصورة الضبابية بشأن مستقبله مع المنتخب الوطني منحه ثقة الجميع، ثم يشير الى استمراره الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، إلا ان الرابح الأكبر هو المنتخب الوطني الذي كسب الاستقرار الفني وتجاوز الهزة في مستواه وفي مديره الفني وهو ما يوفر له العمل بهدوء في الفترة المقبلة وتنفيذ برنامجه الإعدادي لنهائيات أمم آسيا بعيدا عن الضغوط.

دعم إداري

قال الدكتور جاسم الشكيلي بوصفه رئيس لجنة المنتخبات : نحن نتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بعمل المدرب الهولندي بيم فيربيك ونقف على ما يبذله من جهد كبير ونثق في قدراته بأن يبني منتخبا قادرا على تحقيق النجاحات المرجوة في المستقبل القريب. واضاف : نحن نحترم كل الآراء بما فيها تلك التي كانت تتحدث عن تواضع المدرب وعدم قدرته لقيادة الأحمر الى تحقيق النجاحات التي ينتظرها جمهور الكرة العمانية. وتحدث ايضا عن انهم في الاتحاد لن يتعاملوا مع المدرب الهولندي بالقطعة وقياس ما يقدمه بمستوى المنتخب في مباراة او بعض المباريات لكونهم يعرفون ما يخطط له المدرب وما يبذله من جهود كبيرة للوصول الى الاستراتيجية التي نتفق فيها معه ونعمل معا لتطبيقها وجني ثمارها في المستقبل القريب.