1206517
1206517
المنوعات

رد الاعـتبار للعصـر الذهـبي للصحـافـة من خـلال فـيلم «ذي بـوسـت»

30 ديسمبر 2017
30 ديسمبر 2017

لوس أنجلوس - «د.ب.أ»: في الولايات المتحدة كان هناك عصر ينظر فيه لمهنة الصحافة بنوع من الرومانسية، بالتأكيد كان هذا قبل أن يعلن الرئيس الحالي، دونالد ترامب حربا مفتوحة صراحة على «السلطة الرابعة»، وكافة وسائل الإعلام. في ذلك العصر كان الصحفيون يمثلون جزءا أساسيا من نظام الحكم الديمقراطي.

يصور فيلم «ذي بوست»، وهو من إخراج ستيفن سبيلبرج، جزءا من تلك الفترة والتي تدور أحداثها خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين.

يشارك المخرج العبقري، الحائز على الأوسكار، ومبدع أيقونات سينمائية كلاسيكية مثل «آي تي» و«الفك المفترس»، نجمان من العيار الثقيل، المخضرمة ميريل ستريب، الحائزة على ثلاث جوائز أوسكار، اثنان منها كأفضل ممثلة: 1983 عن «اختيار صوفي»، و2012 عن «المرأة الحديدية» والثالثة كأفضل ممثلة مساعدة 1980 عن «كرامر ضد كرامر»، أما النجم الثاني فهو توم هانكس الحاصل على الأوسكار مرتين لعامين متتاليين 1994 و1995 عن «فيلادلفيا» و«فورست جامب». يتناول الفيلم قصة صحفيين من «ذي واشنطن بوست» و «ذي نيويورك تايمز»، ودورهما في نشر ما يعرف بـ»أوراق البنتاجون»، والتي كانت بمثابة فضيحة مدوية، بعد أن كشفت مزاعم الحكومة الأمريكية الكاذبة بشأن أسباب الحرب على فيتنام.

ومن ثم، الفيلم مأخوذ من وقائع حقيقية. يستعرض العمل، من جانب، المأزق الذي تمر به رئيسة تحرير الجريدة نتيجة تفكيرها في المعارك القانونية التي يتعين عليها خوضها في حال نشر الوثائق التي أتيح لها الاطلاع عليها، ومن جانب آخر المعضلة التاريخية المتمثلة في الإبقاء على مؤسستها الصحفية ناجحة ومتألقة إعلاميا وتجاريا والمخاطرة بكل شيء بدافع النزاهة الأخلاقية والمهنية من منطلق دور الصحافة الشريفة في مساءلة المسؤولين.

مع وجود ثلاثي كهذا في قصة عميقة ذات أبعاد فكرية ونقدية إلى هذا الحد، لا يغيب عن مخيلة أحد الطموح الذي يسعى إليه صناع الفيلم: التألق في موسم الجوائز، وهو أمر معتاد لدى سبيلبرج، بعد حصوله على ستة ترشيحات لنيل جائزة الجولدن جلوب.

أما ستريب فقد نالت ترشيحا جديدا في فئة أفضل ممثلة، وكذلك الحال بالنسبة لهانكس، وكل هذه عوامل قوية تزيد من فرص نجاح الفيلم.

تلعب الممثلة المخضرمة «61 عاما» دور الصحفية كاي جراهام، رئيس تحرير «ذي بوست» والتي ظلت تتقلد هذا المنصب لسنوات، أما هانكس فيمثل دور رئيس مجلس الإدارة خلال حقبة الكبار أمثال بوب وودوارد وليونارد برنستاين وبن برادلي. وكانت إيمي باسكال، إحدى المنتجات المشاركات في العمل قد حصلت على حقوق السيناريو من ليز حنا، وبعد عدة شهور أبدى سبيلبرج اهتماما كبيرا بإخراج الفيلم بأسرع وقت ممكن.

يقول المخرج: «عندما قرأت المسودة الأولى من السيناريو، وجدت أنه عمل لا يمكن تأجيله لعامين أو ثلاثة، بل يجب إنجازه فورا.

شعرت أنها قصة يجب أن تحكى الآن». من جانبها توضح ميريل ستريب أن السيناريو أثار اهتمامها منذ الوهلة الأولى، حيث وجدت فيه قصة غير مألوفة، كما وجدت أن معظم الأحداث تدور حول شخصية جراهام.«لم أكن أعرف الكثير عنها، فأخبرتني نورا ايفرون أن سيرتها الشخصية كانت من أهم كتب القرن وأنه يتعين علي قراءتها.

اعتقد أن سيناريو ليز يحتفظ بنكهة تلك الفترة».عن انطباعها حول القصة وأبعادها، تقول نجمة «الشيطان يرتدي برادا» «كان من الممكن أن تفقد الصحفية كل شيء بمجازفتها بنشر تلك الوثائق، مما يعني إغلاق الجريدة، وتشريد آلاف العاملين وفقدان إرث عائلة كافحت لسنوات طويلة في مجال مهنة البحث عن المتاعب». ومن ثم تؤكد أن الفيلم أعجبها لأنه «في تلك الفترة لم تكن هناك الكثير من النساء اللاتي يتقلدن مناصب قيادية وبوسعهن تغيير التاريخ في عالم الأعمال، وعالم القانون، كما لم يكن هناك وجود للمرأة في المحكمة العليا، كانت النساء غير مرئيات إلى حد بعيد». تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم يعتبر أول تجربة تعاون فني بين الثلاثي سبيلبرج وهانكس وستريب، على الرغم من أن هانكس وسبيلبرج قدما العديد من المشروعات الفنية معا مثل «امسك بي إن استطعت»)، بطولة هانكس وليوناردو دي كابريو، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تنطلق ستريب معهما في نفس المركب، ومع التوقعات المتفائلة بحصد حصيلة مهمة من جوائز الجولدن جلوب، من المنتظر أن ينافس «ذي بوست» بقوة خلال موسم الأوسكار هذا العام.