1208348
1208348
العرب والعالم

الأمم المتحدة تضاعف عدد سفن بيونج يانج المحظور دخولها إلى مرافئ العالم

29 ديسمبر 2017
29 ديسمبر 2017

الصين تنفي انتهاك العقوبات ضد كوريا الشمالية -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب): فرض مجلس الأمن الدولي حظرا على أربع سفن شحن كورية شمالية يمنع عليها دخول أي مرفأ في العالم للاشتباه بنقلها بضائع مشمولة بالعقوبات الدولية على بيونج يانج فيما فشل في استهداف ست سفن أخرى بالحظر بسبب معارضة بكين.

وكانت الأمم المتحدة حظرت في أكتوبر أربع سفن ترفع أعلام القمر وسانت كيتس ونيفيس وكمبوديا وكوريا الشمالية من دخول مرافئ العالم، في خطوة شكلت سابقة في تاريخ المنظمة الدولية.

وعرضت الولايات المتحدة قائمة من عشر سفن دعت إلى حظرها لكن دبلوماسيا قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إنه «تمت الموافقة على أربع سفن فقط ولكن الباب ما زال مفتوحا» أمام حظر السفن الأخرى. وإذ أكدت عدة مصادر دبلوماسية أن السفن الأربع المستهدفة ترفع جميعها علم كوريا الشمالية، أشارت إلى أن الصين عارضت إدراج السفن الست الأخرى التي اقترحتها الولايات المتحدة على قائمة الحظر. وقال دبلوماسي إن «الصين عرقلت (حظر) ست سفن ولم تسمح سوى بحظر أربع يملكها كوريون شماليون».

وقبيل اتخاذ القرار في الأمم المتحدة في الساعة 20,00 ت غ، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة بموقف بكين حيال بيونج يانج رغم أنه عادة ما يشيد بالجهود الصينية للضغط على كوريا الشمالية.

وكتب ترامب على تويتر «ضبطت بالجرم المشهود»، معربا عن «خيبة أمل شديدة لرؤية الصين تسمح بدخول النفط إلى كوريا الشمالية»، من غير أن يوضح ما إذا كان يستند إلى أدلة تملكها الولايات المتحدة عن عدم التزام الصين بالعقوبات الدولية. ورأى أنه «لن يكون هناك أبدا حل ودي للمشكلة مع كوريا الشمالية إذا ما استمر ذلك». وبكين هي الشريك التجاري الرئيسي لبيونج يانج.

ولم تعرف في الوقت الحاضر أي تفاصيل حول الحمولات موضع الجدل التي يؤخذ على السفن الأربع المستهدفة كما على السفن الست الأخرى نقلها بما يخالف قرارات الأمم المتحدة.

غير أن مسؤولا في وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية قال إن بلاده قامت في نوفمبر باعتراض سفينة «لايتهاوس وينمور» بشكل عابر وتفتيشها لنقلها منتجات نفطية إلى سفينة كورية شمالية، منتهكة بذلك الحظر الدولي. وأوضح المسؤول أن ناقلة النفط التي كانت تستأجرها شركة تايوانية وكانت تنقل حوالي 600 طن من المنتجات النفطية من مرفأ يوسو الكوري الجنوبي، قامت في 19أكتوبر بنقل جزء من حمولتها إلى سفينة كورية شمالية.

وفرض مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه بما فيهم الصين خلال 2017 ثلاث مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية تضمنت حظر استيراد أو تصدير بضائع، وكان أول هذه العقوبات في 5 أغسطس وقد شمل الحظر خصوصا تجارة الحديد والفحم الحجري والصيد البحري.

أما ثاني رزم العقوبات فكان في 11 سبتمبر وقد شمل الحظر قطاع النسيج إضافة إلى تحديد سقف للصادرات النفطية إلى كوريا الشمالية، في حين صدرت الرزمة الثالثة من العقوبات في 22 ديسمبر وشملت خصوصا المشتقات النفطية ولا سيما المكررة منها.

وأقرت العقوبات ردا على قيام كوريا الشمالية بعدة تجارب لصواريخ بالستية عابرة للقارات وتجربة نووية، وسعيا للضغط على هذه الدولة لحملها على استئناف المفاوضات حول برامجها العسكرية.

ونددت الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع بمواصلة صفقات تسمح لكوريا الشمالية بالتزود بمواد محظورة، ولا سيما من خلال نقل الحمولة بين سفن مختلفة في عرض البحر. وجاء «حظر الرسو الدولي» للسفن المشتبه بها باستثناء الشحنات الإنسانية التي تقرها لجنة مراقبة تطبيق العقوبات على بيونج يانج مسبقا، ضمن القرار الذي صادق عليه مجلس الأمن في 5 أغسطس وأدرج لاحقا في جميع القرارات التالية.

وتطبيقا لهذا البند من القرار، حظرت الأمم المتحدة في 5 أكتوبر أربع سفن لنقلها بضائع محظور على كوريا الشمالية الاتجار بها وهي الفحم والحديد والأسماك.

من جهتها رفضت وزارة الخارجية الصينية تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بكين انتهكت العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، بنقل نفط إلى سفن تابعة لبيونج يانج.

ونقلت صحيفة «شوسون البو» عن مسؤولين لم يتم الكشف عن هويتهم من الحكومة الكورية الجنوبية قولهم إن الأقمار الصناعية رصدت سفن صينية يشتبه أنها نقلت نفطا إلى سفن كورية شمالية في البحر بين الدولتين، حوالي 30 مرة منذ أكتوبر الماضي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينج إن الحكومة الصينية تدرس التقارير بشأن نقل النفط المزعوم، لكنها نفت أي انتهاك للعقوبات الاقتصادية ضد كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي. وقالت هوا «الصين دائما تنفذ بشكل شامل وصارم قرارات مجلس الأمن».

وأضافت هوا أن الصين «ستتبنى عقوبة خطيرة» إذا كشفت تحقيقاتها عن انتهاكات للقرارات».

في السياق قال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الجهود المتسارعة التي تبذلها كوريا الشمالية لصنع أسلحة نووية كانت أهم تطور أمني في عام 2017، مشيرا إلى أنه يتوقع تعزيز الحوار مع روسيا في عام. 2018 ولدى سؤاله عن كيفية تطور الموقف الأمني في عام 2017 مقارنة بعام 2016، أجاب ستولتنبرج: « ربما يكون أهم عنصر جديد في 2017 مقارنة بعام 2016 هو كوريا الشمالية، التي عززت جهودها لتطوير أسلحة نووية وصواريخ طويلة المدى.

لقد فعلوا ذلك من قبل أيضا، لكنهم يكثفون جهودهم حاليا، ويجرون المزيد من التجارب، ويختبرون عددا أكبر من الصواريخ طويلة المدى ورؤوسا حربية نووية أكبر». وردا على سؤال للـ«د ب ا» عما إذا كان الردع ردا كافيا على التهديد غير المتوقع من جانب كوريا الشمالية، أجاب ستولتنبرج على (د ب أ) قائلا إن دول حلف الناتو ردت على تهديدات الصواريخ والأسلحة النووية على مدار عقود، وكانت الطريقة التي انتهجناها عبر الردع، وتم إثبات أن هذه الطريقة مؤثرة». وأضاف: ولكن هذا ليس ردنا الوحيد..نحن نمارس أقصى ضغط على كوريا الشمالية، (بالسبل) الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.

وأرحب بتغليظ العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، وحقيقة أنه يتم تنفيذها الآن بدرجة أعلى من ذي قبل . وحول فرص نجاح ضغط ألمانيا من أجل فتح قنوات اتصال أكثر مباشرة مع موسكو، بما يشمل المستوى العسكري، رغم انتقاد أمريكا وحلفاء آخرين لهذا بشدة، قال ستولتنبرج: «نحتاج لمعالجة حقيقة أننا نرى روسيا أكثر حزما نحو الشرق.

في الوقت نفسه، فإن رسالة الناتو هي أننا لا نريد حربا باردة جديدة. لا نريد سباق تسلح جديدا ونريد حوارا سياسيا مع روسيا».

وأضاف: «بعد مضي سنوات دون أي حوار مباشر في إطار الناتو- روسيا، تمكنا من إعادة تنشيط هذا (الحوار) من خلال اجتماعات مجلس الناتو وروسيا حيث نتحدث حول أوكرانيا والشفافية .. وعُقد لقاء مع مسؤول روسي بعد فترة طويلة بدون أي اتصال، ودون القدرة على استخدام خطوط الاتصالات العسكرية، التقى كل من رئيس اللجنة العسكرية و(القائد الأعلى للتحالف في أوروبا، وواحد من اثنين من قادة الناتو الاستراتيجيين) مع الجنرال فاليري جيراسيموف (رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية)».