العرب والعالم

مقتل 66 شخصا بينهم 12 مدنيا في معارك عنيفة شمال غرب سوريا

29 ديسمبر 2017
29 ديسمبر 2017

خروج أول دفعة تقل مسلحين وعوائلهم من «بيت جن» إلى إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قتل 66 شخصاً على الأقل بينهم 19 مدنياً خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، جراء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة ومقاتلة عند أطراف محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» أمس.

في سياق سياساتها الداعمة لإرهابيي «داعش» من دون تحفظ تواصل الولايات المتحدة إخلاء قياديي التنظيم التكفيري في سوريا حيث كشفت مصادر أهلية أن مروحيات أمريكية أقدمت ليلة الاربعاء الماضية، على نقل مجموعة جديدة من متزعمي «داعش» من عدة مناطق من ريف دير الزور إلى مناطق مجهولة في ريف الحسكة.

وأفادت المصادر بأن عدداً من المروحيات الأمريكية قدمت من الريف الشمالي لدير الزور وحلقت على ارتفاع منخفض فوق مخيم السد للوافدين وهبطت قرب سد الباسل جنوب مدينة الحسكة وعلى متنها عدد من متزعمي تنظيم «داعش» الإرهابي كانوا التجؤوا إلى مجموعات «قسد» المدعومة من واشنطن.

وأشارت المصادر إلى أنها المرة الثانية التي تنفذ فيها مروحيات أمريكية هبوطا بظروف مشابهة.. ففي وقت سابق من الشهر الجاري هبطت عدة مروحيات أمريكية بالقرب من سد الباسل جنوب الحسكة وعلى متنها 47 متزعماً من إرهابيي «داعش» فروا أمام ضربات الجيش العربي السوري وتم نقل المصابين منهم لتلقي العلاج عبر منظمة «أطباء بلا حدود».

في الأثناء خرجت أول دفعة مكونة من 10 حافلات تقل مسلحين وعوائلهم من بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي إلى إدلب، وفق مصدر ميداني لعمان.

وأفادت سانا بإنجاز الترتيبات النهائية لتنفيذ الاتفاق القاضي بإخراج أفراد المجموعات المسلحة في منطقة بيت جن ومغير المير بريف دمشق الجنوبي الغربي.

ووصلت صباح أمس عشرات الحافلات لبدء عمليات خروج المسلحين، وسيتم نقل الجزء الأكبر إلى إدلب، والبقية إلى درعا، وحسب وكالة «ارتي» الروسية أن ممثلين عن الجيش السوري عقدوا اجتماعا مع قياديين في «جبهة النصرة» وكان التفاوض مستمرا حول آلية الخروج من هناك.

هذا وتضاربت الأنباء حول عدد المسلحين، ففي الوقت، الذي تحدثت فيه مصادر عن أكثر من 250 مسلحا، أشارت مصادر أخرى عن وجود أكثر من 700 مسلح.

وقد قبلت «جبهة النصرة» المصنفة إرهابية باتفاق يقضي بخروج مسلحيها من ريف دمشق الجنوبي الغربي، وذلك بعد أن حقق الجيش السوري تقدما، وتمكن من السيطرة على جميع النقاط الاستراتيجية حولها، وقطع طرق إمداد التنظيم.

وفي سياق آخر، أنهى الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إجلاء الدفعة الثالثة والأخيرة من مرضى الغوطة الشرقية، بالقرب من العاصمة السورية دمشق في إطار اتفاق مع الحكومة السورية.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض»، رامي عبد الرحمن، الجمعة انه تم إجلاء آخر دفعة والمكونة من 12 مريضا من منطقة الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل بقليل. وأضاف أن «الـ12 شخصا نقلوا إلى المستشفيات في دمشق بعد أن تم إجلاء 17 آخرين من الغوطة الشرقية يوم الاربعاء الماضي». وبموجب اتفاق مع دمشق، أطلقت عناصر جماعة جيش الإسلام، الذين يسيطرون على المنطقة، سراح 26 سجينا وسلمتهم إلى الحكومة السورية مقابل إجلاء الحالات الحرجة من المصابين بأمراض خطيرة من الغوطة الشرقية. وعاد الرئيس السوري بشار الأسد بصحبة أفراد عائلته أحد جرحى الجيش السوري في منزله الكائن بحمص، بمناسبة أعياد الميلاد. ونشرت صفحة الرئاسة السورية أمس صورا للأسد وزوجته وأبنائه في منزل الجريح ميشيل طنوس، الذي أصيب خلال إحدى المعارك إصابة بليغة.

كما زار الرئيس الأسد وعائلته منزل العسكري الجريح ياسين حويري في قرية أم حارتين بريف حمص.

من جهة أخرى، رجح الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، أن تكون الصواريخ، التي استخدمها مسلحون في الإغارة على قاعدة حميميم السورية، اشترتها السعودية من بلغاريا أو أوكرانيا وسلمتها للمسلحين.

كما رجح الخبير العسكري الروسي أن يكون المسلحون قد تلقوا تدريبا على هذه المنظومة الصاروخية في القاعدة الأمريكية في سوريا.

وحسب المعلومات المتوفرة، فقد قامت منظومة «بانتسير أس 1» الروسية للدفاع الجوي باعتراض صاروخين أطلقهما مسلحون من محافظة إدلب باتجاه قاعدة حميميم الروسية، فيما سقط صاروخ آخر بالقرب من جبلة في محافظة اللاذقية. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية محاولة الإرهابيين استهداف قاعدة حميميم الروسية بسوريا استفزازا يهدف إلى إفشال عملية التسوية السورية وإعاقة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.

ولم تستبعد المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن تكون هذه العملية قد خُطط لها من قبل. من جانبه قال نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، إن الولايات المتحدة قد تكون وراء محاولة الإرهابيين استهداف قاعدة حميميم، موضحا أن هجوم الإرهابيين على «حميميم» يؤكد ما كشفت عنه وزارة الدفاع الروسية، بشأن إجراء استخدام واشنطن لمطار التنف السوري لتدريب الإرهابيين ومعظمهم من الدواعش الإرهابيين الفارين من الرقة.

وعلى صعيد المفاوضات السورية، قال رئيس منصة موسكو المعارضة قدري جميل إن وفد هيئة التفاوض للمعارضة السورية لم يتخذ بعد قرارا برفض أو قبول المشاركة في مؤتمر سوتشي، ذاكرا أن الهيئة تنتظر استجلاء الوضع.

وفي تعليقه على إعلان المتحدث باسم هيئة التفاوض للمعارضة السورية، يحيى العريضي عن رفض الهيئة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر انعقاده في سوتشي نهاية يناير القادم، قال جميل إن الهيئة، بحسب معلوماته، لم تتخذ بعد أي قرار بشأن المشاركة في المؤتمر «لا بالقبول لا بالرفض وإنما القرار كان التريث للنظر واستجلاء الوضع والاتصال مع كل الجهات، بما فيها الروسية، لمعرفة التفاصيل». وأضاف: «لذا التريث هو سيد الموقف الآن لدى هيئة التفاوض». وأكد جميل أن العريضي بهذه التصريحات لا يعبر عمليا عن موقف وفد الهيئة من المؤتمر.

وأشار إلى أن تصريحات من هذا النوع لا تسهم في تعزيز وحدة وفد المعارضة، التي لا تزال «غض العود» (لم تكتمل قوتها بعد). وأشار رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية إلى أن تصعيد الهجمات على مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي من شأنه دعم مسار جنيف من ناحية سياسية، يهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية. ورفض جميل وضع أي شروط مسبقة قبل بدء المؤتمر.

ميدانيا، أعلن مصدر عسكري لعمان أن الجيش السوري سيطر على قرية الحمدانية بريف حماه الشمالي والمحاذي لريف إدلب الجنوبي، وأن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة استعادت السيطرة على بلدة أبو دالي بريف حماة الشمالي الشرقي.

كما استعادت السيطرة على عدد من القرى والتلال الحاكمة خلال عمليات الجيش العربي السوري المتواصلة لاجتثاث إرهابيي تنظيم جبهة النصرة من ريف حماة الشمالي الشرقي بالتعاون مع القوات الرديفة منها المشيرفة والطامة والمغارة والوارد والدجاج وتل المقطع.