الأحمر يسطع في سماء الكويت .. ويسعد جماهيره وينثر الفرح في كل بيت

سجل .. سجل يا تاريخ .. ثنائية ونصر صريح -

تغيير في الأداء في الشوط الثاني .. ودخول الشلهوب أسعد القلوب -

حقق المنتخب الوطني فوزا مثيرا ورائعا في ثالث مبارياته ببطولة كأس الخليج لينال تأشيرة دخول إلى نصف النهائي بجدارة متصدرا مجموعته الأولى بعد أن أبلى بلاء حسنا ولعب مباراة الحسم المصيرية بثبات وتركيز وخطة نجحت في نهاية الأمر في أن تبلغ المقاصد المنشودة وتقود الأحمر للسطوع والبروز في سماء الكويت لتحاصره كل الأنظار وتلاحقه كل الأضواء باعتباره واحدا من أفضل فرق البطولة وترجم هذه الأفضلية في المباريات الثلاث التي خاضها فقدم في كل واحدة منها مستويات فنية كبيرة حتى وهو يخسر مباراته الأولى أمام الإمارات بضربة جزاء أثير حولها شكوك كثيرة. ولعب الأحمر وأجاد ليس أمام السعودية فحسب بل في مجموع الدقائق التي خاضها في ميدان خليجي 23 ليقدم نفسه بشكل طيب ويؤكد أن العمل الجاد والجدية واللعب بروح قتالية وحماس وإصرار بمقدوره أن يقود إلى تحقيق الأحلام وإن بدت للبعض بعيدة وصعبة التحقيق في عالم المستديرة. وأثار الأحمر في الشوط الأول من مواجهة السعودية بعض علامات الاستفهام في أجزاء من التسعين دقيقة وظهرت المخاوف من أن يتكرر سيناريو الإمارات ويخسر الفريق فرصته في العبور إلى الدور الثاني ليكون ضمن أفضل أربع فرق في بطولة الكويت. جاء الأحمر للشوط الثاني كأنه يحمل معه وصفة سحرية قبلت كل الموازين وأدت إلى أن تحين ساعة النصر الجميل ويعانق الفرح الجماهير العمانية وهي تشاهد أبطالها يبدعون ويروضون الكرة ويلعبون بمسؤولية وشجاعة من أجل الوصول إلى الشباك السعودية لحسم أمر تأهلهم.

كان للأبطال الحمر ما أرادوا وسعوا له، وبدا القدر ينسج قصة جديدة مع اللاعب الشاب الشلهوب ليكون مصدر الفرح وينجح في تحقيق ما بدا صعبا في الشوط الأول عبر تسجيله هدفين ليدخل التاريخ من جديد مثلما فعل قبل ذلك في بطولة كأس الخليج الماضية التي أقيمت في الرياض. وكانت ليلة مثيرة وجميلة توجت جهود الجهاز الفني واللاعبين وثقة ودعم اتحاد الكرة للمدرب وفريقه المعاون وقائمته التي اختارها وستبقى واحدة من الليالي التي لن تنساها ذاكرة بطولة كأس الخليج ولن ينساها الجمهور العماني وهي تفتح الباب أمام الأحمر ليعود كما كان سامبا الخليج وأبرز فرقها القادرة على انتزاع الإعجاب والتقدير من المحللين والمراقبين وجميع المنافسين.

لعب المنتخب الوطني بفرصة واحدة تتمثل فقط في الفوز بينما لعب المنتخب السعودي بفرصتي الفوز أو التعادل وكما تقول إحدى قواعد كرة القدم “ترجح كفة صاحب الفرصة الواحدة”، وقد سار الأحمر على القاعدة واغتنم الفرصة الوحيدة وتخطى عقبة كبيرة كانت تقف في طريقه. حقق الفوز الكبير على منتخب السعودية، ورفع من المعنويات وضاعف الثقة في قدرات اللاعبين ومنحهم شهادات تقدير كل الجماهير العمانية وجميع الذين يتابعون بطولة كأس الخليج. واستحق لاعبو الأحمر وجهازهم الفني التحية والتهاني على ما قدموه من جهد وعمل رائع في مشاركتهم الحالية بدورة كأس الخليج وتتويج العمل والعطاء بنتائج إيجابية وانتصارات باهرة سيكون لها ما بعدها سواء في هذه البطولة أو المشاركات القادمة.