الرياضية

الرزيقي ... حكاية «ثنائية» .. أعادت كتابة التاريخ

29 ديسمبر 2017
29 ديسمبر 2017

الشلهوب مفرح القلوب -

لم يكن اللاعب الشاب سعيد الرزيقي يعلم أن «إصابة» الثنائي عماد الحوسني وبديله الأساسي محمد الغساني قبل سفر بعثة المنتخب للمشاركة في خليجي 22 بالرياض ستفتح أمامه الطريق لدخول التاريخ من أوسع أبوابه. الرزيقي الذي دخل قائمة منتخبنا المشارك في كأس الخليج العربي الـ 22 بديلا للمهاجم المخضرم عماد الحوسني ومن ثم محمد الغساني للإصابة- فقط ليكمل القائمة وليس لكي يشارك جاءت إصابة جديدة لتمنحه شرف اللعب بقميص المنتخب بعد أن نزل بديلاً للاعب محمد السيابي المصاب وبدأت رحلته مع التألق بعدها بدقائق. وقاد الرزيقي الشهير بالشلهوب منتخب عمان ليحقق في تلك البطولة فوزا تاريخيا على الكويت بخماسية أقصت الأخير من كأس الخليج وضربت لمنتخبنا موعدا في نصف النهائي أمام قطر. هذا السيناريو تكرر مرة أخرى مع اللاعب في بطولة كـأس الخليج 23 المقامة حاليا في الكويت ولعب الدور المنقذ للأحمر في مباراته أمس الأول أمام السعودية بعد ما سجل ثنائية رائعة حسم بها المباراة ومنح المنتخب الوطني ورقة العبور للمرحلة الثانية. هذه المرة فتحت الإصابة -التي تعرض لها اللاعب عبد العزيز المقبالي الذي أشركه فيربيك- الباب أمام الرزيقي ليشارك في الشوط الثاني ليواصل هوايته المحببة في هز الشباك ويتوج بطلا لليلة مباراة المنتخب الوطني وشقيقه السعودي. يروي الرزيقي قصته مع الأقدار الجميلة والتي ستكون أكثر حضورا في حياته وتاريخه مع المستديرة بأنه لم يكن يتوقع أن ينضم لقائمة المنتخب مطلقا ولم تكن المشاركة في بطولة كأس الخليج تدور بفكره أبدا. قصة الرزيقي أو الشلهوب أو (الصاروخ) العماني الجديد في سماء الكرة العمانية والخليجية تبدو واحدة من القصص الدرامية الجملية والتي تتداولها اليوم الجماهير ليس في السلطنة فحسب بل على امتداد منطقة الخليج. قصة سيحفظها سجل الكرة العمانية لوقت طويل وستطل برأسها دائما بوصفها استثنائية وحدثا لا يتكرر كثيرا إلا مع المواهب التي يمنحها الله الموهبة والتوفيق لتحطم كل النظريات وتنبي المجد في أصعب الظروف وتستغل نصف الفرص لترسخ في الأذهان ويكسب صاحبها الشهرة والنجومية ليشار إليه بالبنان.

«الأقدار» تتكرر مرة أخرى .. وما بين الرياض والكويت قصة نجاح مثيرة -

صاروخ يهز الأرض

لا يوجد لقب يتناسب وشلهوب الكرة العمانية غير (الصاروخ) فقد انطلق منصة إطلاق غير متوقعة وخارج الحسابات ليحدث زلزالا ضخما في بطولة كاس الخليج وينسف طموحات سعودية كانت تلامس اللقب وعلى يقين بان الأخضر لا يمكن ان يغيب طويلا عن منصة التتويج بعد ان دخل دائرة الترشيحات وظل مدربه يتحدث في كل مرة يظهر فيها أمام المنصات الإعلامية عن رغبته في الفوز باللقب. ولم يدر مدرب السعودية أن في منتخب السلطنة (صاورخا) جهزته الأقدار وزودته بكل (كيمياء) وذرات روح التحدي وغيرها ليتشكل في هيئة (صاروخ) كان على موعد مع إحداث تغيير جذري في التوقعات ولغات الأرقام والتاريخ. ليلة أن انطلق الصاروخ العماني تبدلت معالم كثيرة وتغيرت حسابات قديمة ومسح بقوته آثار كل جدل واظهر حقائق جديدة على الأرض تؤكد أن الأفضلية هي الأساس والمعيار في كرة القدم حيث لا يفيد التاريخ ولا تفيد الأسماء الكبيرة. ولفت الرزيقي الأنظار له وهو يفاجئ كل الخبراء والمتابعين لكاس الخليج ويجعلهم يرددون اسمه إعجابا بما قدمه وآخرين من هول قوة المفاجأة والصدمة التي أحدثها عندما انفجر بقوة في ملعب الكويت وأطاح بالحلم السعودي وسط ذهول الجماهير الخضراء التي جاءت في حشود لتشهد عبور فريقها لدور الأربعة.

إهداء ووعد

أهدى عريس تأهل منتخبنا إلى نصف النهائي سعيد الرزيقي (الشلهوب) محرزا ثنائية الفوز في شباك المنتخب السعودي الفوز هدية للمقام السامي وللشعب العماني كافة وتقدم بشكره للجماهير الوفية قائلا: إن الجماهير التي آزرتنا والحاضرة للمباراة كان لها الدور الكبير في منحنا الدافع المعنوي الكبير في تحقيق الفوز، وأشار الرزيقي إلى أن الجميع أمامهم تحد كبير وعلينا أن نعد العدة له و أن نحافظ على مستوانا حتى نتمكن من تخطي بقية العقبات التي تنتظرنا في الكويت.

سعادة وتشجيع

وجد تألق (الشلهوب) الذي هز الأرض بالطول والعرض أمام أقدام لاعبي منتخب السعودية وترك مدربهم فييرا حائرا لا يدري ماذا يفعل، وجد الدعم والمساندة والتشجيع من جميع زملائه الكبار والشباب في الفريق وحظي بتهان خاصة من قائد المنتخب أحمد كانو الذي رأى فيه مشروع مهاجم قادم بقوة وسيحجز مكانه في التشكيلة الأساسية للمنتخب. الجميع في قائمة الأحمر كانوا في قمة السعادة لتألق زمليهم الشاب وحاصروه بكل كلمات وعبارات التشجيع ليواصل مسيرته ويؤكد أن السلطنة قادرة على انجاب المهاجمين الذين يجيدون اللمسة الأخيرة.

حافز للمزيد

النجاح الذي حققه الزريقي وبات بين ليلة وضحاها ابرز نجوم المنتخب تلاحقه كاميرات الصحافة والقنوات الفضائية يضعه أمام تحد صعب ومسؤولية أكبر بأن يستغل هذا النجاح لدعم مسيرته الكروية عبر زيادة المجهود والثقة وأن يجعل من نجاحه أمرا إيجابيا يقوده لإحراز المزيد من الأهداف والمنافسة على لقب هداف البطولة.

حلم الاحتراف

يقول الرزيقي وفقني الله بفضل تعاون الفريق بأكمله تم تتويجه بفوز رائع. كل لاعب يتشرف بخدمة منتخب بلاده، فكيف سيكون الحال وأنت تهديه شيئا مميزا؟.. بالطبع ستكون الفرحة مضاعفة. الشلهوب مازال يحلم بالاحتراف في الدوري الانجليزي أو الدوري الإسباني ويريد الاقتداء بمسيرة أحمد حديد أحد أفضل اللاعبين، الذين أنجبتهم الكرة الخليجية، ويؤكد أنه لا يوجد تشابه بينه وبين اللاعب السعودي محمد الشلهوب إلا أنه في الصغر حينما كنت في درجة الشباب كنت قصير القامة وأحاول اللعب بنفس طريقته التي لا يمكن أن أصل لها بالتأكيد، واستمر الأصدقاء يلقبونني بهذا اللقب حتى اشتهرت به وأصبح بعض معلقي المباريات يصفوني به أيضا». وأوضح الرزيقي أن النجومية لا تهمه هو وزملاؤه بقدر ما كان همهم الأكبر كلاعبين هو تحقيق الانتصار في أهم المواجهات وهو ما تحقق بتضافر جهود جميع اللاعبين. وعن طموحاتهم في البطولة ووعدهم للجماهير قال: «الأهم هو تأهلنا للمربع الذهبي وسنسعى للمواصلة بإذن الله إلى النهائي أما جماهيرنا فنعدهم بتقديم كل ما لدينا خلال المباراة القادمة لنسعدهم بالوصول إلى النهائي.