1207523
1207523
الاقتصادية

سوق العسل العماني يفتح أبوابه أمام الجمهور

28 ديسمبر 2017
28 ديسمبر 2017

بمشاركة 30 نحالا من مختلف المحافظات -

كتب ـ ماجد الهطالي ورحمة الكلبانية -

انطلق أمس سوق العسل العماني في نسخته التاسعة، بمشاركة 30 نحالا من مختلف محافظات السلطنة إضافة الى مؤسستين من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متخصصتين في بيع مستلزمات وأدوات النحل بمسقط جراند مول

افتتح السوق سعادة الدكتور احمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، والذي قال على هامش حفل الافتتاح أن السوق يسلط الضوء على تطور نحل العسل من حيث الكم والكيف، فمن حيث الكم توضح إحصائيات العام الماضي “2016” أن عدد خلايا النحل بلغت 100 ألف خلية، وبعائد اقتصادي سجل حوالي 12 مليون ريال.

وأوضح سعادة وكيل الوزارة للزراعة أن السوق يمكن أن يضيف للمستهلك ضمان جودة العسل، نظرا لما تم تطبيقه خلال السوق السابق من توفير شهادة تحليل للمنتج العسل، وذلك عن طريق أخذ عينات عشوائية وتحليلها في مختبرات معينة والتحقق من المنتج، وتهدف هذه الإجراءات إلى إيصال رسالة للمجتمع أن العسل المحلي يجب أن يحافظ على سمعته في الأسواق، مشيرا إلى أن العسل المحلي حقق جوائز عالمية، لذلك ينبغي أن تبقى جودته على نفس المستوى.

وأضاف سعادة أحمد البكري أن هناك حلقة عمل مصاحبة بعد الانتهاء من السوق، والتي تستقطب مجموعة من النحالين، وتركز على آلية تطوير المشاركة في المعارض والأسواق الخارجية، وكيفية رفع مستوى جودة العسل المحلي، ليكون مشاركا في المحافل الدولية، مردفا: نأمل أن تحقق الحلقة قيمة مضافة لمن يرغب المشاركة في الأسواق الخارجية. وبين سعادته أن الوزارة تولي اهتماما ملموسا بقطاع النحل وذلك من أجل رفع جودة منتج العسل، وتحقيق القيمة المضافة للنحالين والمعنيين بخلايا النحل، كإيجاد الهوية وعمل الملصقات والعبوات، وكذلك هناك مبادرة من قبل الوزارة مع كلية الزهراء لعمل الهوية التسويقية لشريحة كبيرة من النحالين.

وأوضح أن مبيعات الأسواق الثمانية الماضية تجاوزت 500 ألف ريال، تراوحت ما بين “ 40 ـ 60” ألف ريال للسوق الواحد، وذلك حسب كمية المنتج.

ويأتي السوق بهدف التعرف بالمنتج العماني من أنواع العسل ومنتجات النحل الأخرى وكذلك لإتاحة الفرصة للتواصل بين منتجي العسل ببعضهم البعض من جهة وبينهم والمستهلكين من جهة أخرى تعريف الأجيال الجديدة من الشباب العماني على حرفة تربية النحل وطرق الفرز والمعاملات الأخرى وتبادل الأفكار والخبرات الفنية بين المنتجين

يصاحب السوق حلقة عمل بعنوان “التحضير للمشاركة في معارض ومسابقات العسل العالمية”، والتي تقام يوم الاثنين المقبل بقاعة النخيل بديوان عام الوزارة، لتعريف النحالين والمهتمين بمجال العسل بمقاييس الجودة والأوزان والإجراءات اللازمة للمشاركة في مسابقات العسل العالمية.

مشاركة أقل

من جانبه أشار هلال بن محمد بن راشد الصباري، رئيس قسم النحل بوزارة الزراعة والثروة السمكية، الى ان الدورة التاسعة للسوق شهدت مشاركة أقل من قبل النحالين مما كان عليه في السنوات الماضية، بسبب الأجواء المناخية الجافة التي سادت معظم محافظات السلطنة والتي بدورها خفضت كميات الانتاج وحالت دون تمكن بعض النحالين من المشاركة هذا العام.

وأوضح هلال الصباري أن أسواق العسل السابقة شهدت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين والزوار حيث بلغت كمية العسل المباعة بسوق العسل العماني الثامن حوالي (2) طن من العسل بمختلف أنواعه، وبلغت قيمتها السوقية قرابة (50 ألف) ريال عماني، وما يقارب أربعة أطنان بسوق العسل العماني السابع بقيمة سوقية بلغت (99 ألف) ريال عماني.

وبين رئيس قسم النحل بالوزارة أن العسل العماني يتميز بالعديد من المميزات والخصائص والتي جعلته أحد أكثر الأنواع المرغوبة على المستويين المحلي والإقليمي حيث يتميز بكثافة قوامه في معظم محافظات السلطنة، وقلة نسبة الماء، واختلاف لونه وطعمه ورائحته وذلك لتعدد مصادر الرحيق والمراعي التي تتميز بها السلطنة في مناطقها الجغرافية المتعددة.

نافذة مهمة

وقال عمار بن مبارك الخاطري من محل زهرة الحجر الغربي للعسل الطبيعي والتمور والأعشاب أن انتاج العسل يعتمد على عدة عوامل من بينها المرعى ونشاط الخلية، مشيرا إلى أن انتاج موسم السدر والمسمى محليا بـ “الجباب” للعام الجاري كان أقل من التوقعات. وأضاف الخاطري: ان السوق يعتبر نافذة مهمة لعرض المنتجات المتوفرة لديهم، كما أنه حلقة وصل بينهم وبين المستهلكين لتعريف الزوار بأهمية العسل وفوائده الصحية بالإضافة الى حياة النحل، موضحا أن مثل هذه المبادرات تساهم بشكل ملموس في الترويج والتسويق للمنتج العسل.ويناشد عمار الخاطري الجهات المعنية بإقامة المزيد من الفعاليات التي تساهم في الترويج والتسويق للعسل المحلي، بحيث يكون للمنتج صيت واسع في الأسواق العالمية.

فوائد صحية

من جانبه قال الدكتور حمد بن علي البلوشي صاحب منتج خلطة الأسد الذهبي وعضو مجلس إدارة اتحاد النحال العربي أن السوق يعتبر ذا عائد اقتصادي جيد للمشاركين بالمعرض ورافدا لكل المجتمع، شاكرا الجهود المبذولة والاهتمام الذي توليه الجهات المعنية للحفاظ وتطوير خلايا النحل والتسويق والترويج والدعم والمتابعة للمنتج العسل المحلي.

وعن الصعوبات التي يواجهها مربو النحل أوضح البلوشي أن النحالين كانوا يعانون من نقل الخلايا من الولايات إلى محافظة ظفار، وبعد صدور اللائحة التنفيذية لنقل خلايا العسل بين المحافظات والولايات انحسرت الصعوبات.

وأضاف حمد البلوشي: إن لمنتجات العسل وحبوب اللقاح فوائد على صحة الإنسان في ترميم خلايا الجسم والدماغ وخاصة في مجال الوقاية من النسيان بالإضافة إلى تغذية الدم ودعم الجسم بالطاقة.

وقال محمد بن سعود الحسني أحد المشاركين بالسوق: ان للسوق عائدا اقتصاديا ومعنويا كالتواصل مع الزوار والتسويق والترويج، مشيرا إلى أن من ضمن الصعوبات التي يواجهها مربو النحل في السلطنة جفاف الجو كما هو في محافظتي الشرقية، والذي يتحتم على المربي نقل خلاياه من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية في المناطق الزراعية كمحافظة الباطنة.

أنواع عسل مختلفة

ويوفر السوق أصنافا عديدة من العسل تتنوع ما بين العسل المنتج في المناطق الجبلية والسهول ومناطق الرعي الصحراوي والمناطق الساحلية ومنها عسل السمر وعسل السدر وعسل زهور الباطنة والعسل البري ( نحل ابو طويق ) وتختلف أسعار العسل الموجودة في السوق بين النحالين والتجار معتمدة على كميات الإنتاج والطلب وجودة العسل نفسه، حيث تتراوح أسعار عسل السمر ما بين 25 إلى 35 ريالا عمانيا، فيما تتراوح أسعار عسل السدر ما بين 15- 25 ريالا عمانيا في حين تصل بعض أنواع العسل مثل العتم إلى 80 ريالا عمانيا.

إحصائيات وأرقام

بلغ أعداد مربي النحل في السلطنة خمسة آلاف مرب و100 ألف خلية لتربية العسل بإنتاج بلغ 600 طن، بحسب آخر دراسة نشرتها الوزارة لعام 2016. كما أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر من 92% من العاملين في مجال نحل العسل في المحافظات المختلفة هم من الأيدي العاملة الوطنية، وأقل من 8% فقط من الأيدي العاملة سجلت كأيد وافدة، مما يعتبر مؤشرا على اعتماد هذا القطاع بشكل رئيسي على العنصر الوطني وخبراته الموروثة من الآباء و الأجداد، وسجلت الدراسة وجود (30) من النساء العاملات في مجال صناعة العسل.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أكثر من 60% من مربي نحل العسل يعتبرون تربية العسل مصدر دخل إضافيا، وأن 82% منهم يمارسون هذا النشاط كمشروع تجاري يمكن الاعتماد عليه في تحسين مستوى دخل الأسرة، و 20% من أصحاب مشاريع تربية العسل في السلطنة يعتمدون عليها كمصدر دخل رئيسي لهم خاصة في محافظة الوسطى، تليها محافظتا الشرقية وظفار.

وأظهرت الدراسة أن محافظة ظفار هي أكثر المحافظات اتجاها إلى تربية النحل البري تليها محافظة الظاهرة، كما أوضحت وجود ثلاثة أنواع رئيسية من النحل المنتشرة في السلطنة وهي النحل العماني البري والنحل العماني المستأنس والنحل المستورد، وأن ما نسبته 83% من الانتشار غطاها النحل العماني المستأنس، يليه النحل البري بما يصل إلى 13%، أما النحل المستورد فلم يغط سوى 4% فقط. ووجدت الدراسة أن أكثر من 60% من المراعي المستخدمة هي السدر والسمر، والتي تعتبر أكثر أنواع العسل انتشارا في السلطنة، وهي الأنواع التي يُعتمد عليها في معظم محافظات السلطنة.

تجدر الإشارة إلى أن السوق يستمر خلال الفترة من 28-31 من الشهر الجاري من الساعة العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً.