---------
---------
مرايا

رأس الرجاء الصالح.. الطريق القديم إلى آسيا من أوروبا

27 ديسمبر 2017
27 ديسمبر 2017

رأس الرجاء الصالح هو رأس من اليابسة في القارة الإفريقية جنوب غرب دولة جنوب إفريقيا، ويبعد 140 كم عن مدينة كيب تاون ويمتد في المحيط الأطلسي، ويشبه الرأس المحدب.

أول من سمى الرأس ووصف جغرافيته كان المستكشف البرتغالي بارثولوميو دياز في الخامس من يونيو عام 1487. وسماه برأس العواصف لكثرة العواصف التي واجهته هناك، والمعروف للبحارة أن هناك عواصف قوية تواجههم، حيث يقع الرأس عند التقارب بين موزمبيق- اجولهاس الدافئة والآتية من المحيط الهندي مع بنجيلا التيار البارد الآتي من مياه القطب الجنوبي.

ولكن ملك البرتغال جون الثاني أطلق عليه اسم رأس الرجاء الصالح للتعبير عن ابتهاجه باكتشاف طريق بحري إلى الهند يغني أوروبا عن أن تسلك طريق القوافل البرية المعرض للخطر، حيث صارت السفن التجارية المتوجهة من وإلى آسيا تمر منه، خاصة قبل حفر قناة السويس في مصر التي اختصرت الطريق على السفن المتجهة إلى آسيا.

ففي أغسطس 1486 أبحر الملاح البرتغالي “دياز” من نهر التاجة في لشبونة مع أسطوله المكون من اثنين من السفن الصغيرة وسفينة الشحن، وكان الهدف من رحلته هو الدوران حول نقطة جنوب إفريقيا من أجل إيجاد طريق التجارة البحري ليصل إلى الهند في انجرا بيكويني بناميبيا، ثم أجبرت سفنه وطاقمه في العاصفة الهائلة على تغيير مسارها ولم تصل إلى الأرض حتى دخلت الخليج، الذي يعرف اليوم باسم خليج موسيل، ثم أدرك دياز أنه قد مر بالفعل من جنوب إفريقيا، واكتشف فعلا أنه الطريق البحري إلى الشرق، حيث هرب الرعاة خوي الأصليين عندما رأوا السفن التي تدخل الخليج في جزيرة سانت كروا قرب خليج Algoa، وربما أبقوا على الإبحار حتى وصلوا إلى نهر السمك في الكاب الشرقية الحالية، وهناك اضطر الأسطول الصغير في العودة الى الوراء بسبب عدم كفاية الإمدادات على متن طائرة، وعند عودة رحلة دياز هلل لتحقيق اكتشاف الطريق البحري إلى الهند، وفي عام 1498 عاين فاسكو داجاما الخليج.

وتتميز هذه المنطقة بقلة العشب وانخفاض الغطاء النباتي وهو عباره عن شجيرات، والذي هو جزء من رأس الرجاء الصالح التي أنشئت به المحميات الطبيعية عام 1939، والذي يشمل الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة. وهناك منارة في كيب بوينت تمتد نحو 2 كم من شرق رأس الرجاء الصالح.

وهناك اعتقاد خاطئ بأن رأس الرجاء الصالح يقع في أقصى جنوب القارة الإفريقية وأنه يفصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، ولكنه في الحقيقة يقع على بعد 150 كم (90 ميلا) غرب هذه النقطة والتي تسمى برأس أقولاس، التي تبعد حوالي 150 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي ، حيث تلتقي تيارات المحيطين الاثنين عند نقطة أجولهاس المياه الدافئة مع تيار بنجيلا الماء البارد الحالية، وهي النقطة التي تتقلب بين رأس أقولاس وكيب بوينت” بحوالي 1.2 كيلومتر إلى الشرق من رأس الرجاء الصالح، عند اتباع الجانب الغربي من الساحل الإفريقي من خط الاستواء.