1199300
1199300
مرايا

لم تتعلم القراءة والكتابة - آمال محمد: لوحاتي تنطق عوضاً عن لساني الأخرس

27 ديسمبر 2017
27 ديسمبر 2017

بغداد- جبار الربيعي -

آمال محمد عبيد.. شابة عراقية من مواليد 1997 من ذوي الإعاقة «صم وبكم» لم تسنح لها الظروف بالدخول إلى المدارس المختصة للمصابين بمثل حالتها، إلا أنها أصبحت رسامة مهمة، وحصل معرضها الأول الذي أقامته مؤخراً في شارع المتنبي على إعجاب الكثير من المختصين وكذلك من الجمهور.

«مرايا» استضافتها وسجلت معها حواراً حول كيفية ممارستها الرسم ومن شجعها على ذلك وغيرها من الأمور، إذ قام شقيقها «طالب» بترجمة الحوار معها..

- كيف كانت بدياتك مع الرسم؟

منذ الطفولة أحببت الرسم، وكنت أطلب من والدي شراء أقلام ملونة ودفاتر رسم لي، حيث بدأت مع رسومات لشخصيات كارتونية كانت تعرض في التلفزيون آنذاك، وبعد أن وصلت إلى عمر الـ15 عاماً بدأت انطلق بقوة في عالم الرسم وأصبحت رسوماتي تلفت الأنظار، علماً أن الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعاني منها عائلتي منعتني من الدراسة في المدارس أو المعاهد المختصة بذوي الإعاقة.

لكني عوضت ذلك من خلال موهبة الرسم، إذ أقضي الكثير من وقتي في ممارسة الرسم، لكني بحاجة ماسة لتعلم القراءة والكتابة حتى استطيع أن أفصح عن ما يدور في ذهني من أشياء إلى الناس.

- من هم الذين شجعوكِ على ممارسة الرسم؟

في البداية والدي هو الذي شجعني على ممارسة الرسم، وبعد ذلك أخي «مصطفى» ثم أخي «طالب» وحقيقة أنا مدينة لهم كثيراً لما يقدمونه لي من تسهيلات عدة.

- لوحاتكِ تحاكي الواقع أم تسرح مع الخيال؟

إن أغلب لوحاتي هي من الخيال، لأن الخيال يمنحني مساحة واسعة في فضاء اللوحة، لكن هناك لوحات رسمتها بتوجيه من قبل بعض الفنانين التشكيليين الذين طلبوا مني رسم لوحات لشخصيات معروفة من أجل أن يكون معرضي لافتاً للنظر، حيث قمت برسم شخصيات عديدة من بينها مجموعة من الأصدقاء، وقد أسهمت هذه اللوحات بتطوير موهبتي إلى الأفضل.

- من الذي يوفر لكِ احتياجات الرسم؟

والدي بالدرجة الأولى ثم أشقائي ولاسيما «طالب»، كذلك هم يشجعونني دائماً على مواصلة الرسم.

- ما هي اللوحة التي تمثلكِ شخصياً؟

أغلب اللوحات تمثلني شخصياً، وهي تنطق وتتكلم بدلاً عني، بدلاً من لساني الأخرس، حيث أردت أؤكد أن الإنسان مهما كانت إعاقته- ولاسيما المرأة- فأنه يستطيع الإبداع وتجاوز المصاعب وكسر القيود، لذلك قمت خلال زياراتي المتكررة إلى شارع المتنبي بتعليم الأطفال كيفية مبادئ الرسم، وعليه من خلال أفكاري رسمت نفسي في لوحة خاصة تؤكد خروجي من الظلام إلى النور.

- هل وجدتِ تشجيعاً أو دعماً من قبل مؤسسات الدولة؟

- كلا.. لم أجد أي دعم يذكر من أي مؤسسة من مؤسسات الدولة العراقية المختلفة، بل وجدت الدعم من قبل شخص إعلامي يدعى «نجاح» وهو الذي أسهم بتنظيم إقامة هذا المعرض الشخصي لي وهو الأول في مسيرتي الفنية.

كيف كانت ردود الأفعال حول المعرض؟

ردود الأفعال كانت إيجابية جداً وتم تمديد المعرض ليومين آخرين بسبب كثرة الزوار عليه، لأن وجودي مثل حالة نادرة في الفن التشكيلي العراقي.

- ما هي طموحاتكِ؟

- أطمح إلى أن أتعلم القراءة والكتابة، لأنها مهمة جداً لي وسأسعى إلى ذلك قريباً.

- هل حالتكِ هي الوحيدة في العائلة؟

- نحن أربع أخوات ثلاث منا مصابات بحالة الصم والبكم والرابعة طبيعية جداً، وهذا الأمر لدينا يمثل وراثة في عائلتنا لكن عن بعد.