1200377
1200377
مرايا

باستخدام الحواس والخيال واللعب - بشرى الذهلية تبتكر منهج «القاعدة الذهنية» لتعليم اللغة العربية

27 ديسمبر 2017
27 ديسمبر 2017

حوار- عبدالله بن محمد المعمري -

الابتكار في التعليم أصبح عنصرا من عناصر التطوير في التعليم، ولهذا نجد أن العديد من المعلمين والمعلمات يقدمون أفكارا ومبادرات في أساليب ووسائل التعليم، بما التعليم بما يلبي احتياجات كل مرحلة من مراحل التعليم هذا ما تطبقه بشرى بنت علي الذهلية معلمة مجال أول بمدرسة طلائع الغد للتعليم الأساسي بمحافظة شمال الباطنة، من خلال مبادرتها في تعليم حروف اللغة العربية للطلاب الصف الأول في مدة لا تتجاوز الشهر ونصف والذي أطلقت عليه «القاعدة الذهنية».

وتقول الذهلية عن مشروعها بأنه يعتمد على أسلوب علمي مبتكر بطريقة سلسة وسهلة تقوم على تعلم اللغة العربية من خلال مقاطع صوتية تسهل عملية القراءة، وقد حصل المشروع على المركز الثالث في أفضل المبادرات التعليمية في محور الأداء التعليمي بجائزة يوم المعلم على مستوى السلطنة، والمركز الأول على مستوى المحافظة.

فكرة المشروع لدى بشرى الذهلية لم تكن وليدة عام بل هي سلسلة تراكمية من الخبرة، أدت فيما بعد إلى تنفيذها للمشروع الذي يصل عامه السابع من حيث التطبيق، وتقول: تم تطوير المنهج خلال سبع سنوات من الجهد المتواصل والتجربة على عينات كبيرة من الطلاب، وتم تطبيق المنهج بشكل فعلي خلال الفصل الدراسي 2016 /‏‏2017 م علي طلاب الصف الأول في مدرسة طلائع الغد بالتعاون مع مديرة المدرسة آمنة البلوشية ومشرفة المجال الأول شيخة السعدية ومعلمة معالجة صعوبات التعلم أمنة البلوشية ومعلمة الصف الأول نورة البلوشية وروضة بيت نمو الطفل.

وتضيف الذهلية: تم إعداد المشروع بطريقة مبتكرة، يعتمد على رؤية جديدة لمنهج يواكب العصر الحالي بتحديات مختلفة ومتطلباته السريعة، حيث يتعامل مع جميع المستويات المختلفة وخاصة التركيز الشديد على طلاب صعوبات التعلم والصف الأول والطلاب ذوي المستوى التحصيلي المنخفض، وأيضا طلبة مرحلة الروضة والتمهيدي بالمدارس الخاصة.

الحواس والخيال

وعن أهداف المشروع تقول الذهلية: يهدف المشروع إلى تدريس الحروف العربية باستخدام لغة الإشارة والروابط الذهنية والذاكرة التصويرية وتفعيل الحواس المختلفة عند الطفل كحاسة السمع والبصر اللمس، كما يوظف الخيال واللعب والإنشاد، وكذلك تعزيز دور رياض الأطفال في تدريس الحروف العربية ورسمها بشكل صحيح لطلابهم، كما يهدف إلى محو أمية الكبار وتعليمهم القراءة والكتابة بشكل سهل وسريع، حيث يتميز المشروع بالبساطة في عرض المادة التعليمية للطفل من خلال الإشارات المختلفة للحروف، وتنمية الخيال باستخدام القصص المختلفة التي تركز على ربط صوت الحرف وشكله في مخيلة الطالب، بحيث يسهل على الطالب استرجاع صوت الحرف وشكله من خلال القصة وأيضا السرعة في الحفظ، حيث إن مرحلة حفظ الحروف لطلاب الصف الأول الأساسي تستغرق شهر ونصف باستخدام القاعدة الذهبية.

كما يقدم المنهج المعلومة للطالب بشكل سهل ومرتبط بحياة الطفل وبيئته، حيث يشعر الطالب بأن الحرف كائن حي يعيش معه ويشاركه تفاصيل حياته اليومية، مما يزيد من تعلق الطالب بالحرف وإدراكه لتفاصيل هذا الحرف، وأيضا التركيز على خط الطلاب من خلال رسم الحروف بطريقة جديدة بالاعتماد على الخطوط المستقيمة ونقاط البداية والنهاية لكل حرف واستخدام سطرين للكتابة، حيث تم تصميم سبورة خاصة برسم الخطوط يستخدمها الطالب طوال مرحلة تدريس الحروف.

أدوات مساندة

أما عن طريقة تدريس المنهج فتقول الذهلية: يعتمد المنهج على هرم للقراءة مقسم لخمس مراحل مختلفة، فلا ينتقل الطالب من أي مستوى إلا بعد اجتياز 70% من مهارات كل مرحلة حيث ترتكز على مرحلة على سابقتها، فمرحلة أصوات الحروف تحتاج أن يجتاز الطالب مرحلة الحرف حتى يستطيع إتقان أصوات الحروف، ومرحلة أصوات الحروف يتم تعليمها للطلاب بشكل جديد يعتمد على الموازنة بين مستويات الأصوات حيث تعتمد على أصوات الحروف بالاعتماد على مستويات الصوت المختلفة للحرف، فمثلا يتم تدريس صوت الفتحة أولا لجميع الحروف بعدها انتقل لتدريس صوت مد الألف باعتباره مستوى أعلى من صوت الفتحة حيث أن صوت الفتحة حركة واحدة وصوت مد الألف حركتين، كما يتم تدريس تنوين الفتحة من خلال مقارنته بصوت الفتحة وهكذا مع باقي الأصوات.

تستخدم الذهلية أدوات مساندة في تطبيقها للمشروع وتقول: قمت بتصميم سبورة خاصة بمرحلة الأصوات وهي سبورة رسمت عليها جميع الحروف وكل مجموعة لها لون مختلف يميزها عن المجموعة الأخرى، أما بالنسبة للخط فهناك كتاب مصابيح الكتابة الذي يوضح طريقة رسم كل حرف بالأسهم والأرقام ورتبت الحروف بشكل متسلسل والكتابة بحسب الحروف التي تعلم كتابتها بحيث لا يرسم أي كلمة لم يتعلم رسم حروفها، وهذا يساعد الطالب وولي الأمر على رسم الصوت المسموع بجانب كل حرف وتكون عملية استرجاع الأصوات عملية سهلة مريحة، كما تم تصميم كتاب مصابيح القراءة كدفتر مدرسي وكتاب في وقت واحد حيث يحتوي على ركن للكتابة والإملاء، وركن للقراءة متدرج حسب منهج القاعدة الذهنية يحتوي على محطات مختلفة يلون الطالب خلالها الحروف والأصوات التي اجتازها، كما يحتوي الكتاب على استمارة متابعة خاصة بالحروف والأصوات يتم من خلالها تقيم كل طالب في كل مرحلة.

النتائج

وعن النتائج التي حققها المشروع تقول الذهلية: النتائج التي تم رصدها للمشروع تمت عن طريق المعلمات، حيث تم تدريب المعلمات لمدة شهر بشكل مباشر وشبه يومي تقريبا. وكانت النتائج كالتالي: طلاب الصف الأول الذين تم تطبيق المنهج عليهم بالتعاون مع معلمة المجال الأول نورة البلوشية بمدرسة طلائع الغد جميع الطلاب اجتازوا مرحلة الحروف ولا يوجد أي حالة صعوبات تعلم في الصف، وطلاب صعوبات التعلم اجتياز الطلاب هذا العام لمرحلة الأصوات ودخولهم مرحلة القراءة، مقارنة بالطرق المتبعة سابقا، وفي مدرسة روضة بيت نمو الطفل طبق البرنامج على طلاب مرحلة التمهيدي واجتاز جميع الطلاب تقريبا مرحلة حفظ الحروف ورسمها بشكل جمي.

وتختتم الذهلية حوارها بتطلعها إلى تطبيق المشروع بشكل فعلي في قطاع رياض الأطفال ومراكز محو الأمية وبرامج معالجة صعوبات التعلم وطلاب الصف الأول الأساسي والطلاب الذين لديهم ضعف قرائي. وتضيف: كما أتمنى الحصول على الدعم الذي يمكنني من تطوير المنهج وتوفير جميع الوسائل والكتب الخاصة به.