omair-2
omair-2
أعمدة

حيادية الانتخابات ..!

26 ديسمبر 2017
26 ديسمبر 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

تمكنت غرفة تجارة وصناعة عمان خلال الفترة الماضية وباعتبارها ممثلة للقطاع الخاص من وضع بصمات واضحة في العديد من المجالات التنموية الشاملة، والعمل على تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في السلطنة، فضلا عن ذلك مساهمتها الواسعة في التسويق والترويج لأغلب القطاعات الإنتاجية محليا وعالميا، وإقناع بعض المؤسسات في القطاع الخاص للاستثمار في مجال التعليم العالي كنقلة نوعية والذي نتج عنه عمليا إنشاء الجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة، وبما أن الغرفة تشهد حاليا حراكا واسعا نتيجة الاستحقاقات الانتخابية التي ستجري في الأيام القادمة حيث بدأت كل اللجان استعدادها لهذا الحدث الاقتصادي المهم، الا أن المتطلبات والمتغيرات الاقتصادية التي تشهدها السلطنة تحتاج لأعضاء ذوي كفاءات ابداعية عالية تمكنها في المساهمة من التغلب على بعض التحديات الاقتصادية العاقلة، كإصدار بعض التشريعات المتعلقة بالتجارة الحرة والوكالات وكذلك تنظيم وتوزيع الاستثمارات وتشجيع وحماية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مختلف القطاعات الإنتاجية والتي ما زالت تعاني من المنافسة غير المتوازنة مع الشركات الكبرى ودعم ومساندة منتجات أصحاب الحرف التقليدية من خلال فتح معارض لهم ومنافذ تسويقية دائمة محليا وعالميا وبالتالي فإن عملية اختيار الأعضاء والتصويت لهم ( بنعم أو لا ) يستوجب من الجميع مراعاة الحس الوطني لاختيار العضو المناسب في المكان المناسب وليس الخضوع لمصالح فئوية .

ان حيادية التصويت والنأي جانبا عن المنافع الشخصية وبيع وشراء الأصوات، وكذلك عدم الانحياز لمترشح بعينه مقابل صفقة تجارية، وأيضا الابتعاد عن الأساليب الملتوية .. كل هذه السلوكيات الإيجابية لا شك بأنها ستؤدي الى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، وستقوم بتعزيز الخطط التنموية المستدامة، وكذلك ستقوم بإشهار كوادر وخامات جديدة فاعلة من رواد ورجال أعمال جدد مبدعين، لديهم مؤهلات علمية وخبرة واسعة في المجالات الاقتصادية والإدارية ما يكفيهم لابتكار أفكار ومشاريع جديدة تخدم الصالح العام، وهي بذلك تكمل مشوار الأعضاء الذين سبقوهم في هذا المجال، وبالتالي فإن عملية انتخاب أعضاء جدد للفترة القادمة بغرض ضخ دماء جديدة لإدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بات أمرا مطلوبا ومحسوما لتتكيف وتتناسب مع التفاعلات الاقتصادية الراهنة وكذلك لتشارك في صنع القرارات السيادية بالغرفة .. ان التوجه لمنافذ الترشيح والتصويت تشكل مسؤولية وطنية يفترض على الجميع التقيد بها لأن الغاية من كل هذا خدمة الوطن وليس السعي وراء المناصب والشهرة وتزكية لنفوذ .. وانطلاقا من ذلك فإننا نناشد كافة الناخبين بتحمل مسؤولياتهم تجاه اختيارهم للعضو المترشح ليكون أهلا لهذا المنصب الذي يعتبر تكليفا وليس تشريفا .