العرب والعالم

الجيش الجزائري يكسب رهان تأمين الحدود

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

الجزائر- «عمان» - مختار بوروينة:-

نجحت وحدات الجيش الجزائري في كسب رهان تأمين الحدود وفي مقدمتها الحدود الجنوبية، وبالرغم من سهولة تنقل شبكات الجريمة المنظمة والإرهاب بدول الجوار غير أنها تجد نفسها عاجزة في التوغل عبر الحدود الجزائرية أمام احترافية ويقظة الجيش الجزائري الذي يتعقب أوكار الأسلحة والمخدرات على طول الشريط الحدودي في إطار مكافحة ظاهرة الإرهاب التي ترتبط بشبكات تهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر، ومن خلال عمليات نوعية متتالية واستراتيجية محكمة لإحباط مخططات استهدفت ضرب أمن واستقرار الجزائر، ومواصلة عزل بقايا الجماعات الإرهابية بالداخل.

وتناولت البيانات الأخيرة للدفاع حجم النجاحات المحققة من قبل القوات المسلحة للجيش بالحدود الجنوبية، حيث تمكنت بفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات الاستخباراتية والدوريات الأمنية المكثفة على الشريط الحدودي من كشف العديد من مخابئ السلاح

والذخيرة والمخدرات، خصوصا في مناطق برج باجي المختار، تيمياوين، عين فزام، تينزاواتن، آرييك تفاسست، وتين ترابين في أقصى جنوب الوطن، منها ما تم كشفه ببرج باجي مختار مؤخرا، متمثلا في 18 قذيفة خاصة بالقاذف الصاروخي RPG-7 و18 حشوة دافعة، بالإضافة إلى 1,5 كيلوغرام من الديناميت (TNT)، وعلى الشريط الحدودي ببرج باجي مختار، ست قذائف RPG 2 وخمس حشوات دافعة.

ودمرت وحدات للجيش أمس الأول إثر عملية تمشيط بمنطقة واد قارو بسكيكرة في الشرق الجزائري ثلاثة مخابئ للإرهابيين، تحتوي على 40 قنبلة ومدفع تقليدي الصنع، ولوحة للطاقة الشمسية، ومواد غذائية وأغراض أخرى.

ونشرت قيادة الجيش، حسب «يومية البلاد» وحدات عسكرية في المناطق القريبة من المعابر الحدودية لمنع أي حالة تسلل خاصة مع ليبيا، وأقام الجيش 20 موقع مراقبة متقدمة إضافيا لتشديد الرقابة على الحدود الجنوبية.

وتسمح نقاط المراقبة الجديدة بمنع التسلل عبر عدة مسالك صحراوية يستعملها المهربون، وتسمح بعض نقاط المراقبة هذه بكشف مناطق واسعة من الصحراء بسبب موقعها المتقدم والمرتفع، وأبلغت وحدات الجيش العاملة في أقصى الجنوب البدو الرحل بأن أي تنقل في المناطق المحاذية لبلدات برج باجي المختار، تيمياوين، عين فزام، تينزاواتن، آرييك تفاسست، وتين ترابين والشقة، يحتاج لإذن، وأن كل مخالف لهذه التعليمات سيعرض نفسه للمساءلة.

وتقرر حسب المصدر ذاته أن أي متسلل عبر مواقع غير مصرح بها يتم إنذاره لمرة واحدة ثم يتم التعامل معه بصفة قتالية، ما يعني أنه سيتعرض لإطلاق النار، واعتمدت هيئة أركان الجيش وقيادة حرس الحدود مخططا أمنيا جديدا يتضمن منع الدخول والخروج للسيارات والأشخاص إلا عبر 8 منافذ حدودية تربط الجزائر بمالي، موريتانيا والنيجر، واعتماد نظام صارم يصل حد إطلاق النار على العربات التي تتحرك ليلا في المواقع غير المصرح بها.

و بحسب خبراء في المجال الأمني فإن العمليات الأخيرة للجيش مؤشر على اتساع كبير لمحاولات المجموعات الإرهابية وتجار السلاح المتواطئين مع المجموعات الإرهابية، الممتدة حتى دول غرب أفريقيا، نقل السلاح من ليبيا عبر الصحراء الجزائرية لصالح التنظيمات الدموية المعزولة في شمال الجزائر.

وأدرجت قيادة الجيش هذه العمليات ضمن عمليات يقظة ونجاح استخباراتي في استغلال المعلومات، مع انتباه عسكري لافت في منطقة بالغة الحساسية ليس فقط بسبب اتساع المدى الجغرافي الذي يمتد في مجموع الحدود الجزائرية مع مالي وليبيا والنيجر إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، موزعة على 982 كيلومترا مع ليبيا، و956 كيلومترا مع النيجر، وأكثر من 1300 كيلومتر مع مالي، بل أيضا بسبب التوترات المستمرة في هذه الدول والنشاط المتزايد للمجموعات الإرهابية ذات الارتباطات المعقدة مع شبكات تهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر.