صحافة

الإطاحة بنائب رئيسة الوزراء البريطانية

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

قبل نحو شهر ذكرت صحيفة «صنداي تايمز»، أن الشرطة البريطانية اكتشفت في عام 2008 مواد إباحية في جهاز الحاسوب البرلماني الخاص بعضو البرلمان المحافظ، دميان جرين، نائب رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بمكتبه في البرلمان، ونفى جرين وقتها هذه الاتهامات بشدة.

وذلك أن تحقيقا أجراه مسؤول حكومي كبير بناء على طلب رئيسة الوزراء تريزا ماي، أسفر عن أن تصريحات جرين التي أشار فيها إلى عدم علمه بالعثور على مواد إباحية بجهاز الحاسوب الخاص به كانت «غير دقيقة ومضللة»، وأنه خالف القواعد التي تحكم سلوك الوزراء.

ولم يكن أمام ماي خيار سوى أن تطلب منه الرحيل، بحسب تقرير نشرته «بي بي سي»، بالرغم من شعورها بأنها ستكون «وحيدة تماما» بخروج جرين من وزارتها، لكونه صديقها وحليفها المقرب إليها. لذلك فيما أعربت عن عمق أسفها لمغادرته الوزارة، قالت: إن أفعاله «لم ترق» للمستوى المتوقع من وزير في منصبه.

وكان جرين قد وجهت إليه أيضا تهمة التحرش بالصحفية البريطانية كيت مالتبي التي نشرت مقالا عام 2015، اتهمته فيه بمحاولة التحرش بها جنسيا، وهو ما نفاه جرين بإصرار. وتعد استقالته هي الثالثة في وزارة تريزا ماي في غضون شهرين، إذ شهد شهر نوفمبر الماضي استقالة كل من وزير الدفاع السابق مايكل فالون، ووزيرة التنمية الدولية بريتي باتيل.

وكانت إقالة دميان جرين هي الموضوع الأبرز في صحيفة «الجارديان» التي وصفت هذا الخروج بأنه «ضربة شخصية» لتريزا ماي لكونهما صديقين منذ وقت دراستهما في الجامعة ودخولهما البرلمان معا عام 1997. كما أنه كان واحدا من اكثر حلفائها الذين تمتعوا بثقتها، وساعد على تهدئة الانقسامات العميقة داخل حزب المحافظين، وتمثل إقالته ضربة لماي، في وقت تخوض فيه مفاوضات صعبة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس 2019.

صحيفة «الصن» كتبت في عنوانها الرئيسي «صور إباحية أدت إلى طرد جرين»، وأشارت الصحيفة إلى أن ماي أقالت «الصديق المقرب» لها منذ 30 عاما بعد أن كشف تحقيق انه «مضلل» حول المواد الإباحية التي عثر عليها في جهاز الحاسوب الخاص به.

وعلى صفحتها الأولى كتبت صحيفة «مترو» عنوانا يقول «جرين برا Green out»، مشيرة إلى أن ماي الحزينة أجبرت على إقالة مساعدها وحليفها الذي انكر تحميله أي صور أو مواد إباحية على جهاز الحاسوب الخاص به، وأنه أدلى بمعلومات «مضللة» حول هذا الموضوع.

أما صحيفة «ديلي ميلي» فكتبت في عنوانها الرئيسي تقول: «يا لها من طريقة حزينة للإقالة»، وذكرت أن انعدام الصراحة عند جرين جعلته يرتكب خرقين للقانون الوزاري، الأول التحرش الجنسي، والثاني تحميل مواد إباحية على جهاز الحاسوب.

صحيفة «التايمز» بدورها وصفت خروج جرين بأنه «الاستقالة الأكبر بين فضائح وستمنستر الجنسية». وقالت الصحيفة: إن تريزا ماي شعرت «بأسف عميق» في مطالبتها له بالاستقالة لأن سلوكه لم يصل إلى «المعايير العالية» التي يطالب بها الجمهور.