1204509
1204509
المنوعات

دراسة تكشف العلاقة بين المياه والحياة وبداية العام الجديد عند قدماء المصريين

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

الأقصر (مصر) - «د.ب.أ»: كشفت دراسة مصرية حديثة عن حرص قدماء المصريين، خلال احتفالاتهم بحلول أول أيام السنة الجديدة، على تبادل قارورات المياه المستديرة، التي تشير إلى المياه كرمز للحياة.

وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث المصري، فرنسيس أمين، وصدرت بمناسبة احتفالات العالم بأعياد الميلاد (الكريسماس ورأس السنة الميلادية)، إن تلك القوارير كانت تمثل صورة للآلهة « نوت « إلهة السماء، والمحيط الأزلي ، ومصدر المياه الأزلية ، و النيل رب الحياة، وكانوا يعتقدون في وجود رابط دائم بين المياه والحياة وبداية العام الجديد.

وتشير الدراسة إلى أن المصريين القدماء، كانوا من أكثر شعوب الأرض، شغفا واحتفالاً بالأعياد، وكان لكل إقليم أعياده المحلية، بجانب الأعياد القومية، التي تحتفل بها كل أقاليم الدولة، وأن عيد حلول العام الجديد، كان من أهم وأعظم الاحتفالات الدينية، لدى الفراعنة.

ولفت أمين ، في دراسته، إلى أن عيد رأس السنة الجديدة، في مصر القديمة، كان يطلق عليه اسم «وبت. رنبت . نفرت» بمعنى «عيد افتتاح السنة الجميلة»، وأن الفراعنة كانوا يعتقدون بأن أول أيام السنة الجديدة، هو يوم مصيري في حياة البشر، كونه بداية لانتقالهم من عام مضى الى عام جديد، وأنه حتى تكون السنة الجديدة سنة سعيدة على البشر، فإنهم وبحسب عقيدتهم، فقد كانوا يقومون بطقوس دينية كبيرة وصلوات حاشدة، وكانوا يتعبدون في ذلك اليوم لإله النهر « حابى العظيم» لأنهم كانوا يرون أن سعادة مصر، ترتبط بفيضان النيل.

وحسب الدارسة، فإنه كلما مرت 1461 سنة قبل الميلاد، كانت تحدث ظاهرة فلكية فريدة، هي أن أول يوم في السنة الجديدة، يتزامن مع بدء فيضان النيل، وظهور نجم الشعرى اليمانية، وهو ما كان يراه المصريون القدماء إشارة إلهية إلى أن العام الجديد سيكون سعيدا على البلاد، خاصة وأن ظهور نجم الشعرى اليمانية، ارتبط لديهم بالسعادة، وبقصص الحب.

واستطاع المصرييون القدامى، وفقا للدراسة، أن يلاحظوا ويرصدوا تلك الظاهرة الفلكية الفريدة، والتي سجلوا تفاصيلها على جدران معابد مدينة هابو في غرب مدينة الأقصر، وهي المعابد الأكثر غنىً بالنقوش والرسوم التي تسجل تفاصيل مختلف أعياد المصريين، بجانب معبد دندرة، الذي كرس لعبادة الآلهة حتحور، في غرب مدينة قنا.

ولفتت الدراسة، إلى أن قدماء المصريين، كانوا يحرصون خلال احتفالاتهم بحلول أول أيام السنة الجديدة، على تبادل قارورات المياه المستديرة، التي كانت ترمز للحياة بالنسبة إليهم. وبحسب الدراسة، فإن أول أيام العام الجديد، في مصر القديمة، كان يبدأ بوضع تماثيل الآلهة فوق أسطح المعابد، لتستقبل أشعة الشمس، التي يستمد منها الإله القوة والحياة لعام جديد. وتسجل نقوش معبد دندرة، كيف كان يتم نقل تمثال الإلهة حتحور، إلى المحراب المكشوف، فوق سطح المعبد، حيث كانوا يقيمون به احتفال « الاتحاد بقرص الشمس»، والذي كان يقام بالمعبد في ليلة رأس السنة، حيث كانوا يلبسون تمثال حتحور ملابس طقسية واحتفالية، ويزينونه بالذهب والمجوهرات النفيسة. وتقول الدراسة إن هناك قلادة خاصة ذهبية ضخمة، كانت توضع فوق تمثال حتحور، في أول أيام العام الجديدة، وأن تلك القلادة دفنت أسفل الممرات السرية المقدسة بمعبد دندرة.