saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر: القرار المناسب في الوقت المناسب

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

سلطان الحوسني -

[email protected] -

تحدد بعض الأنظمة مددا معينة لنظر بعض القضايا والشكاوى أو الاعتراضات، فإن تأخر المدعي عن رفع الدعوى في المدة المحددة دون عذر مقبول لم يجز للجهة القضائية سماع الدعوى، ويكون ذلك سببا في ضياع الحقوق وهدرها.

وهذا ما حدث من ما يسمى اللجنة الفنية لبطولة خليجي 23 وفق تفسيرهم للأمور، حيث رفضت اللجنة النظر أو نقاش ما يقال عنه مرة احتجاج ومرات توضيح الاتحاد العماني لكرة القدم لمشاركة لاعب منتخب الإمارات محمد أحمد الذي تعد مشاركته غير قانونية في لقاء منتخبنا وشقيقة الإماراتي والذي انتهى لمصلحة الإمارات بهدف دون رد ضمن منافسات خليجي 23، وكانت حجة اللجنة هو مرور أكثر من أربع ساعات على اللقاء لضمان حق نقاش الأمر وفقا للوائح التي تعمل بها اللجنة الفنية إذا ما تقدم طرف باحتجاج.

ولكن ماذا لو لم يتقدم طرف باحتجاج واكتشفت اللجنة الفنية بعد أكثر من عشر ساعات وجود خطأ ؟ هل تغض البصر عنه وتصمت أم تقوم بواجبها ودورها في إحقاق الحق ومحاسبة المخطئ ؟

ووفقا للظروف الحالية التي تمر بها البطولة الخليجية التي أقيمت في ظروف استثنائية فإنه يجوز للجنة الفنية السير بمبدأ حب الخشوم لضمان عدم تعكير صفو البطولة الأخوية وليكن ذلك بضرب الأنظمة الدولية عرض الحائط، خصوصا المادة 25 من قانون الاتحاد الدولي التي استند إليها الاتحاد العماني، أليس الاتحاد الدولي رافضا للاعتراف بهذه البطولة القيمة والعظيمة في أجندته ..؟! إذاً على الفيفا أن يذوق مرارة وقسوة اللجنة الفنية للبطولة التي لا تقدم قوانين الفيفا على قانون ولوائح البطولة.

ويعلم الجميع أن الاتحاد الدولي الفيفا يتخذ قرارات وعقوبات في حالة اكتشافه لحالات تتعارض مع القانون مهما مضى من وقت عليها وذلك لضمان الحقوق لكل الأطراف ومحاسبة المخطئ ولضمان عدم تكرار الخطأ، وكذلك الحال لدى معظم الاتحادات المحلية الجديرة بالتقدير والاحترام فهي لا تتوانى عن تطبيق القانون متى ما اكتشفت وجود خلل أو تجاوزا للقوانين الدولية التي تعتبر مرجعا رئيسيا لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وما حدث من تصرفات من جانب اللجنة الفنية التي تكالبت على منتخبنا وحرمته الاستفادة من خطأ إداري وقع فيه المنتخب الإماراتي الشقيق يعتبر فقدان هذه اللجنة للعدالة التي يجب أن تتحلى بها لتكون منصفة ومحاسبة لمن أخطأ.

ونهمس في آذان أعضاء اللجنة الفنية ونقول لهم بأن ضياع الحقوق يشوّه جمال البطولة الخليجية وأنتم لديكم أمانة وواجب أن تبحثوا حتى عن الإبرة في كومة قش كبيرة لتمنحوا كل المشاركين العدالة التي هي في رقابكم بقبولكم أن تكونوا القضاة في إحقاق الحق والجلاد في معاقبة المخطئ .

آخر سطر ...

لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعْطى لمن يَسْكت عنه، وأن على المرء أن يُحْدِث بعض الضجيج حتى يحصل على حقه.