1201394
1201394
العرب والعالم

بوتين يندد بالطابع «العدائي» لاستراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

متهما واشنطن بالتخطيط للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية -

موسكو- (أ ف ب - رويترز): استهجن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الطابع «العدائي» لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة منددا خصوصا بتعزيز البنى التحتية لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في اوروبا.

وقال بوتين في لقاء مع مسؤولين من الجيش الروسي بثه التلفزيون الروسي ان «استراتيجية الدفاع هذه لها بدون شك طابع هجومي اذا اردنا الحديث بلهجة دبلوماسية. لكن اذا انتقلنا الى اللغة العسكرية فلديها بدون شك طابع عدائي».

واتهم بوتين أمس الولايات المتحدة بالتخطيط للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي تحظر امتلاك صواريخ نووية وتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى تطلق من الأرض. وقال بوتين إن أسلحة روسيا النووية الاستراتيجية رادع يعتد به للحشد العسكري الأمريكي.

وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بخرق المعاهدة التاريخية التي تحكم التسلح والتي ساعدت على إنهاء الحرب الباردة وقال البلدان إن بقاءها مهدد. في الأثناء تواجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره البريطاني بوريس جونسون أمس حول مسألة التدخل المفترض لروسيا في استفتاء بريكست، وذلك في الزيارة الرسمية الاولى لوزير خارجية بريطاني الى موسكو منذ خمس سنوات.

وصل جونسون المعروف بصراحته الكبيرة الى موسكو سعيا لفتح قنوات تواصل بعد سنوات من العدائية، وحاول الوزيران أن يثبتا ان دولتيهما مستعدتان لاتخاذ خطوات للتقارب وتجاوز سنوات من الخلافات.

لكنهما تبادلا ايضا التصريحات اللاذعة حول كل شيء بدءا من التدخل المفترض في السياسات البريطانية الى تدخل موسكو في أوكرانيا وسوريا، وبرز توتر احيانا في الأجواء خلال مؤتمرهما الصحفي الأخير.

وبدا ان الوزيرين تواجها بشأن مزاعم عن سعي روسيا للتأثير على نتيجة استفتاء بريكست العام الماضي، إذ حض لافروف جونسون على تقديم أدلة مادية تثبت التدخل المزعوم.

وقال لافروف للصحفيين ان جونسون ابلغه ان روسيا لم تتدخل في استفتاء بريكست.

لكن جونسون رد بالقول «دون تحقيق نجاح». ورد لافروف «أرأيتم، عليه ان يقول هذا كي لا يتعرض للانتقاد في بريطانيا، حفاظاً على سمعته».

ورد الوزير البريطاني مبتسما «ما يقلقني هو سمعتك انت يا سيرجي».

في اعقاب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست) في 2016 والذي أيد فيه جونسون المغادرة، انضمت بريطانيا الى العدد المتزايد من الدول الغربية التي تتهم روسيا بالتدخل في انظمتها السياسية.

وفي نفس الوقت أشاد لافروف بمحادثاته مع جونسون قائلا انه لم يشعر بأي «عدائية» مضيفا ان موسكو على استعداد للحوار مع لندن على قدم المساواة. وقال لافروف «نحن على استعداد لتطوير حوار في عدد كبير من الملفات على اساس وقاعدة المساواة (مع) الاخذ بعين الاعتبار مصالح كل منا واحترامها».

من جهته وصف جونسون نفسه بأنه «من الملتزمين بالصداقة مع روسيا».

وقال «علينا ان نجد طريقة للمضي قدما وحتى ذلك الوقت اعتقد انه علينا التعاون في المجالات التي يمكننا فيها بناء مستقبل أفضل».

وصل جونسون الى روسيا، بعد ان ألغى زيارة مقررة في ابريل في اللحظة الاخيرة بسبب دعم روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال جونسون لنظيره الروسي سيرغي لافروف في مستهل المحادثات ان على روسيا وبريطانيا التعاون من أجل الامن العالمي وأن اوجه التشابه بين الدولتين أهم بكثير من مسائل الخلاف.

وقال للافروف «المسائل صعبة لكننا نريد العمل سويا حول بعض القضايا، سيرغي ونحن، نريد العمل من أجل مستقبل أفضل». وأضاف «لدينا واجب العمل سويا من أجل السلام والأمن».

وقال نظيره الروسي انه يرغب في ان تؤدي محادثات أمس الى «خطوات بناءة» تساعد في تحسين العلاقات. وقال لافروف «إن علاقاتنا - ولا نخفي سرا - في مستوى متدن جدا».

قبل الزيارة قال جونسون نفسه ان لديه أملا ضئيلا في تحول كلي للعلاقات مع موسكو.

وفي مقابلة مع وكالة الانباء البولندية بي.ايه.بي قبيل الزيارة الى روسيا قال جونسون انه «ليس من أنصار الحرب الباردة» لكنه «لا يعتقد ولا للحظة بأن العلاقات يمكن اعادة اطلاقها من الصفر». وتأزمت العلاقات بين لندن وموسكو بعد ان سعت بريطانيا للتحقيق مع مشتبه بهم في مقتل الجاسوس السابق والمعارض للكرملين الكسندر ليفيننكو بعد تسميمه بأشعة قاتلة في لندن عام 2006. وبريطانيا كانت ايضا من المؤيدين المتحمسين لفرض عقوبات غربية على روسيا لدورها في النزاع الأوكراني وضم القرم في 2014.

وتعرضت العلاقات لضربة اخرى بعد تدخل روسيا في النزاع السوري الى جانب النظام في سبتمبر 2015.

ووصف جونسون عندما كان رئيسا لبلدية لندن في 2015 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «طاغية لا يرحم يلجأ إلى الآلاعيب». وسوريا من المواضيع المهمة في المباحثات مع لافروف.