1201288
1201288
المنوعات

الجزائر.. مدينة يفوح منها عبق الحضارة العثمانية

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

الجزائر، الأناضول: الجزائر.. مدينة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، لا يزال يفوح منها عبق الحضارة الإسلامية في العهد العثماني، رغم محاولات الاستعمار الفرنسي الممنهجة لطمس الآثار العائدة لتلك الفترة.

وتحفل المدينة في أرجائها بآثار متنوعة للتاريخ الإسلامي والثقافة الإسلامية، وكانت حتى فترة الاحتلال والاستعمار الفرنسي، إحدى الولايات المهمة في الدولة العثمانية.

ويعيش في الجزائر العاصمة نحو 3 ملايين، من أصل أكثر من 40 مليون نسمة يشكلون سكان الجزائر، التي تعد أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة.

ولا يزال حي القصبة العتيق في العاصمة، يزخر بالعديد من الآثار العثمانية، والأبنية ذات الطابع المعماري المتميز.

ويمتد تاريخ الحي المطل على البحر، والمتربع على هضبة عالية، لألفي عام، وازدهر في العهد العثماني، لكن جرى تخريب الكثير من المباني العائدة لتلك الحقبة، أيام الاستعمار الفرنسي.

ويعيش في الحي الممتد على مساحة 105 هكتارات نحو 55 ألف شخص في الوقت الراهن.

ويمكن رؤية الآثار العثمانية في كل زاوية أثناء التجول في الحي التاريخي، حينما يصعد المرء إلى الأعلى من الأزقة الضيقة المتعرجة، التي تتحد حول جامع «كتشاوة» القريب من الساحل ذوي التصميم الرائع، والذي يعد رمز الاستقلال الجزائري.

وتضفي أصوات الأطفال الذين يلهون في الأزقة بهجة على حي القصبة الذي تتواصل فيه الحياة بكل زخمها، رغم تداعي الكثير من الأبنية جراء الإهمال.

ويتم استخدام الحمير في جمع القمامة من الأزقة الضيقة التي لا يمكن للسيارات دخولها.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور الشهرية في الجزائر 18 ألف دينار (نحو 160 دولارا)، حيث يمكن للمرء ملاحظة مظاهر الفقر في المدينة وأزقتها.

ويعتقد أن الفقر من أحد الأسباب التي تحول دون صيانة المنازل والمحلات التجارية القديمة.

وتضم الأزقة بين أحضانها الكثير من محال المهن اليدوية مثل الأشغال النحاسية والجلدية، فضلا عن ورش الخزفيات.

ومن أبرز المعالم في الحي الذي يعتبر المدينة العثمانية القديمة في العاصمة الجزائر، قصر الداي، وقصر الباي، وقصر الرياس، وقصر مصطفى باشا، فضلا عن المساجد وفي مقدمتها جامع كتشاوة.

وتجمع هذه الأبنية بين الطابع المعماري الجزائري، وفنون العمارة العثمانية.

ولا تزال الكثير من الأزقة تحمل أسماء الباشاوات والبايات الأتراك، حيث بقيت المنطقة في ظل الحكم العثماني لأكثر من ثلاثة قرون. وتشتهر المنازل في الحي بنوافذها الصغيرة المزينة بقضبان حديدية، وقربها من بعضها.

وفي حديث للأناضول، قال استاذ التاريخ التركي، البروفسور إدريس بستان: إن المنطقة التي تعرف باسم القصبة في يومنا، هي مدينة ازدهرت وتطورت في العهد العثماني.

ولفت إلى وجود حاجة كبيرة لإجراء عمليات ترميم واسعة، كي يستعيد الحي ألقه القديم، مثلما كان في العهد العثماني.

وأشار بستان، إلى وجود العديد من الآثار العثمانية المحفوظة في المتحف الوطني الجزائري للآثار القديمة والفنون الإسلامية. ونوه بأن المتحف يضم أثارا عثمانية مثل شواهد القبور، والبوابة الأصلية لجامع جامع كتشاوة الذي تم ترميمه من قبل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، فضلا عن كتابات عائدة لمساجد وقصور وغيرها من الآثار.