1200813
1200813
العرب والعالم

انشقاق جندي شمالي إلى الجنوب «هو الرابع هذا العام»

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

الجيش الكوري الجنوبي يطلق عيارات تحذيرية باتجاه جنود شماليين -

سول- (وكالات): تسلل جندي كوري شمالي أمس إلى كوريا الجنوبية عبر المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة، على ما أعلنت حكومة سول بعد شهر على عملية فرار مذهلة نفذها جندي آخر تحت رصاص جيش بلاده.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: إن جنودًا رصدوا هذا العسكري أمس، وهو يعبر الجزء الغربي من المنطقة الوسطى الحدودية وسط الضباب الذي كان يلف المنطقة، قبل أن يتجه نحو مركز حراسة جنوبي.

ولم يتم إطلاق الرصاص على الفور بحسب المتحدث. لكن الجيش الكوري الجنوبي أطلق حوالي 20 طلقة تحذيرية من مدفع رشاش خفيف نحو جنود شماليين كانوا يقتربون من الحدود بحثًا عن رفيقهم المنشق.

وأشار المتحدث إلى إطلاق رشقتين من الرصاص في الشمال، لكن لا إثباتات على إطلاقها عبر الحدود.

وتعد حادثة أمس التي جرت في ييونشيون في مقاطعة غييونغي الانشقاق الرابع لجندي كوري شمالي عبر المنطقة المنزوعة السلاح هذا العام.

وتأتي هذه الحادثة بعد شهر على انشقاق نادر من نوعه قام به جندي شمالي في 13 نوفمبر في بلدة بانمونجوم، وهي المنطقة الوحيدة التي لا يفصل بين الجنود الشماليين والجنوبيين فيها سوى جدار إسمنتي.

ونشرت صور مؤثرة في أواخر نوفمبر لفراره الذي أصيب فيه بجروح خطيرة بعدما قاد مركبته بسرعة إلى الحدود التي تخضع لحماية أمنية مشددة، ثم ترجل وبدأ بالجري نحو الجنوب وسط زخات الرصاص الذي أنهمر عليه من الخلف.

ويظهر في التسجيل عدد من الجنود الشماليين الذين طاردوا المنشق وأطلقوا عليه النار وأصابوه قبل أن يزحف جنديان جنوبيان نحوه ويسحبانه إلى منطقة آمنة، وهو الآن يتعافى من أربع إصابات في مستشفى كوري جنوبي.

ويتلقى الجندي المنشق اوه تشونغ-سونغ البالغ 24 عاما العلاج في الجنوب. وخضع في البدء لعدد من العمليات الجراحية لإصاباته بالرصاص في مستشفى اجو الجامعي في سول قبل نقله إلى مستشفى عسكري في الأسبوع الفائت بحسب وكالة يونهاب.

وأضافت الوكالة: إن الجندي تعافى كفاية للوقوف والسير مع مساعدة. كما كتب رسالة شكر إلى الفريق الطبي الذي عالجه.

ونقل جراح الجندي المنشق لي كوك جونغ أن الأخير يريد دراسة المحاماة، وقال لي: إن أوه «أوضح كيف تعذر عليه في الشمال أن يدرس كثيرًا بسبب خدمته العسكرية»، مضيفا «آمل فحسب أن يصبح مواطنًا جيدًا أيًّا كانت المهنة التي يختارها».

وخارج بانمونجوم تمتد بقية المنطقة المنزوعة السلاح بطول 4 كيلومترات تحيط بها الأشرطة الشائكة وحقول الألغام، ويعتبر عبورها أمرًا بالغ الخطورة.

وهذا الأسبوع نقلت وكالة يونهاب عن وزير التوحيد الجنوبي أن طائرات مراقبة رصدت مواطنين شماليين مدنيين داخل قارب متهالك بدون محرك يجنح بهما باتجاه الساحل الشرقي الجنوبي، قبل أن تنتشلهما سفينة قريبة. وكان المسؤولون العسكريون من الكوريتين يعقدون محادثاتهم في السابق في بانمونجوم، غير المحصنة بالألغام والأسلاك الشائكة وحيث الحدود الفاصلة هي عبارة عن جدار إسمنتي منخفض الارتفاع بخلاف الوضع في باقي المناطق الحدودية.

وهذه التطورات ترفع عدد المنشقين الكوريين الشماليين هذه السنة من مدنيين وعسكريين إلى 15 يقصدون الجنوب مباشرة، بحسب بيانات هيئة الأركان في سول، أي ثلاث مرات أكثر من عام 2016.

وانشق عشرات الجنود الكوريين الشماليين وفروا إلى الجنوب عبر المنطقة منزوعة السلاح في العقود الماضية منذ تقسيم شبه الجزيرة، منهم جنديان عبرا الحدود في يونيو الماضي. وفر أكثر من 30 ألف مدني كوري شمالي من بلدهم منذ تقسيم شبه الجزيرة في 1948، عبر أغلبيتهم الحدود مع الصين حيث يجازفون بإعادتهم إلى الشمال، ثم منها إلى بلد آخر. وفي موضوع آخر قال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية أمس إن بيونج يانج ليست لها صلة بأي هجمات إلكترونية، وذلك في أول رد منها منذ ألقت الولايات المتحدة باللائمة عليها في اختراق أمني إلكتروني على مستوى العالم.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن المتحدث قوله: «كما ذكرنا بوضوح في عدة مناسبات ليست لنا صلة بالهجمات الإلكترونية، ولا نشعر بالحاجة إلى الرد في كل حالة على حدة على هذه المزاعم السخيفة من جانب الولايات المتحدة».

وأضاف المتحدث أن الاتهام الأمريكي استفزاز سياسي خطير لكوريا الشمالية لن تتسامح معه بيونج يانج أبدا. وأصاب الهجوم الإلكتروني الذي وقع في مايو مستشفيات وبنوكا وشركات بالشلل.