1201045
1201045
العرب والعالم

الجمعية العامة للأمم المتحدة ترفض قرار ترامب حول القدس بـ «الأغلبية»

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

128 دولة رفضت و9 أيدت و35 امتنعت -

طالب جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية بالقدس -

الأمم المتحدة - (وكالات) - أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ الأغلبية مشروع قرار عربي إسلامي يرفض أي إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع في القدس، وهو ما يعني رفض القرار الأمريكي اعتبار المدينة المقدسة عاصمة إسرائيل.

وجاء التصويت في جلسة طارئة على مشروع القرار-الذي قدمته تركيا واليمن باسم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية- بموافقة ثلثي الأعضاء بواقع 128 صوتا، مقابل تسعة أصوات رافضة وامتناع 35 عن التصويت، في حين انسحبت مالي وأفغانستان من المشاركة في تقديم المشروع.

ويؤكد القرار أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس ملغاة وباطلة، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط. كما يطالب قرار الجمعية العامة جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس.

وكانت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي كررت تهديداتها للدول التي ستصوت تأييدا للقرار وقالت «ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم».

وهدد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح القرار. وبدا أن تحذيره كان له بعض التأثير إذ صوتت تسع دول ضد القرار وامتنعت 35 عن التصويت. وصوتت 128 دولة في المجمل لصالح القرار.

ورحبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار على لسان المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة بتصويت الأمم المتحدة امس الذي دعا الولايات المتحدة إلى سحب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال أبو ردينة «نتائج التصويت انتصار لفلسطين»، وأضاف «سنواصل جهودنا في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية حتى نضع حدا لهذا الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».

من جهته، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، ان المجتمع الدولي أظهر في تصويت الأمم المتحدة بشأن القدس أن «الكرامة والسيادة لا تباع». أما إسرائيل فقد رفضت تصويت الأمم المتحدة وشكرت ترامب على موقفه بشأن القدس.

وفي الكلمات التي سبقت هذا التصويت، أعرب المندوب اليمني عن الأسف لاستخدام واشنطن الفيتو في جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي بشأن قرار لحماية القدس، كانت مصر قدمته بطلب من الفلسطينيين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القدس مفتاح السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الفيتو الأمريكي «لن يثنينا، ولن ترهبنا أي وعود دينية بشأن القدس».

وأشار إلى أن المنظومة الدولية تمر باختبار غير مسبوق مع تطورات قضية القدس، داعيا جميع الأعضاء بمن فيهم الولايات المتحدة للتصويت لصالح مشروع القرار، ولفت المالكي إلى أن طلب عقد هذه الجلسة ليس عداء للولايات المتحدة بقدر ما هو نتيجة لاعتداء القرار على المسلمين والمسيحيين.

وأكد أن القرار الأمريكي لن يؤثر على مكانة القدس القانونية، بل على مكانة واشنطن كوسيط لعملية السلام.

أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فقال إن التصويت على مشروع القرار مهم لأنه يعلِم الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وهاجم أوغلو تهديد الولايات المتحدة لمن يُصوّت لصالح القرار، وقال إنه من غير المقبول «التنمر» الأمريكي.

لكن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أعربت عن إصرار بلادها على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، باعتبار ذلك أمرا يعكس إرادة الشعب الأمريكي، وفق تعبيرها.

وقالت هيلي إن واشنطن لن تنسى هذا اليوم الذي تهاجَم فيه بالأمم المتحدة لأنها مارست حقها كدولة ذات سيادة، مذكرة بأن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم بالأمم المتحدة «وتتوقع أن تقابَل بالامتنان والتقدير».

وقد غادرت المندوبة الأمريكية الجلسة عقب كلمة المندوب الإسرائيلي الذي قال إن من يدعم مشروع القرار اليوم «مجرد دمى».

ويؤكد مشروع القرار -الذي كانت واشنطن اعترضت عليه بمجلس الأمن- أن أي تغيير في وضع القدس ليس له فعالية قانونية، ويعد باطلا وملغى ويدعو إلى التراجع عنه لسحب قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس المحتلة عاصمة إسرائيل.

وقد انعقدت الجلسة الطارئة وفق القرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار «الاتحاد من أجل السلام». وعقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع طوال تاريخها. وكانت الإدارة الأمريكية هددت الدول التي تنوي التصويت لصالح القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقطع المساعدات المالية.

يُذكر أن القدس الشرقية ضمتها إسرائيل بعد أن احتلتها عام 1967 ثم أعلنت المدينة عاصمتها «الموحدة». ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك، ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.