العرب والعالم

الفاو: الأمن الغذائي «يتدهور بشكل سريع» في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا

21 ديسمبر 2017
21 ديسمبر 2017

بسبب النزاعات الدائرة في المنطقة -

القاهرة- (رويترز): قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير صدر أمس: إن الأمن الغذائي في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا «يتدهور بشكل سريع» بسبب النزاعات الدائرة في المنطقة.

وذكر التقرير الذي يحمل عنوان (نظرة إقليمية عامة حول الأمن الغذائي والتغذية) في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا لعام 2017م أن الدول الخمس التي تشهد نزاعات في المنطقة هي الأكثر تضررًا إذ عاني 27.2% من سكانها من الجوع المزمن أو نقص التغذية خلال الفترة من 2014 إلى 2016.

وهذه الدول هي سوريا واليمن والعراق وليبيا والسودان.

وقال التقرير: «يتدهور وضع الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بشكل سريع بسبب النزاعات، مؤديًا إلى اتساع الفجوة بين الدول التي تشهد نزاعات والدول المستقرة».

وأضاف: «قد أصبح مستوى نقص التغذية في الدول التي تشهد نزاعات الآن أكبر بست مرات من مستواه في الدول المستقرة، كما أن مستوى انعدام الأمن الغذائي الحاد في الدول التي تشهد نزاعات هو ضعف مستواه في الدول التي لا تشهد».

وقال التقرير: إن عدد الذين عانوا نقص التغذية أو الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بلغ 40.2 مليون خلال الفترة من 2014 إلى 2016، بينما بلغ عدد الذين عانوا انعدام الأمن الغذائي الحاد 55.2 مليون.

وأصبح ربع الشعب اليمني على حافة المجاعة بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات، وهي التي تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الآونة الأخيرة.

ويركز التقرير على قياس التقدم فيما يتعلق بالقضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية ويرصد التغييرات التي طرأت على الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة منذ عام 2000.

وقال التقرير: إن نقص التغذية في البلدان التي لم تتأثر مباشرة بالنزاعات، مثل معظم دول الخليج العربي وشمال إفريقيا بما فيها مصر، قد تحسنت ببطء في العقد الماضي، ولكنها تفاقمت في البلدان التي اجتاحتها الصراعات.

وتحدث التقرير عن معاناة الدول المتأثرة بالنزاعات مثل لبنان والأردن اللذين يستضيفان أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين.

وقال عبدالسلام ولد أحمد مساعد المدير العام لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس: «السؤال الكبير الذي يطرحه هذا التقرير هو: هل تستطيع منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الثاني الخاص بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030؟ والجواب هو: إذا ظلت الأمور على ما هو عليه سيصعب كثيرًا لهذه المنطقة أن تحقق هذا الهدف».

وأضاف: «لا بد أولا من الإحلال السريع للسلم، ولا بد من التعاون الإقليمي والتضامن والعمل المستمر على العودة إلى الاستقرار والعودة إلى المسار التنموي».

وتابع: «لا بد من بناء السلام، ولا بد كذلك من المساعدات الإنسانية العاجلة للتخفيف من وطأة الحروب على من يعانون، ولا بد من بناء الصمود أي بناء دعم المجموعات ودعم الفئات المتأثرة مباشرة على امتصاص انعكاسات هذه الأزمات والتحضير للمرحلة المقبلة وهي الإعمار».

وقال مهند هادي المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا: إن عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة تضاعف مقارنة بعام 2005 وهو «مؤشر ليس جيدا على الإطلاق».

وقال خلال المؤتمر الصحفي: «لا أبالغ عندما أقول: نحن نواجه حربا حقيقية وهي موضوع انعدام الأمن الغذائي في المنطقة»، وأشار إلى اعتماد الكثير من الدول العربية على استيراد أغلب إمداداتها الغذائية.

وانزلقت عدة بلدان في المنطقة إلى دائرة الصراع عقب انتفاضات عام 2011 التي أطاحت بقادة تونس ومصر وليبيا واليمن. وأودت الحرب الأهلية في سوريا بحياة مئات الآلاف، وشردت أكثر من 11 مليونا مما سبب أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.