كلمة عمان

جائزة تنير سماء الثقافة العربية

20 ديسمبر 2017
20 ديسمبر 2017

تتلبد فيه السماء العربية بغيوم الخلافات، وبالحملات والاتهامات المتبادلة، وبأدخنة المواجهات المسلحة، وانفجارات الصواريخ، واستهداف المدن العربية، والآمنين من المدنيين الأشقاء، في صنعاء والرياض والعديد من المدن العربية، وفي ظل عمليات تصعيد وأعمال عنف غير مبرر، يدفع المدنيون ثمنها من حياتهم وحاضر أبنائهم ومستقبلهم، وهو ما أعربت السلطنة عن أسفها العميق لتصعيد العنف غير المبرر في اليمن، وعلى وجه الخصوص استخدام الصواريخ البالستية على عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، فإنه ليس من قبيل المصادفة، أن تختار مسقط لإضاءة سماء الثقافة العربية بجائزة تعد أرفع الجوائز الثقافية العربية، وهي جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، والتي رعت حفل توزيع جوائز دورتها السادسة، معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، وذلك في حفل أنيق أمس بنادي الواحات بالعذيبة.

وإذا كانت الثقافة هي مناط أرفع ملكات الإنسان، وهي سبيله أيضا للارتفاع بوعيه وقيمه وممارساته، والتخلي عن الكثير من ممارسات العنف واستخدام القوة، سواء بين الأفراد، أو بين الدول والشعوب، وتدريبه – الإنسان – على كبح جموحه والسيطرة على غرائزه، خاصة في حالات الخلاف، فإن مما له دلالة عميقة أن تكون الثقافة والفنون والآداب، والتواصل الحضاري مع الدول والشعوب الأخرى، من أبرز اهتمامات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- إيمانًا بأهمية دورها، ويقينا بمردودها الإيجابي لصالح الإنسان والجنس البشري عمومًا، ولا سيما فيما يتصل بالعمل من أجل السلام والتقارب والتفاعل الحضاري بين الشعوب، لتحقيق الخير لها وللبشرية من حولها.

جدير بالذكر أن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، قد خصصت في دورتها السنوية السادسة، التي وزعت جوائزها أمس، وهي تقديرية للتنافس بين الأشقاء العرب، في المجالات التي يتم تحديدها، في حين تخصص جائزة الدورة السابعة للتنافس بين العمانيين، في المجالات التي يتم تحديدها أيضًا، وبذلك فإنها تكون بالتناوب، للعمانيين عامًا، وللأشقاء العرب عامًا آخر، وذلك حرصًا على توسيع نطاق التنافس والتشجيع بين المبدعين، ليس فقط في السلطنة، ولكن على امتداد الوطن العربي ككل.

وبينما فاز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتها السادسة عالم الاقتصاد المصري الدكتور جلال أمين، عن فرع الثقافة والتي خصصت للدراسات الاقتصادية، وفاز الناقد السعودي الدكتور سعد البازغي بالجائزة عن فرع الآداب، التي خصصت للنقد الأدبي، فإن جائزة فرع الفنون، التي خصصت للتصميم المعماري، قد حجبت، فانه من المؤكد أن هذه الجائزة الرفيعة، تحظى باهتمام واسع النطاق محليًا وخليجيًا وعربيًا، وتمثل إضافة مهمة لإضاءة سماء الثقافة العربية، وذلك جنبًا إلى جنب مع كراسي السلطان قابوس العلمية الموجودة في نحو عشرين جامعة من أرقى جامعات العالم، ومع الأوبرا السلطانية مسقط، التي صارت ملمحًا ثقافيًا رفيعًا في مسقط، فضلاً عن الدعم القوي والمتواصل من جانب جلالته للفكر والثقافة والفنون، لتحقيق مزيد من الرقي للإنسان العماني، ولدعم دور عمان الحضاري في المنطقة والعالم من حولها.