1199512
1199512
الاقتصادية

المؤتمر الدولي للصيرفة والتمويل الإسلامي يناقش إدارة المخاطر واتجاهات الابتكار

20 ديسمبر 2017
20 ديسمبر 2017

الشيخ كهلان يدعو إلى الانتقال الواعي من التقليد إلى التجديد وبناء القدرات -

كتب- سرحان المحرزي:-

انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للصيرفة والتمويل الإسلامي الذي يركز على مناقشة المسائل العملية والتشغيلية المتعلقة بإدارة المخاطر والاتجاهات الحالية في الابتكار المالي للبنوك ومؤسسات التمويل الإسلامية.

رعى حفل الافتتاح الذي تنظمه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب ببنك التنمية الإسلامي بجدة معالي الشيخ ناصر بن هلال المعولي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة في فندق كراون بلازا بمدينة العرفان، وبحضور مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين في مجال المؤتمر.

ويناقش الموضوع الرئيس للمؤتمر مساهمة المؤسسة المالية الإسلامية في مناقشة الاستقرار المالي وتقليل المخاطر النظامية، إلى جانب ذلك يشتمل على مجموعة من المحاور منها صناعة الصيرفة الإسلامية في السلطنة (الفرص والتحديات)، والمخاطر المعاصرة للاستقرار المالي الناشئ عن النموذج المصرفي الإسلامي في نظام مالي متكامل إضافة إلى إطار تنظيمي مقارن للبنوك الإسلامية مقابل البنوك التقليدية وأيضا دور مجلس الاستقرار المالي الإسلامي في تصميم الإطار وتعزيز الإصلاحات التنظيمية للمصارف الإسلامية بهدف تعزيز الاستقرار المالي للنظام المالي العالمي مع المخاطر النظامية مقاربات القياس للمصارف الإسلامية والعديد من المحاور الأخرى.

ومن المنتظر أن يساهم هذا الحدث ذوي العلاقة، بما في ذلك صانعو السياسات والهيئات الرقابية على التوصل إلى فهم أفضل للقضايا والتحديات المرتبطة بالاستقرار المالي والمخاطر النظامية في مجال النظام المالي الإسلامي.

وأشار الدكتور خميس بن حمد اليحيائي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى المستوى الذي وصلت إليه البنوك الإسلامية في عصرنا الحديث، وكيف تطورت سواء داخل السلطنة أو العالم العربي بشكل عام، مؤكدًا أنها ما زالت تشهد طلبًا كبيرًا عليها كما تطرق إلى نمو قطاع البنوك الإسلامية في السلطنة التي من المتوقع أن يصل حجم أصولها إلى ١٠٪ في ٢٠١٨م من إجمالي أصول البنوك في السلطنة.

وقال في كلمته أمام المؤتمر: إن هذه التظاهرة الاقتصادية تسلّط الضوء على أبرز التحديات الملحة التي تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي الحالي، إضافة إلى استكشاف الفرص واستلهام أفكار جديدة من شأنها أن تفيد هذه الصناعة المزدهرة.

كما دعا فضيلة الدكتور الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة ورئيس هيئة الرقابة الشرعية العليا بالبنك المركزي إلى الانتقال الواعي من الاعتماد على المحاكاة والتقليد إلى التجديد والإبداع وبناء القدرات البشرية.

وتطرق في كلمته إلى أهمية أن نتفرد بأفكارنا المرتبطة بعقيدتنا وشريعتنا الإسلامية في هذا المجال لا أن نقلّد الأفكار التي ولدت في بيئات مختلفة عن معتقداتنا ولا تناسبنا، داعيًا إلى إثبات قدرة المؤسسات المالية الإسلامية على المشاركة في التنمية الشاملة.

وقال فضيلته: إن صناعة الصيرفة والمالية تلزم أصحاب القرار والمؤسسات المالية والتعليمية والمؤسسات ذات الصلة بأداء أدوار أكبر وأكثر تميزًا وأوسع أفقًا، لا تلبية لإقبال جمهور المسلمين على منتجاته وأدواته المالية وخدماته التمويلية فقط بل لأن عالمنا المعاصر يتطلع إلى نظام مالي عادل وموثوق به شفاف وحافظ لحقوق الفرد والمجتمع ومحقق للرفاه والعيش الكريم ومشاركا في صنع حضارة إنسانية تحقق كرامة الإنسان.

وتحقيقا لهدف المؤتمر على التركيز على معالجة مختلف المسائل العملية والتشغيلية المتعلقة بإدارة المخاطر والتنظيم والإشراف والاتجاهات الحالية للابتكار المالي للبنوك ومؤسسات التمويل الإسلامي تطرقت الجلسة النقاشية الأولى إلى موضوع الصناعة الصيرفية الإسلامية في سلطنه عمان من حيث الفرص والتحديات وأدار الحوار المكرّم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي أستاذ مشارك بقسم الاقتصاد والمالية في الجامعة وتحدث في هذه الجلسة كل من المكرم سلام بن سعيد الشقصي الرئيس التنفيذي لبنك العز الإسلامي، وخالد جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى ومحمد بن سعيد العبري نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال، وبدر بن خالد الأغبري نائب رئيس الإشراف المصرفي للبنك المركزي العُماني، والدكتور داود أشرف كبير الباحثين في معهد البحوث الإسلامية والتدريب ببنك التنمية الإسلامي.

وأدار الدكتور بيتر سيزلجي جلسة تناولت عدة أوراق أولها: حالة البنوك التقليدية والإسلامية لمؤمنة سعيد وورقة استخدام النماذج العامة لسامانه إفتيخاري مهابادي وورقة بعنوان (هل نوع البنك مهم؟) لمروة النحاس. كذلك تناولت الجلسة النقاشية الثانية موضوعا بعنوان أسواق المالية الثانية للدكتور حاتم بن بخيت الشنفري وكان من أهم موضوعاتها حساسية أسعار الفائدة للأسهم الإسلامية مقابل الأسهم التقليدية.

وقال خالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى الراعي الرئيسي للمؤتمر: (مثل هذا المؤتمر منصة مهمة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التمويل المتوافق مع الشريعة ضمن النظام المالي العالمي، حيث يطرح بدائل فعالة من شأنها المساهمة في استقرار أسواق المال وتعزيز نموها بشكلٍ مستدام. ويساهم اجتماع هذه الكوكبة المميزة من الباحثين والخبراء من عدة مجالات معرفية في رسم تصور مستقبلي للمشهد التنظيمي والأطر القانونية لقطاع الصيرفة الإسلامية، وهو ما سيعود بالنفع على كافة الأطراف ذات العلاقة بما في ذلك الزبائن والمستثمرين والمساهمين على حدٍ سواء).

وقال معالي الشيخ راعي الافتتاح بتكريم المتحدثين الرئيسيين والرعاة. وتستمر الجلسات النقاشية اليوم إذ من المقرر أن تتم مناقشة القضايا المعاصرة في الاقتصاد والتمويل الإسلامي وإدارة المخاطر في التمويل الإسلامي والحكومة والأطر القانوني.