1193057
1193057
مرايا

محمية ماساي مارا .. مقصد عشاق السفاري في كينيا

20 ديسمبر 2017
20 ديسمبر 2017

لمشاهدة الحيوانات في بيئتها الطبيعية -

تعتبر محمية ماساي مارا الكينية من أشهر المحميات الطبيعية لما تزخر به من أشجار وشجيرات وحيوانات برية، بالإضافة إلى وجود العديد من المنتجعات والفنادق الفاخرة على حافة المحمية لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم، الذين يستهويهم مشاهدة الحيوانات في بيئاتها الطبيعية.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) يعيش سيمون سايتوتي في عالمين مختلفين في كينيا؛ حيث قام على حافة المحمية الطبيعية ماساي مارا بإنشاء منزل تقليدي له ولعائلته مع العشرات من الماشية، والتي تعتبر من أهم الممتلكات لدى قبائل الماساي، ولكن سيمون سايتوتي، البالغ من العمر 32 عاما، لا يقضي ساعات النهار في رعي الماشية، ولكنه يعمل في إدارة لودج سفاري الفاخر على بعد أميال قليلة من المحمية الطبيعية، وأكد سيمون أن شغفه الحقيقي ينحصر في العودة إلى بيته والعمل مع قبيلته.

ويقوم سيمون سايتوتي في منتجع “كيتشوا تيمبو لودج”، الذي يقع في أقصى الطرف الشمالي الغربي من محمية ماساي مارا، بالجمع بين عالم السياحة وعالم قبائل الماساي منذ فترة طويلة، ويتولى سيمون سايتوتي إدارة الفرع الإفريقي لمؤسسة إفريقيا، وهو الشريك الإنمائي لمجموعة “سفاري لودج آند بيوند”؛ حيث تقوم المؤسسة منذ حوالي 25 عاما بتطوير مشروعات صحية وتعليمية بالتعاون مع القبائل والمجتمعات المحلية، وذلك من أجل مساعدة الماساي للاستفادة من السياحة بشكل مستقل.

ملابس حمراء مشرقة

وينتمي سيمون سايتوتي إلى مجموعة عرقية، تتخذ من ماساي مارا موطنا لها، ولا يمكن تخيل رحلة سفاري في جنوب كينيا دون ظهور هؤلاء الرعاة في ملابسهم الحمراء المشرقة، وهم يرعون ماشيتهم في السافانا؛ حيث تعتبر هذه الحيوانات مصدر العيش الوحيد، والتي توفر لهم المواد الغذائية من الألبان واللحوم، وقد أصبحت قبائل الماساي مقصدا سياحيا للزوار من جميع أنحاء العالم.

ولكن الحياة قد تغيرت كثيرا خلال العقود الماضية؛ حيث أكدت راماتو كيباس أن الماشية لم تعد تكفي متطلبات الحياة؛ نظرا لعدم توافر مراعي كافية لها، علاوة على أن الحياة أصبحت أكثر تكلفة من السنوات الماضية، وظهرت السياحة باعتبارها وسيلة رائعة لكسب المزيد من الأموال.

ولم يعد يقتصر نشاط النساء والفتيات في القرية على بيع الحلي التقليدية للسياح، ولكن بمساعدة مؤسسة إفريقيا قاموا بشراء 20 خلية نحل، وبعد ذلك يتم بيع العسل لمنتجع “كيتشوا تيمبو لودج”، كما قام العديد من قبائل الماساي بضم أراضيهم الواقعة على حافة المحمية الطبيعية ماساي مارا، وتأجيرها كمنطقة حماية خاصة لرجال الأعمال، الذين يقومون بتشغيل اللودج والمنتجعات في المنطقة، وهو ما يجلب لهم المزيد من الأموال.

وأشار ستانلي مباكاني، نائب مدير لوج كيتشوا تيمبو، إلى أن الماساي من الأشخاص الفخورين بأنفسهم جدا، ومن الصعب جدا تقويض التقاليد العائلية، وهو من الماساي أيضا ويعتبر من أوائل الأشخاص في قريته، الذين ذهبوا إلى المدرسة في بارينجو الواقعة في غرب كينيا خلال حقبة السبعينيات من القرن المنصرم، وقد كانت الرحلة تستغرق ساعة ذهابا وإيابا، وعندما أصبح مدرسا اتصل بالفندق لأول مرة، وقد أعتقد أنه مخصص لثقافة أخرى، غير أنه وجد أجواء مضيافة للغاية من الموظفين، ورغب في أن يصبح جزءا منهم، غير أن والده لم يكن لديه تفهم لإقدامه على بيعه ماشيته الثمينة من أجل العمل في هذه المهنة.

ويفخر ستانلي مباكاني بوظيفته الحالية، في اللودج الواقع على حافة المحمية، والذي يتيح للسياح إطلالة رائعة على ماساي مارا، وتظهر السافانا خلف حوض الاستحمام، والتي ترعى فيها الفيلة في الصباح الباكر؛ حيث تتحرك في الصباح ببطء في اتجاه نهر مارا، والذي يصبح خلال شهري يونيو وأكتوبر مسرحا للمشاهد البديعة، التي تشتهر بها محمية ماساي مارا؛ حيث تعبر آلاف الحيوانات من تنزانيا المياه المتسارعة من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى.