1198791
1198791
العرب والعالم

الكرملين يندد بالطابع «الإمبريالي» لتقرير الاستراتيجية الأمنية الأمريكية

19 ديسمبر 2017
19 ديسمبر 2017

ترامب يوجه رسائل متناقضة من خلال شعاره «أمريكا أولا» -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب): ندد الكرملين أمس بـ«الطابع الإمبريالي» للتقرير حول استراتيجية الأمن القومي الأمريكية متهما واشنطن بالتمسك بـ«عالم أحادي القطب».

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن «الطابع الإمبريالي لهذه الوثيقة يبدو جليا، وكذلك رفض التخلي عن عالم أحادي القطب، رفض يتسم بالإصرار»، مشيرا إلى أن السلطات الروسية «لا يمكن أن تقبل بأن يعامل البلد على أنه تهديد لأمن الولايات المتحدة».

وأضاف بيسكوف «هناك نقاط إيجابية متواضعة» مشيرا بشكل خاص الى «رغبة (واشنطن) بالتعاون مع روسيا في المجالات التي تتوافق مع مصالح الأمريكيين».

وقال «هذا ينطبق ايضا على مقاربتنا لأن موسكو تسعى إلى التعاون مع الولايات المتحدة حيث يفيدنا الأمر».

في الأثناء قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن على الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن «عقلية الحرب الباردة».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينج «نطالب الولايات المتحدة الأمريكية بوقف نواياها الاستراتيجية لتشويه الصين عمدا والتخلي عن الأفكار الباطلة لعقلية الحرب الباردة ولعبة المجموع الصفري، وإلا فإنها سوف تلحق الضرر بآخرين بالإضافة لنفسها».

وقالت هوا «الصين لن تطور نفسها أبدا على حساب مصالح دول أخرى، وفي نفس الوقت لن تتخلى أبدا عن حقوقها ومصالحها الشرعية».

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد عرض أمس الأول في واشنطن رؤيته للأمن القومي التي تتمحور حول شعاره الشهير «أمريكا أولا» والتي تضمنت إشارات متناقضة احيانا وجهها إلى الصين وروسيا.

والرئيس الأمريكي الذي اختار القطيعة مع سياسة سلفه الديمقراطي باراك اوباما على الساحة الدولية، لم يمر حتى مرور الكرام على التغير المناخي في معرض حديثه عن التحديات التي تواجهها بلاده، مكتفيا بالحديث مجددا عن اتفاق باريس «الظالم».

وقال ترامب «نحن نواجه قوتين غريمتين هما روسيا والصين الساعيتان للنيل من نفوذ وقيم وثروة امريكا»، مع إعلان رغبته إقامة «شراكات كبرى» معهما.

وأسهب ترامب في خطابه الذي لم يركز حول موضوع بحد ذاته في الحديث عن التعاون بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية والتي أتاحت وفق موسكو إحباط مخطط لتنفيذ اعتداء في سان بطرسبرغ.

وقالت ترامب: إن الروس «تمكنوا من توقيف هؤلاء الإرهابيين من دون أي خسارة في الأرواح»، معتبرا ان «الآلاف» كانوا ليقعوا قتلى لولا كشف امرهم.

وتابع «هكذا يجب ان تكون الامور»، مشيدا بالتعاون في هذا المجال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتخضع العلاقات بين ترامب وبوتين للمراقبة الدقيقة اذ يتولى المحقق الخاص روبرت مولر التحقيق للكشف عن اي تواطؤ محتمل بين مقربين من ترامب وموسكو خلال انتخابات 2016 الرئاسية.

والوثيقة التي نشرها البيت الابيض قبل خطاب ترامب تبنت لهجة اكثر حدة ازاء موسكو التي وصفت بأنها تعمل على «إضعاف النفوذ الأمريكي في العالم وإثارة الشقاق مع حلفائنا وشركائنا» وفق النص المؤلف من ستين صفحة.

وأصر ترامب على المسار الذي سلكه منذ سنة، بعودته الى المنعطف الذي شكله انتخابه على رأس أقوى قوة في العالم.

وقال «لقد سمع العالم أجمع الرسالة ورأى العلامات الأولى لها: أميركا عائدة وبقوة»، مستعيدا العبارات التي استخدمها خلال حملته الانتخابية مثل «بلد بلا حدود ليس بلدا».

ويؤكد النص الذي نشره البيت الأبيض على أهمية تنافسية الولايات المتحدة الاقتصادية والتصميم على العمل من اجل مبادلات تجارية متوازنة ولاسيما مع الصين التي وصفت بأنها بلد «منافس».

وجاء في الوثيقة ان «الصين وروسيا تريدان صياغة عالم يمثل نقيض القيم والمصالح الأمريكية»، كما اتهمت الصين بمحاولة دفع الأمريكيين إلى خارج منطقة الهند والمحيط الهادئ.

وأضافت الوثيقة ان «الصين وروسيا تتحديان القوة والنفوذ والمصالح الأمريكية وتسعيان الى تقويض الأمن والازدهار الأمريكيين» وأن البلدين «مصممان على جعل اقتصاديهما أقل تحررا وانفتاحا وعلى تضخيم جيشيهما وعلى مراقبة المعلومات والبيانات من أجل قمع مجتمعيهما وتوسيع نفوذهما».

ولم ترد عبارة «التغير المناخي» بتاتا في الوثيقة التي يفترض انها تشكل مرجعية للاستراتيجية الأمريكية ولم يتم التعريف بها بصفتها «تهديدا للأمن القومي».

وجاء في الوثيقة ان «الولايات المتحدة ستبقى قائدا عالميا في خفض التلوث التقليدي وكذلك الغازات المسببة للاحترار مع ضمان نمو اقتصادنا».

وترامب الذي وصل الى السلطة وهو يشكك بكل الإجراءات التي تهدف الى عكس ظاهرة التغير المناخي، اعلن انسحاب بلاده من اتفاق باريس الذي وقعه 200 بلد.

وهو تصرف خلافا لسلفه باراك اوباما الذي كان من بين مهندسي الاتفاق وأكد مرارا ما يمثله التغير المناخي من رهان حقيقي للأمن القومي.

وقال اوباما قبل سنة من نهاية ولايته ان «التغير المناخي، وفي كل أنحاء العالم، يزيد من مخاطر انعدام الاستقرار والنزاعات».

وأضاف «لا تخطئوا، سيكون له تأثير على طريقة دفاع جيشنا عن بلدنا»، مشيرا الى تغييرات عميقة في تنظيم وتدريب وحماية المرافق الحيوية والبنى التحتية.