العرب والعالم

تواصل التظاهرات الغاضبة في كردستان العراق لليوم الثاني على التوالي

19 ديسمبر 2017
19 ديسمبر 2017

وسط أزمة اقتصادية وسياسية -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب):-

خرجت تظاهرات غاضبة امس لليوم الثاني على التوالي في كردستان العراق احتجاجا على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب الإقليم، وأحرق خلالها مقار لأغلب الأحزاب الرئيسية على يد متظاهرين طالبوا كذلك بإقالة حكومة الإقليم.

ويريد المتظاهرون التعبير عن عدم ثقتهم بالأحزاب السياسية التي تهيمن على الأوضاع في كردستان منذ عقود، ويطالبون بحل الحكومة ومحاربة الفساد في هذا الإقليم الذي يعاني من تداعيات الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظم في سبتمبر الماضي.

وفي مدينة السليمانية، قامت قوات الأمن التي فرضت إجراءات أمنية مشددة امس بإطلاق النار في الهواء لدى تجمع المتظاهرين في ساحة السراي وسط المدينة.

وفي غضون ذلك، خرجت تظاهرات مماثلة في بلدات رانيا وكفري وحلبجة، جميعها تقع في محافظة السليمانية واخرى في كويسنجق حيث قام متظاهرون بإضرام النار في مقر قائممقامية ومقرات الأحزاب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني (الذي أسسه جلال طالباني) والاتحاد الإسلامي.

كما خرج مئات المتظاهرين في بلدة كفري الواقعة في محافظة السليمانية، وسيطروا على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مهاجمته بالحجارة فيما اكتفت قوات الأمن بإطلاق عيارات نارية في الهواء، وفقا لشهود عيان. وقال أحد المتظاهرين وهو شاب جامعي في كفري، مخاطبا حكومة الإقليم «لم تستطيعوا الدفاع عن المناطق المتنازع عليها (واليوم) لا تستطيعون إدارة النصف الباقي» في إشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مع مناطق أخرى.

وفي حلبجة، توجه مئات المتظاهرين إلى مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني واشتبكوا بالأيدي مع قوات الأمن. وتأتي هذه التظاهرات، غداة إضرام متظاهرين النار في مقار لأحزاب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في بلدة بيرة مكرون الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال غرب مدينة السليمانية.

وقال المحلل السياسي عصام الفيلي إن «هذه التظاهرات تستهدف جميع السياسيين لان الناس يشعرون انهم يعيشون تحت ظلم السياسيين»، وأضاف الفيلي وهو أستاذ علوم سياسية في الجامعة المستنصرية، أن «هذه المرة الأولى، لخروج تظاهرات ضد شخصيات ورموز كردية واعتقد أن كردستان مقبلة على تغيير جذري» وذلك «لعدم وجود طبقة سياسية قادرة على إدارة الملف السياسي ولا معالجة مشاكل الموطن». وتصاعدت حدة التظاهرات المعارضة في الإقليم على وقع الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها سكانه جراء تمسك رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإجراء استفتاء في 25 سبتمبر بهدف الاستقلال عن باقي العراق.

ودفع ذلك الحكومة المركزية إلى معاقبة الإقليم في خطوات بينها تحريك قواتها واستعادة السيطرة على اغلب المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل، بما في ذلك محافظة كركوك الغنية بالنفط الأمر الذي أدى إلى انخفاض عادات نفط إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.

كما أغلقت الحكومة المركزية المجال الجوي الخارجي للإقليم وأغلقت مطاراته أمام الرحلات الخارجية، ودفعت هذه الإجراءات بعدد كبير من الشركات المحلية والأجنبية إلى غلق أبوابها.

امنيا، أعلنت قيادة عمليات دجلة، انتهاء عمليات تطهير مطيبيجة وحاوي العظيم بعد مرور أربعة ايام على انطلاقها لتطهيرها من الخلايا النائمة لتنظيم داعش، مؤكدة فرض القوات العراقية المشتركة سيطرتها على المناطق بالكامل.

وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي: إن «عمليات تطهير مطيبيجة الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، انتهت أمس بعد إنجاز القوات الأمنية كافة مهامها من تطهير أراضي قرى مطيبيجة وحاوي العظيم بالكامل من خلايا داعش وأوكارها»، مبيناً أن «القوات الأمنية بدأت بالانسحاب».

وألمح القائد العسكري إلى أن «تنظيم داعش تعرض إلى صفعة قوية في العملية التي حققت جميع الأهداف والخطط المرسومة، بعدما أسفرت عن قتل اكثر من 15 مسلحا وتدمير العديد من معسكرات ومضافات ومعامل التفخيخ التابعة لخلايا التنظيم». ونوه إلى، أن «الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ استراتيجية جديدة قائمة على تثبيت نقاط أمنية في كافة القرى المترامية لمسكها بشكل محكم كذلك إعادة جميع النازحين إلى قراهم المحررة».