1197686
1197686
العرب والعالم

الفلسطينيون يلوحون باللجوء إلى الجمعية العامة إذا استخدمت واشنطن «الفيتو»

18 ديسمبر 2017
18 ديسمبر 2017

عباس في الرياض اليوم للتباحث مع الملك سلمان -

رام الله - (وكالات ): أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان امس أن الفلسطينيين سيتوجهون للحصول على دعم من الجمعية العامة للأمم المتحدة في حال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يرفض اعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يرفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

ودعت مصر إلى التصويت على القرار الذي سيواجه على الأغلب بفيتو تستخدمه الولايات المتحدة.

من جهة قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله امس: إن هنالك إجماعا دوليا على رفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأكد الحمد الله، خلال مؤتمر محلي في رام الله، أن «القرار الأمريكي الأحادي لن يعطي أية شرعية لإسرائيل في القدس، أو في أي شبر من أرضنا، ولن يغير في هوية وطابع وتاريخ القدس».

وشدد على أن القدس «مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، وعاصمة أبدية لدولة فلسطين، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها، ودون ذلك لن يكون هناك سلام في المنطقة، أو في العالم بأسره».

وأبدى الحمد الله تعويلا فلسطينيا على «الإجماع الدولي المتنامي المناصر للقضية الفلسطينية والرافض لقرار ترامب الأحادي وغير القانوني بشأن القدس».

وأكد وزير الخارجية رياض المالكي في بيان أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العامة في حال استخدام السفيرة الأمريكية نيكي هايلي الفيتو.

وأشار المالكي إلى أن هايلي تعتبر أن «استعمالها لهذا الامتياز الحصري بالفيتو مصدر فخر وقوة، سوف نظهر لها ونؤكد أن هذا الموقف الذي تؤكد هي عليه هو موقف فردي انعزالي ومرفوض دوليا».

وبحسب المالكي، فإنه في الجمعية العامة لن تتمكن الولايات المتحدة من استخدام حق الفيتو.

ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة عامة اليوم تشمل مناقشات عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وأثار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور ايضا هذا الاحتمال في تصريحات نشرتها صحيفة (آراب نيوز) السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية امس قبل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار مصري حول وضع القدس ومن المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضده.

وتنص المسودة على أن أي قرار أو تصرف يبدو أنه يغير طابع القدس أو وضعها أو التركيبة السكانية فيها يفتقر إلى الشرعية القانونية ويعتبر باطلا ويتعين نقضه.

وأثار قرار ترامب في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها غضبا عارما واحتجاجات فلسطينية إلى جانب موجة انتقادات دولية واسعة انضم إليها حلفاء كبار للولايات المتحدة.

وتقول إسرائيل إن القدس الموحدة عاصمتها، واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تلقى اعترافا دوليا.

ويطالب الفلسطينيون بأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولة لهم في المستقبل على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ نصف قرن.

ونقلت صحيفة (آراب نيوز) عن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قوله إن الفلسطينيين والمصريين عملوا عن كثب مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أثناء وضع مسودة القرار لضمان الدعم الكبير له.

وأضاف «طلب منا الأوروبيون على وجه الخصوص الابتعاد عن كلمات مثل شجب وإدانة وعدم ذكر الولايات المتحدة بالاسم، امتثلنا إلى طلبهم لكننا أبقينا على الفقرات الفعالة التي ترفض كل التغييرات في القدس وتعيد التأكيد على القرارات السابقة».

وتتهم إسرائيل الأمم المتحدة منذ وقت طويل بالانحياز ضدها لصالح الفلسطينيين، وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على قرار ترامب مجددا أمس الأول.

وقالت الصحيفة: إن الفلسطينيين يملكون خيار تفعيل مادة في ميثاق الأمم المتحدة نادرا ما تستخدم وتدعو أطراف النزاع إلى عدم استخدام الفيتو، لكنها أضافت أن الفلسطينيين سيحيلون الأمر على الأرجح إلى الجمعية العامة بموجب القرار (377 إيه) الذي يعرف باسم قرار «الاتحاد من أجل السلام».

وصدر القرار (377 إيه) في 1950 واستخدم للموافقة على إرسال قوات أمريكية لخوض الحرب الكورية.

وقال منصور إن الفلسطينيين لجأوا إلى قرار «الاتحاد من أجل السلام» في تسعينيات القرن الماضي بعدما بدأت إسرائيل بناء مستوطنة على جبل أبو غنيم بالضفة الغربية المحتلة إلى الجنوب من القدس لكنهم علقوا الجلسة. وأشار منصور إلى أن بوسع الفلسطينيين طلب استئناف الجلسة.

ونقلت (آراب نيوز) عن منصور قوله «إذا استخدم الفيتو ضد القرار فإن الوفد الفلسطيني يمكن أن يبعث بخطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة ويطلب منه استئناف الجلسة الطارئة».

وفي السياق أعلن السفير الفلسطيني لدى فرنسا سلمان الهرفي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل فرنسا الخميس المقبل في زيارة تستمر يومين ضمن تحركاته لمواجهة قرار ترامب بشأن القدس.

وكان عباس زار كل من الأردن ومصر وتركيا وقطر منذ إعلان ترامب قراره في السادس من الشهر الجاري بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما قوبل برفض فلسطيني وعربي وإسلامي واسع.

من جهته أكد الرئيس اللبناني ميشال عون امس أنه لا يحق للولايات المتحدة وحدها إلغاء قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالقدس.

وقال عون، خلال استقباله الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل، إن «للقدس وضعاً دولياً خاصاً وفق قرارات الأمم المتحدة، في حين تسعى إسرائيل لإعلانها عاصمة لها إضافة الى استمرارها بتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية».

وأكد أن لبنان يتمسك «لبنان بقرارات الأمم المتحدة ويشدد باستمرار على تطبيقها، وفي مقدمها القرار الرقم 1701، في وقت تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وتم حتى الآن تسجيل أكثر من 11 ألف خرق لهذا القرار».

وأشار إلى أن «لبنان كان دائماً في موقع الدفاع عن النفس في مواجهة إسرائيل، وذلك عملاً بميثاق الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن «لجوءها مؤخراً إلى تحضير البنى التحتية من أجل بناء جدار فاصل في القطاعين الشرقي والغربي على الخط الأزرق، علماً أن لبنان يعتبر أن هذا الخط لا يتطابق مع خط الحدود الدولية».

وشرح الرئيس عون «موقف لبنان من موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الآمنة إلى سورية»، متمنياً أن «تتخذ الأمم المتحدة قراراً في هذا المجال».

من جهتها، أكّدت كارديل «استمرار دعم المنظمات الدولية للبنان في المجالات كافة»، مبدية «الاستعداد للتعاون في معالجة المشاكل التي يواجهها لبنان على مختلف الصعد».

وقرر ترامب في السادس من ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل في خروج عن السياسة الدولية، واعلن اعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس، ما أثار موجة احتجاجات وإدانات دولية.

ويزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مصر وإسرائيل هذا الأسبوع بدون التوجه إلى الأراضي الفلسطينية بعد الجدل الذي أثاره اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء عدة مسؤولين لقاءات معه.

وعقدت القيادة الفلسطينية مساء امس اجتماعا بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله، في الضفة الغربية المحتلة ، وهذا اول اجتماع للقيادة منذ القرار الأمريكي. ويقوم عباس اليوم بزيارة رسمية إلى السعودية يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، بحسب ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية للأنباء. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي ومن ضمنه الولايات المتحدة، ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة او الإشراف على المواقع المقدسة في القدس.

ويشكل وضع القدس إحدى اكبر القضايا الشائكة في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.