1195791
1195791
عمان اليوم

مؤتمر «تقنيات التعليم» يبحث ربط العملية التعليمية والتدريبية بالتقنيات الحديثة

17 ديسمبر 2017
17 ديسمبر 2017

برعاية عمان والاوبزرفر الإعلامية -

كتبت- خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

أكد سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس أن المؤتمر الدولي الرابع لتقنيات التعليم الذي بدأ أولى جلساته أمس وتنظمه الجمعية العُمانية لتقنيات التعليم من المؤتمرات التي تمثل أهمية بالغة كون التكنولوجيا أصبحت سمة مميزة لكل قطاعات التعليم في جميع المراحل التعليمية.

وقال سعادته خلال رعايته افتتاح المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان «دعم التربية بالتقنيات: ما وراء الحداثة واستدامة الابتكار»: إن العالم يتقدم في المجال التكنولوجي مما يوجب علينا مواكبة هذا التقدم في كل المجالات الحياتية وخاصة المجالات التعليمية، وأشاد سعادته بجهود الجمعية لدعم الفعاليات العلمية ودورها الذي أصبح ضروريًا للبحث العلمي والسعي المستمر للتطوير، حيث إن مثل هذه المؤتمرات تسهم في تعزيز ثقافة البحث العلمي في السلطنة.

ويناقش المؤتمر الذي يعقد بكلية الشرق الأوسط بواحة المعرفة مسقط ويستمر يومين قضايا التعلم بالحواسيب اللوحية، والمصادر التربوية المفتوحة، والحوسبة السحابية، واستخداماتها التربوية، والصفوف المقلوبة، وتوظيف الشبكات الاجتماعية في التعلم والتعليم، والمقررات الإلكترونية المفتوحة، والألعاب التعليمية الجادة، والبرمجيات الحرة، والمعامل الافتراضية، والكتب الإلكترونية واقتصاديات التعليم، والتدريب والبحث والتطوير.

الجمعية ودورها

وأكد الدكتور علي بن شرف الموسوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية لتقنيات التعليم رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر على مساعي الجمعية من خلال ورقات عمل المؤتمر في استعراض المحاور ذات الأهمية القصوى لمواكبة تطورات مجال تقنيات التعليم والمعلومات، وليكون المؤتمر منبرًا علميًا للباحثين العمانيين والخليجيين والعرب لنشر دراساتهم واستعراضها وتبادل الآراء حول دمج الشبكات الاجتماعية والحوسبة السحابية في التعليم، وتصميم المصادر التربوية المفتوحة، وتطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز وربطها بالتعلم المتنقل والمنتشر، وسواه من قضايا الساعة في تكنولوجيا التعليم، كما أكد على إصدار الدورية العمانية للتكنولوجيا التربوية قريبًا، إضافة للفعاليات الأخرى التي تقيمها الجمعية لتطوير قدراتهم البحثية والتطبيقية في مجالات استخدام التكنولوجيا في القطاع التربوي والتدريبي.

وقال الموسوي: «لقد أدركت السلطنة الأهمية التربوية لتكنولوجيا التعليم والمعلومات والاتصالات فقامت بوضع الخطط وتسخير الجهود لدمجها في العملية التعليمية، فتوالت المبادرات الوطنية في مجالات التعلم الإلكتروني، وافتتاح الأقسام الجامعية، وتوفير مراكز مصادر وتكنولوجيا التعليم في المدارس والجامعات، إضافة لمبادرات اجتماعية ركزت على نشر الوعي والتدريب لأفراد المجتمع والعاملين في القطاعين العام والخاص».

وأضاف: إن «إنشاء الجمعية العمانية لتقنيات التعليم عام 2007 جاء لتكون الجمعية المهنية التربوية المتخصصة في هذا المجال في السلطنة، وتقديم الدعم التكنولوجي والبحثي والتعليمي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والاختصاصيين».

ووجه الموسوي الشكر للمساهمين والمشاركين في تنظيم المؤتمر وهم برنامج التعلم عن بعد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وكلية الشرق الأوسط التي وقعت الجمعية معها مذكرة تفاهم لتكون المقر الدائم للجمعية وحاضنة لمؤتمراتها وأنشطتها، وجريدة الرؤية والشبيبة و«$»، إضافة إلى مبادرة وزارتي التربية والتعليم، وجامعة السلطان قابوس المتمثلة بمشاركة أكثر من مائة أستاذ ومعلم ومعلمة وطالب مما يعزز من الحصول على الدعم من قبل المؤسسات التربوية والتقنية في السلطنة».

إنترنت الأشياء

تناولت الورقة الأولى التي تتمحور حول الاستدامة في استخدام الإنترنت وتطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات في تنمية الموارد البشرية والتدريب، وقدمها محمد السباع مستشار التدريب الإلكتروني بمعهد الإدارة العامة بمملكة البحرين موضوعات إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي الذي يمثل طفرة حديثة واستحدثت من خلاله تقنيات جديدة أبرزها مشروع «إيلي: الطبيبة النفسية»، وروبوت مشروع تويوتا T-HR3 وتقنية google.ie التي تساعد في فهم الرسائل وإتاحة خيارات للرد، وتقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد التي تمكن من طباعة أنسجة حية.

وأشار السباع إلى التحول في الوظائف جراء التحديث التقني في المستقبل مما يؤدي إلى استبدال 50% من الوظائف بالتقنية، كما أوضح أهم التوجهات المستقبلية للتعلم الإلكتروني، التي تمثلت في الإرشاد والتوجيه، والتلعيب وألعاب المحاكاة، والواقع الافتراضي، وإعادة توظيف محاضرات البث المباشر والتعليم المصغر والتعليم التشاركي.

واستعرضت الورقة الثانية تجربة التدريب الإلكتروني في وزارة التربية والتعليم في السلطنة قدمها إسماعيل بن علي الرئيسي مدير مركز التدريب الرئيسي بوزارة التربية والتعليم، حيث أوضح أن مشروع التدريب الإلكتروني جاء لإيجاد البدائل المختلفة لسد حاجة الوزارة في التدريب والوصول إليهم في أي مكان بأسلوب يراعي ظروف وخصوصية المستهدفين بالعمل التدريبي، إضافة إلى رغبة القائمين على التدريب في تقديم تدريب نوعي وفق معايير عالمية تناسب الفئات المستهدفة باستخدام التقنيات الحديثة وتحديدا تقنيات التعليم والتدريب الإلكتروني لتسهم في تحسين أداء المتدربين وتطويرها، واستعرض الرئيسي تجربة التدريب الإلكتروني في الوزارة وآلياته وقنوات الاتصال كالمودل والفيديو، مشيرًا إلى أن الوزارة بدأت بتطبيق 4 برامج تدريبية في عام 2015 ووصلت في العام الحالي إلى 36 برنامجًا واستفاد منها أكثر من 4500 متدرب يمثلون مختلف الوظائف التخصصية والفنية والإدارية بديوان عام الوزارة والمديريات التابعة بالمحافظات التعليمية، واستعرض أهمية التدريب الإلكتروني في توسيع أعداد المتدربين وتقليل التكاليف المادية، كما استعرض التحديات والمتعلقة بشبكات الاتصالات ومدى توفرها، وأشاد بالتعاون بين الوزارة والجمعية العُمانية لتقنيات التعليم.

كما أشار الرئيسي إلى أهمية المشروع في وصول التدريب لجميع موظفي وزارة التربية والتعليم بمختلف أماكنهم ووظائفهم، وتخفيض تكاليف التدريب بالوزارة من مصاريف سفريات وانتدابات وتسكين وتوفير المستلزمات التعليمية، إضافة إلى أهمية المشروع في توفير المحتوى التدريبي النظري والعملي التفاعلي القابل للتطوير والتحديث معتمدة على التدريب الذاتي، وتناولت الورقة الثالثة للدكتورة رجا مزنا حسين من جامعة السلطان قابوس موضوع إعادة تصميم بيئات التعلم، فيما حملت الورقة الرابعة عنوان (دمج المتعلمين في مقررات التعلم الإلكتروني التفاعلية) للدكتور علاء صادق من جامعة جنوب الوادي بجمهورية مصر العربية.

دور تكنولوجيا التعليم

يهدف المؤتمر الدولي الرابع لتكنولوجيا التعليم الذي يختتم أعماله اليوم للتجسير بين المبتكرات الحالية في تكنولوجيا التعليم ودورها في حفظ التعليم والتي تتجسد من خلال الموضوعات المطروحة والمتعلقة بفهم المبتكرات التكنولوجية في مجال التعليم، والكشف عن فاعليتها في البيئات التربوية، مما يفتح باب النقاش والأسئلة حول استمرارية المبتكرات واستدامتها بين المشاركين والضيوف، والأكاديميين، والمؤسسات التعليمية المشاركة، كما هدف المؤتمر إلى التركيز على ابتكارات تكنولوجيا التعليم أو استكشاف المجالات النظرية والفلسفية والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لتلك الابتكارات، وذلك من خلال عرض مجموعة من حلقات العمل وعروض الفيديو المرئية لدعم وتأكيد موضوعات المؤتمر.

ويطرح المؤتمر أربعة محاور رئيسية بالإضافة إلى ست وعشرين تجربة بحثية لبيئات التعلم الإلكتروني في السلطنة، وكذلك خمس حلقات عمل مصاحبة لفعاليات المؤتمر، حيث عرض المحور الأول للمؤتمر نماذج التصميم تم خلالها مناقشة بيئات النمذجة في التعليم، والتعليم للترفيه، وتكنولوجيا التأليف: أدوات تطوير المحتوى، وتصميم مقررات ومناهج التعلم الإلكتروني، العوامل البشرية وبيئة العمل والواجهات التعليمية، وتطبيقات الاتصالات والوسائط المتعددة التفاعلية.

وقدم المحور الثاني نماذج التفاعل ناقشت خلاله أوراق العمل الحوسبة واسعة الانتشار في التعليم، والتعلم المنغمس والافتراضي والواقع المعزز والمتنقل في التربية وبيئات المحاكاة في التربية والتعليم، وخبرات المستخدم، وتفاعل الدماغ مع الحاسوب، والنماذج الذكية التعلم الذكي (السبورات والطاولات والصفوف الذكية التفاعلية)، ونظم التكنولوجيا الذكية في التعليم، ونظم التعلم والتدريس الذكية ونظم الإشراف الأكاديمية الإلكترونية واستخراج وإدارة البيانات وتطبيقاتها في التكنولوجيا والحوسبة السحابية.

بيئات التعلم

تناول المؤتمر مجموعة من البحوث التجريبية في بيئات التعلم في السلطنة حيث عرض الدكتور محمد لاشين، وخالد الصبيحي ورقة بحثية بعنوان (تفعيل توظيف التقنيات التكنولوجية في الممارسات الإدارية لمديري التعليم الأساسي) بمحافظة الداخلية بسلطنة عمان، وجاءت عنوان الورقة الثانية حول صعوبات المتابعة الإشرافية الإلكترونية من وجهة نظر المشرفين التربويين بسلطنة عمان قدمها أفلح بن أحمد الكندي، والورقة الثالثة بعنوان (معوقات تطبيق المعلمين لبرنامج أنتل للتعليم في العملية التعليمية بسلطنة عمان) قدمها علي بن سعيد المطري، والورقة الرابعة بعنوان (دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز أبعاد المواطنة لدى الشباب) بسلطنة عمان قدمها حميد بن مسلم السعيدي، والورقة الخامسة بعنوان (تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على حقوق الإنسان) قدمها خلفان بن صالح الناصري، والورقة السادسة بعنوان (مدى تطبيق معلمي التعليم ما بعد الأساسي لأساليب حماية الهوية وقيم المواطنة من تأثير التقنيات الحديثة لدى الناشئة في سلطنة عمان) للدكتور أحمد الربعاني، والورقة السابعة حملت عنوان (تجويد العملية التعلمية في مؤسسات التعليم بسلطنة عمان من خلال الحوسبة السحابية) للأستاذ محمد بن حمد الندابي، والورقة التاسعة بعنوان (توظيف أبعاد التكنولوجيا الإدارية في مراحل الاعتماد المدرسي) قدمها كل من الدكتور محمد لاشين والدكتور راشد الفهدي، فيما تناولت الورقة العاشرة فاعلية برنامج المحاكاة الحاسوبية (LEEM) في تنمية المعرفة المناخية لدى طالبات الصف الثامن الأساسي واتجاهاتهن نحو علم المناخ قدمها كل من هدى الدايرية والدكتور أحمد الربعاني.