صحافة

جوان: ماذا حصلت إيران من الاتفاق النووي؟

17 ديسمبر 2017
17 ديسمبر 2017

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (جوان) تحليلًا جاء فيه: منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) في يوليو 2015 والذي دخل حيّز التنفيذ في يناير 2016 كثرت التساؤلات بشأن المنافع التي حققتها طهران من هذا الاتفاق خصوصًا بعد تلكؤ تنفيذ البنود الخاصة برفع الحظر المفروض على إيران بسبب الخلافات مع أمريكا وتحديدًا بشأن ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية وغيره من الملفات.

وقالت الصحيفة: إن الاتفاق النووي نصّ على حق إيران في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية مقابل تعهدها بخفض نسبة تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في منشآتها النووية وأمور أخرى، الأمر الذي أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام طهران به، إلّا أن الحظر مازال قائمًا على إيران، وهذا يخالف نص الاتفاق مهما كانت الدواعي والذرائع التي تسوقها أمريكا ومعها بعض الدول الغربية لهذا الغرض.

وتابعت الصحيفة: يبدو أن المحصلة الأساسية للاتفاق النووي وبعد مرور نحو عامين ونصف العام على إقراره لا تتعدى الاعتراف بحق إيران في حيازة التقنية النووية السلمية، لكنه في الوقت نفسه لعب دورًا مهمًا في نزع فتيل الأزمة التي كانت متأججة بين طهران من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة ثانية قبل إبرام الاتفاق والتي كادت أن تشعل حربًا لا يمكن التكهن بتداعياتها في حال فشلت المفاوضات الماراثونية التي أجريت بين الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.

وألقت الصحيفة باللوم على الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التي لم تتمكن من إقناع واشنطن بضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق النووي، لكنها أشادت في الوقت ذاته بصلابة موقف منسقة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي (فيدريكا موغريني) التي أكدت مرارًا حرصها على تنفيذ الاتفاق باعتباره وثيقة دولية حازت على تأييد مجلس الأمن الدولي وساهمت في تهيئة الأرضية لإعادة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومهدت السبيل لإقرار اتفاقيات مماثلة من شأنها أن تسهم في تسوية الأزمات الأخرى العالقة في المنطقة والعالم.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الاتفاق النووي قد وضع الإدارة الأمريكية في زاوية حرجة بعد رفضها مواصلة التمسك بهذا الاتفاق بحجة عدم قدرته على تحقيق مصالح أمريكا، ووصل الأمر بالرئيس ترامب إلى التهديد بتمزيق الاتفاق، معتبرة هذا التحول بالموقف الأمريكي بأنه صبّ في صالح إيران سياسياً لأنه يؤكد استعدادها على مواصلة تنفيذ تعهداتها تحت نظر مفتشي الوكالة الدولية في حين تثير واشنطن قضايا لا علاقة لها بالاتفاق النووي كقضية التجارب الصاروخية الباليستية التي أجاز قرار مجلس الأمن الدولي 2231 لإيران القيام بها شريطة ألا تكون الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما تؤكد إيران الالتزام به، كما لم تقدم أي جهة دولية محايدة انتقادًا لطهران في هذا المجال.