المدينة اللوجستية تخطط لإنشاء مستودعات جمركية في صحار والدقم وصلالة

محطة مسقط للحاويات نموذج ناجح لإدارة القطاع الخاص للموانئ البرية -

كتب: حمود المحرزي -

كشفت شركة المدينة للخدمات اللوجستية أنها تخطط للتوسع والاستثمار في إنشاء موانئ برية ومستودعات جمركية جديدة في مختلف محافظات السلطنة لتعزز دورها الريادي في قطاع الخدمات اللوجستية.

وأكد اللواء ركن متقاعد حسن إحسان نصيب رئيس مجلس إدارة شركة المدينة للخدمات اللوجستية ومحطة مسقط للحاويات ان الحكومة تولي أهمية كبرى بتطوير القطاع اللوجستي والبنى الأساسية المرتبطة بهذا القطاع الواعد وتقوم الشركات اللوجستية بدور محوري لزيادة الاستثمارات والأصول لتواكب تطلعات الحكومة لزيادة مساهمة القطاع في القدرة التنافسية وتسهيل التجارة وخلق فرص عمل إضافية، مشيرا إلى أن الشركة تسعى خلال الفترة المقبلة زيادة استثماراتها وتوسعها في المحافظات والمناطق الاقتصادية المختلفة.

وقال محمود سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة للخدمات اللوجستية ومحطة مسقط للحاويات إن الاهتمام الحكومي الكبير بدعم القطاع اللوجستي واعتباره إحدى الركائز الأساسية للنمو والتنويع الاقتصادي أدى الى زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص، مشيرا الى انه بعد النجاح الذي حققته الشركة من خلال الميناء البري الحالي “محطة مسقط للحاويات” تسعى الشركة إلى إقامة محطات ومستودعات أخرى حيث سيشهد العام القادم إنشاء مستودعات جمركية بالقرب ميناء صحار وآخر بميناء الدقم، كما تتضمن الخطط المستقبلية إقامة مستودع جمركي بصلالة.

قطاع جاذب للشباب

وأضاف الرئيس التنفيذي لمحطة مسقط للحاويات في حديث لـ عمان الاقتصادي أن القطاع اللوجستي يمثل أهمية كبيرة للسلطنة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل بعد أن اكتملت البنية الأساسية المتمثلة في الموانئ المتطورة والمناطق الحرة التي تستوعب كثيرا من الصناعات، مؤكدا قدرة هذا القطاع على استيعاب أعداد كبيرة من القوى العاملة الوطنية، وهناك عديد من المتغيرات الإيجابية السريعة التي يشهدها القطاع.

وفضلا عن النمو الملحوظ خلال الفترة الأخيرة فإن قطاع اللوجستيات اصبح يعتمد على التقنيات الحديثة وهذا في حد ذاته يعتبر عامل جذب مهما للشباب للعمل فيه ووضعت الحكومة، من خلال مجموعة آسياد، برامج دراسية وتدريبية لتأهيل للشباب تتوافق مع احتياجات القطاع.

وأوضح البلوشي أن إمكانيات النمو وفرص الاستثمار المتاحة في هذا القطاع تمكنه من تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية بعيدة المدى والتي تطمح إلى أن تكون مساهمة القطاع في الناتج المحلي نحو 14 مليار ريال، وان يوفر فرص عمل للشباب تقدر بـ 300 ألف بحلول عام 2040.

وقال انه يعمل في محطة مسقط للحاويات حاليا قرابة 100 موظف وتبلغ نسبة التعمين 55% وهي نسبة جيدة للغاية، وتعمل الشركة على مواصلة رفع هذه النسبة. مشيرا الى انه في إطار قرار مجلس الوزراء بتوظيف 25 ألف من المواطنين في مختلف مؤسسات الدولة العامة وفي القطاع الخاص بدءا من شهر ديسمبر الجاري فإن محطة مسقط للحاويات تعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة النقل والاتصالات ووزارة القوى العاملة لوضع خطة للتوظيف وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب العماني، والى جانب ما توفره المحطة من فرص عمل فإنها هيأت الوضع لتوفير أعمال مكملة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تتواجد في المحطة بعض هذه المؤسسات لتخليص معاملات الشحن والإجراءات الجمركية إضافة إلى خدمات النقل.

نقلة نوعية

وأوضح الرئيس التنفيذي أن محطة مسقط الحاويات التابعة لشركة المدينة اللوجستية بدأت أعمالها في عام 2009 وتستقبل المحطة يوميا عشرات الحاويات من البضائع التي في طريقها للتصدير أو تلك الواردة للسوق المحلي عبر الموانئ والمنافذ البرية من مختلف دول العالم وبذلك يكون أول مشروع متكامل في القطاع اللوجستي يديره القطاع الخاص.

وقد حقق المشروع نقلة نوعية في أعماله بعد تحويل الأنشطة التجارية من ميناء السلطان قابوس الى ميناء صحار حيث توسع بإضافة خدمات الحاويات المجزأة والكاملة وإدخال مختلف الأنظمة الحديثة في المناولة وتخليص الإجراءات الجمركية والشحن. ويستقبل الميناء البري شهريا قرابة 500 حاوية مجزأة وكاملة سواء المستوردة او تلك التي في طريقها للتصدير أو إعادة التصدير وغالبية الحاويات التي يتم تصديرها تحتوي على المنتجات السمكية والمنتجات الغذائية والتمور بالتنسيق مع المختصين بوزارة الزراعة والثروة السمكية، ولدى الميناء القدرة على تخزين الحاويات الفارغة والتعامل مع الحاويات المفتوحة من الأعلى والمبردة وغيرها من أنواع الحاويات.

وتصل طاقة التخزين في المحطة إلى أكثر من 20 الف طن من مختلف البضائع. حيث توجد مخازن تتناسب مع مختلف البضائع بعد ان تم تجهيزها بأحدث التقنيات ووفق المعايير الفنية للتخزين ومتطلبات البضائع بما فيها مخازن مبردة وأخرى مجمدة بدرجات متفاوتة.

توظيف التقنية

وأضاف أنه سعيا إلى تسهيل إجراءات التصدير والاستيراد توظف محطة الحاويات أحدث التقنيات لضمان الجودة وسرعة التخليص فيما يتعلق بالمناولة والتخزين ويستخدم الميناء البري نظاما آليا تم ربطه مع وكالات الشحن البحرية وكذلك بأصحاب البضائع المصدرين والموردين حيث يمكنهم متابعة حركة بضائعهم عبر هذا النظام، كما تم إنشاء محطة واحدة للخدمات يتواجد فيها ممثلون للجهات الحكومية ذات العلاقة منها الإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية، ووزارات الزراعة والثروة السمكية والصحة والبيئة والشؤون المناخية، الصحة ، كما نأمل ان تشمل خدمات غرفة تجارة وصناعة عمان فيما يتعلق بإصدار شهادات التصدير.

وتأسست شركة المدينة للخدمات اللوجستية عام 2007م تماشيا مع التطور الذي تشهده السلطنة في كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية، ومواكبة للطلب المتنامي على المنتجات والخدمات اللوجستية، حيث تقدم خدمات ومنتجات لوجستية مبتكرة وحلولا ذات قيمة مضافة ومهنية عالية، وتضع المعايير الدولية كمقياس أساسي لتطوير وتقديم خدماتها اللوجستية بحيث تكون مواكبة مع أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في قطاع الخدمات اللوجستية.

وتمثلت رؤية شركة المدينة اللوجستية في إنشاء محطة قريبة من محافظة مسقط لتسهيل وتشجيع التصدير والاستيراد من خلال ميناء صحار وغيرها من الموانئ والمنافذ الجمركية، وقد أسهمت الإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية بشكل كبير في تجسيد تلك الرؤية إيمانا منها بأهمية التكامل مع القطاع الخاص لتحقيق رؤية السلطنة وهي تتجه نحو التميز وتطوير الخدمات اللوجستية وزيادة التنافسية كموقع لوجستي مهم وحيوي بما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في البلاد.

ولا تقتصر أعمال محطة الحاويات على مجرد استقبال الحاويات وشحنها أو تخزينها ولكنها تتولى تخليص كافة الإجراءات المتعلقة بالاستيراد والتصدير والشحن من خلال تواجد ممثلين لكافة المؤسسات الحكومية ذات العلاقة.

توفير كافة المتطلبات

وأوضح الرئيس التنفيذي لمحطة مسقط للحاويات أن الشركة بالتعاون والتنسيق مع وزارة النقل والاتصالات ووزارة التجارة والصناعة والإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية وميناء صحار قامت بتدشين خدمات محطة مسقط للحاويات في عام 2009، ودشن العمل في خدمة الحاويات المجزأة في نوفمبر من 2014 م بعد نقل الأنشطة التجارية من ميناء السلطان قابوس إلى ميناء صحار، وتم إنشاء قاعة للمراجعين بنظام المحطة الواحدة وتجهيزها بكافة المتطلبات للتعامل مع الحاويات والمراجعين وتسليم بضائع الحاويات المجزأة بكل كفاءة واستطاعت الشركة بتعاون المختصين بالإدارة العامة للجمارك ضمان انسيابية حركة تداول الحاويات بين صحار ومسقط وباقي المحافظات والولايات.

وأكد محمود سخي أنه مع تنامي حجم الأعمال واتساع نطاقها فإن الحاجة أصبحت ملحة من قبل العملاء للبحث عن حلول تساهم في دعم وتنمية أعمالهم الأساسية بما يحقق القدرة على المنافسة وخفض المصروفات وفي محطة مسقط للحاويات نقدم الحلول اللوجستية المتكاملة من خلال خدمات التخزين وإدارة المخزون والتوزيع وبفضل الخبرات والتقنيات والبنى الأساسية المتكاملة، وقد تمكنت محطة الحاويات أن تكون رائدة ومتخصصة في تقديم الخدمات اللوجستية كطرف ثالث في السلطنة ومكنتها من تقديم تلك الخدمات بأعلى المعايير العالمية.

خدمات لوجستية

تتمثل الخدمات التي يقدمها الميناء البري في التخليص والتفتيش الجمركي للحاويات المجزأة والكاملة ومناولة بضائع الحاويات المجزأة والكاملة وتبخير المواد الغذائية والزراعية الخاضعة للتبخير وإعادة شحن وتصدير الحاويات والتمثيل التجاري لإعادة التصدير وشحن وإعادة تصدير البضائع العابرة والتخليص الجمركي وتجهيز مستندات إعادة التصدير والحجر البيطري والزراعي والصحي وتخزين الحاويات الفارغة وتفريغ الحاويات ونقل البضائع ذات الأحجام المختلفة ومناولة الحاويات المبردة ما يحافظ على جودة سلسلة التوريدات وزيادة القيمة المضافة للبضائع، كما تم تزويد المحطة بمتطلبات الأمن والسلامة ومرافق تخزين الحاويات والرافعات. ويعتبر مركز التوزيع بالمحطة أول مركز في السلطنة مجهز بأحدث وأفضل الأنظمة العالمية والبنى والمرافق الأساسية المتكاملة في مجال إدارة المخازن والمخزون والتوزيع والمركز مصمم لتوفير مخازن متنوعة لمختلف درجات الحرارة تصل إلى ما دون 25- درجة مئوية لتوفير أعلى درجات الجودة ويقدم المركز إلى جانب التخزين العديد من الخدمات المضافة، ومركز التوزيع أول مركز معتمد وحاصل على شهادة الأيزو 22000 في مجال صحة وسلامة الغذاء في السلطنة.

منصة واحدة للمعاملات

وتتضمن المحطة الواحدة المتوفرة في الميناء البري مكاتب للمختصين بالإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية لتقديم خدمات التخليص والتفتيش الجمركي ومكاتب للوزارات المعنية مثل وزارة الزراعة والثروة السمكية لتقديم الخدمات البيطرية والزراعية ووزارة الصحة لتقديم خدمات الإفراج الصحي ووزارة البيئة والشؤون المناخية لتقديم خدمات الإفراج وإصدار ومعاينة المواد الكيميائية وتقدم هذه الجهات جميع الخدمات من خلال قاعة للمراجعين بنظام المحطة الواحدة مزود بكافة التجهيزات وتخصيص منطقة تخزينية خاصة للبضاعة المجزأة مع معدات خاصة للمناولة وبوابات خاصة لدخول وخروج الشاحنات والمراجعين وتركيب نظام حاسب آلي خاص لمتابعة استلام وتخزين وتسليم البضاعة حسب النوع والمواصفات بأعلى درجات الجودة وتوفير شبكة متصلة بنظام الحاسب الآلي مع شركات الشحن والملاحة لتوفير معلومات دقيقة وفورية وإضافة شبكة خاصة لكاميرات المراقبة للبضاعة المجزأة و تجهيز أسطول خاص من الشاحنات المزودة بأحدث أنظمة الجي بي إس لنقل الإرساليات من وإلى ميناء صحار.

ومع وجود ممثلين للجهات الحكومية ذات العلاقة فإن متوسط إنجاز المعاملة في المحطة واستلام البضائع هو 30 دقيقة.

فرص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

أولت محطة مسقط للحاويات اهتماما كبيرا بتوفير فرص عمل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي بدورها تقوم بأعمال ثانوية مساعدة وذلك في إطار دعمها لهذه الشريحة من المؤسسات. وقال خليل بن خلف العامري، صاحب مؤسسة صغيرة، انه يعمل في محطة مسقط للحاويات منذ عامين ولديه مؤسسة يقدم من خلالها خدمات لمساعدة المصدرين والموردين على حد سواء بإنهاء معاملاتهم المتعلقة بالتخليص الجمركي والشحن وغيرها مما تتطلبه البضائع. ويصف العمل مع محطة مسقط بأنه جيد ويعتبره فرصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشيرا الى ان ذلك يعد نموذجا لما ينبغي أن تفعله الشركات الكبيرة في دعم رواد الأعمال.