1194907
1194907
المنوعات

تسليط الضوء على أدب شاعر الجوف المر الحضرمي في الذكرى المئوية لرحيله

16 ديسمبر 2017
16 ديسمبر 2017

في ندوة احتضنها مركز نزوى الثقافي -

نزوى - أحمد الكندي -

أحيا مركز نزوى الثقافي وبالتعاون مع مكتبة الإمام جابر بن زيد العامة بقرية فرق بولاية نزوى، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري بولاية الحمراء الذكرى السنوية الأولى لوفاة شاعر الجوف الشاعر الأديب الشيخ المر بن سالم الحضرمي حيث أقيمت ندوة ثقافية أدبية متنوعة لتسليط الضوء على أدب الشاعر والمشروع البحثي عن سيرته وأشعاره برعاية معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة وبحضور سعادة الدكتور الشيخ خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية وعدد من أصحاب السعادة وجمع من المثقفين والأدباء والحضور.

في بداية الأمسية ألقى سالم بن أحمد بن مطر الحضرمي كلمة اللجنة المنظّمة أشار فيه إلى أن هذه الأمسية ليست ككل الأمسيات حيث تتنوع مضامينها بين المعلومة والعرض والشعر والإنشاد بالإضافة إلى الأوراق العلمية التي شارك بها كتّاب سبروا أغوار التاريخ وقلّبوا صفحات المجد ودققوا ومحّصوا الكتب والمخطوطات ليخرجوا لنا شيئا من مكنونات شاعر الجوف وفريد خزائنه وعجائب أسراره، كما حرصت اللجنة على استقطاب أصوات شجية، ومشاهير ذاع صيتهم على الساحة العمانية، ليعطوا هذه الأمسية نكهة إضافية بلمسة شعرية وهمسة أدبية.

وأشاد الحضرمي بالدور الملقى والمطلوب من المراكز الثقافية والمكتبات الأهلية والمتمثل في إحياء مكنونات هذا التراث ونقله عبر الأجيال المتعاقبة وتفعيل دور المكتبات في المجتمع ولذلك حرص منظمو هذه الأمسية والمتمثل في المركز الثقافي بنزوى ومكتبة الإمام جابر بن زيد العامة بفرق بولاية نزوى ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري بولاية الحمراء على السعي نحو تحقيق هذه الأهداف.

بعد ذلك تابع الحضور الفيلم الوثائقي عن حياة الشاعر الكبير الشيخ الأديب المر بن سالم بن سعيد الحضرمي الملقب بـ(شاعر الجوف) حيث جاءت نسبته إلى أرض الجوف محافظة الداخلية فقد ولد في بلدة فرق بمحلة المصيرجة عام 1238 هجرية 1823 للميلاد وتوفي عام 1336 هجرية 1917 ميلادية حيث نبغ في علوم العربية وعمل مدرسا في بلدة فرق واتسمت إنتاجاته الشعرية بقوة وجزالة المعاني وما يمتاز به من بديع فنون النظم والقوافي.

أوراق العمل

تضمنت الأمسية ثلاث أوراق عمل بدأت بالورقة الأولى التي قدمها الشاعر أحمد بن هلال العبري وحملت موضوع «مدخلا وصفيا لشعر شاعر الجوف ومدى حضور المكان في شعره» وذلك في محورين تناول المحور الأول وصفا عاما لقصائد المر الحضرمي التي تحتاج إلى دراسة فنية موسعة مشيرا إلى أن الأحداث التي عاصرها الشاعر قد أثّرت في شعره ويتجلى ذلك في التنوع الذي شهدته القصائد من جهة، والوصف الدقيق الذي سجل به أحداثا عديدة ومناسبات كثيرة من جهة أخرى، كما أن تفاعل الشاعر مع الأحداث وتنقله بين البلدان وتواصله مع شخصيات عديدة مثل السلاطين والأئمة والشيوخ والعلماء والولاة جعله يبسط من خلال شعره مسيرة حياته وتفاعله مع الأحداث بصورة وجدانية حفظت لنا بعض ملامح حياته وملامح المجتمع والمكان، وقال: إن شعر المر الحضرمي يحتاج لدراسة فنية موسعة، وقد قام الباحث مصطفى بن زاهر الحضرمي بجهد مشكور في جمع عدد كبير من قصائد الشاعر وإخراجها في بحث (غير منشور) تعتمد الورقة عليه في العديد من الجوانب لقلة الدراسات المقدمة عن شعر الشاعر، فتقدم ورقتنا هذه حصرا للقصائد وأغراضها وقوافيها وبحورها وخصائصها العامة وتواريخها والشخصيات الواردة فيها، فيما تناول المحور الثاني فنيات حضور المكان في شعر الحضرمي حيث أشار العبري إلى أنه يغلب على شعر المر الحضرمي قصائد المدح والفتوحات وبعض الأحداث الواقعة في محيطه، ويظهر المكان بصورة جلية في الكثير من قصائد الشاعر، لذا ستتناول الورقة المظاهر الفنية لحضور المكان، مع الاستشهاد بأمثلة من بعض القصائد، في سياق تقديم صورة مبسطة وغير معمقة لهذا الجانب.

وتناولت الورقة الثانية «الجانب السلوكي عند شاعر الجوف» وقدّمها الدكتور عبدالله بن سليمان الكندي حيث تناول ترجمة عن الشاعر والعصر الذي عايشه حيث تفنن شاعر الجوف في رصانة شعرية، وأبرز لنا مجموعة من الشخصيات من حكام وعلماء، وأبدع في مديحه ورثائه وما أنتج من قصيد كقصيدة التوبة وغيرها.

وأضاف الكندي: كذلك نــجد أن العصر الذي عايشه ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، بجانب ما أسعفنا به أحفاده من أدبه وما قدمه مصطفى الحضرمي من محاولة جادة في إخراج ديوان شاعر الجوف (غير منشور) سيكون مهما للباحثين والمهتمين مستقبلا بإذن الله، كما ذكر أسماء لأعلام معاصرين له ومتقدمين عليه، منهم أخو الشاعر ناصر بن سالم والإمام نور الدين وابن شيخان السالمي وغيرهم باختصار، وتطرّق في بحثه إلى مبحثين الأول تحدث عن «مكانة الشيخ المر والحصيلة العلمية»، من خلال ما بقي من حفظ الأحفاد والمخطوطات والكتب المطبوعة، ومكان وجود القصيد، وقيامه بالتدريس وإدراك «العبريين» لمكانة شاعرنا العلمية، وهو ما جعل ثناء الشاعر عاطرا، ورثاء مرا لشخصيات من قبيلة العبريين، أما المبحث الثاني فهو الأوسع فقد تناول «الجانب السلوكي في شعر المر»، وفيه الكلام حول قصيدة التوبة وغيرها، حيث القصائد التي تعنى بالسلوك والمصادر، وتلمس الظواهر المهمة من القصائد من خلال «المنهج التحليلي» للمصادر والأعلام والأحداث بإيجاز، أما الورقة الثالثة فقدمها الباحث خلفان بن سالم البوسعيدي المشرف التربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية تناولت «النتاج الشعري في المخطوطات والوثائق لشاعر الجوف» من خلال تقصِّي قصائد الشيخ الشاعر الفصيح المر بن سالم الحضرمي، وذلك عبر المكتبات المختلفة كمكتبة وزارة التراث والثقافة ومكتبة الإمام نور الدين السالمي وغيرها من المكتبات العامة والخاصة التي تضمُ كنوزا من قصائده الفائقة، كما أبرزت الورقة المقارنة بين أبيات القصيدة الواحدة من خلال مضانها ومصادرها المختلفة وكشفت عن أهم الوثائق التاريخية التي تحمل في طياتها بعضا من أشعاره العذبة الرائقة التي فاضت بها لسانه.

المشروع البحثي

كما عرض الباحث مصطفى بن زاهر الحضرمي مشروعه البحثي بعنوان «تحقيق ودراسة قصائد شاعر الجوف» والذي تضمن ثلاثة محاور تناول في الأول قصائد شاعر الجوف (الأهداف والأغراض الشعرية فيها والمنهجية المتبعة في عرضها) والمحور الثاني الخصائص الشعرية والموضوعية للقصيدة عند الشاعر بينما تناول المحور الثالث التصور المستقبلي للديوان ومراحله المنتهية والمتبقية قبل نشره، كما تخلل الأمسية مجموعة من القصائد الشعرية والأناشيد حيث ألقى الشاعر الدكتور هلال بن محمود البريدي قصيدة شعرية عن شاعر الجوف أبرز فيها مآثره وسيرته كما شارك المنشد بدر بن ناصر الحارثي وفرقته الإنشادية في تقديم نشيد من إحدى قصائد شاعر الجوف نالت استحسان الحضور، وفي ختام الأمسية قام معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني راعي المناسبة بتكريم المشاركين في تقديم أوراق العمل واللجان المنظمة للندوة.