«سترة» للإسعافات الأولية توجد حلولا ابتكارية لإنقاذ المصابين في الحوادث وتفادي المضاعفات

حقق المركز الثالث في جائزة الغرفة للابتكار -

كتبت – مُزنة الفهدية:-

كشف مجلس البحث العلمي عن مشروع «سترة» للإسعافات الأولية، الذي حقق المركز الثالث على مستوى السلطنة في جائزة الغرفة للابتكار، بهدف إيجاد حلول ابتكارية لإنقاذ المصابين في الحوادث المرورية وبطريقة سهلة يستطيع بها عامة الناس ومستخدمي الطريق استخدامها للمصابين والمحتجزين بالمركبات والمشتبه بإصابتهم في المحور الطولي للجسم، الذي يتمثل بمنطقة «العنق والظهر والعمود الفقري»، وتفادي أية مضاعفات متوقعة متمثلة بالنقل الخاطئ للمصابين مما يؤدي لتطور الحالة من خلال بتر النخاع الشوكي بالعنق،وبالتالي حدوث شلل للمصاب.

وقال صالح بن مبارك المطاعني، رئيس فريق المشروع الابتكاري: «جاءت فكرة مشروع سترة «all in one» من خلال ملاحظة الممارسات والسلوكيات الخاطئة لبعض مستخدمي الطريق والجمهور أثناء مواجهتهم للإصابات من الحوادث المرورية، التي تؤدي في غالبها لحدوث مضاعفات خطيرة للمصابين، أهمها احتمالية حدوث شلل للمصاب جراء النقل الخاطئ للمصاب.»

وأضاف المطاعني بادر الفريق على ابتكار فكرة تساهم بإنقاذ المصابين فور وقوع الحادث وبحيث تكون إحدى الحلول التي تساهم في التقليل من حدة تلك المضاعفات قبل تقديم المساعدة الإسعافية للمصاب، وقبل وصول الفريق الطبي المختص أو نقله لأقرب مؤسسة صحية، موضحا أن فريق أسعف التطوعي يشرف على المشروع الابتكاري، وهو فريق شبابي تطوعي يهدف إلى نشر ثقافة الإسعافات الأولية وبطرق إبداعية وابتكارية لكافة شرائح المجتمع، حيث استطاع الفريق تقديم صورة طيبة لآلية هذه الصورة التطوعية والتعامل بمنطقية عبر إطار الإسعافات الأولية.

مراحل التنفيذ

وعن مراحل التنفيذ قال المطاعني: شارك الفريق في جائزة الغرفة للابتكار التي تم الإعلان عنها في أبريل 2017م على مستوى محافظة جنوب الشرقية من خلال الملف الخاص بفكرة مشروع السترة، واشتمل المشروع على عمل استبانة إلكترونية لشرائح مختلفة من المجتمع نتج عنها إحصائيات وأرقام وضّحت غياب مفهوم التعامل الصحيح مع إصابات الحوادث المرورية خلال ابريل 2017م، وتم اختيار فكرة المشروع ضمن أفضل 80 مشروعا على مستوى محافظتي شمال وجنوب الشرقية، وتأهل الفريق ضمن أفضل 5 مشاريع ابتكارية على مستوى المحافظتين خلال شهر مايو 2017م من أجل الاستعداد والمنافسة للمرحلة الثانية من المسابقة في منتصف سبتمبر الماضي، وقد تكللت الجهود المبذولة بتحقيق الفريق المركز الأول بالمرحلة الثانية من الجائزة على مستوى المحافظتين بمنتصف سبتمبر ليتأهل للمنافسة على مستوى السلطنة خلال منتصف نوفمبر، واستطاع الفريق من خلالها تحقيق المركز الثالث على مستوى السلطنة لجائزة الغرفة للابتكار خلال منتصف نوفمبر 2017م.

منهجية العمل

وأوضح المطاعني أن المشروع مرّ بثلاث مراحل تنفيذية خلال جائزة الغرفة للابتكار، وهي: اعتماد التصور المبدئي للفكرة، والمشاركة بالمرحلة الأولى والثانية للمشروع للجائزة، وإضافة التحسينات الابتكارية على نموذج السترة لتصفيات المرحلة النهائية للمسابقة.

المرحلة الأولى

تم اعتماد التصور المبدئي لفكرة مشروع السترة، وتحديد فريق عمل فكرة مشروع السترة، ثم عمل استبانة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقياس المستوى المعرفي للشرائح المستهدفة في كيفية مواجهة الحوادث المرورية والإصابات المترتبة منها، إلى جانب اعتماد التصور المبدئي لفكرة السترة بحيث تكون فكرتها عبارة عن واجهتين أمامية وخلفية بحيث تكون الواجهة الأمامية بها 6 جيوب أمامية توجد بها أدوات للإسعافات الأولية، والواجهة الخلفية توجد بها ألواح للظهر ومثبت للرقبة تساهم في حماية المصاب، ومن ثم اختيار الفريق للمنافسة للمرحلة الأولى ضمن أفضل 20 مشروعا ابتكاريا على مستوى محافظتي شمال وجنوب الشرقية.

المرحلة الثانية

أما بالنسبة للمرحلة الثانية تم اختيار الفريق ضمن أفضل 20 فريقا للتنافس من أجل اختيار أفضل 5 مراكز على مستوى محافظتي شمال وجنوب الشرقية، واختيار الفريق ضمن أفضل 5 مشاريع للتنافس على المرحلة الثانية من الجائزة خلال شهر سبتمبر، واعتمد الفريق النموذج المبدئي للسترة، كما بادر الفريق إلى الاشتراك في مصنع الابتكار من أجل تحويل فكرة المشروع من الواقع النظري ليصبح نموذج فعلي للمنافسة على مستوى المرحلة الثانية للجائزة وتحقيق المركز الأول على مستوى محافظتي شمال وجنوب الشرقية.

المرحلة الثالثة

وشهدت المرحلة الثالثة من عمل المشروع الابتكاري إضافة التحسينات الابتكارية على نموذج السترة لتصفيات المرحلة النهائية للجائزة، وشملت التحسينات على فصل الواجهة الأمامية للسترة عن الواجهة الخلفية، وإضافة طبقة أخرى قبيل الواجهة الخلفية للسترة الهدف منها وضع الأحزمة التي تقوم بتطويق المحور العرضي للمصاب من الأمام وهي «الصدر والبطن والحوض»، واختيار مادة المطاط «خام السيلكون» لمثبت الرقبة وذلك بسبب مرونته ولأن المطاط يستخدم للأغراض الطبية، واختيار مادة الاكريلك لألواح الظهر التي تتميز بصلابتها ومرونتها لحماية ظهر المصاب أثناء نقله، بالإضافة إلى مشاركة الفريق بالتصفيات النهائية «المرحلة الثالثة» على مستوى السلطنة ضمن أفضل 14 مشروعا ابتكاريا، وتوج الفريق فيها بالمركز الثالث على مستوى السلطنة في الاحتفالية التي كانت تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي.

جوانب التطوير

وأشار المطاعني إلى التحسينات الابتكارية الجذرية لنموذج السترة بحيث ستتحول من فكرة الاستخدام اليدوي من خلال المسعفين ومستخدمي الطريق إلى ذاتية الاستخدام، من خلال وجودها كإحدى تقنيات الإنقاذ بالمركبات والحصول على براءة اختراع في المشروع، وهذه التقنية ستكون من خلال تواجد السترة بشكل يتناسب ويلائم المقاعد الأمامية لقائدي المركبات ومقتبسة من فكرة الوسائد الهوائية بحيث ستعمل السترة مباشرة فور وقوع الحادث المروري لحماية المصاب من خلال تقنية الاستشعار الحراري للمحور الطولي لجسم الإنسان «العنق والعمود الفقري» من أجل حماية المصاب.

فريق العمل

ويتكون فريق المشروع الابتكاري من صالح بن مبارك بن عبدالله المطاعني، رئيسا لفريق العمل، والمشرف على إعداد محتوى العرض المرئي، وأيضا القيام بأدوار المتابعة والتنسيق، وسالمة بنت مبارك بن سالم العلوية، عضوة ومقدمة للعروض المرئية خلال المراحل الثلاثة للجائزة، والمتابعة الفنية لمشروع السترة، وبشائر بنت سعيد بن هلال الداودية عضوة في الفريق، والمسؤولة عن الأمور اللوجستية والمالية لمشروع السترة، وخالد بن شغيل بن محيل المشايخي، وأروى بنت سالم بن حمد المعمرية، أعضاء بالفريق.