أفكار وآراء

استشراف المستقبل بين الواقع والطموح «2-2»

16 ديسمبر 2017
16 ديسمبر 2017

سالم بن سيف العبدلي -

[email protected] -

الجلسة الحوارية الثانية ركزت على موضوع مستقبل الطاقة والموارد والبيئة حيث قدم أحد الخبراء ورقة عمل مهمة حول مستقبل الطاقة والطاقة المتجددة ومن أبرز الأمور التي تناولتها الورقة والتي تداخل حولها عدد من المشاركين هو أن دول العالم سوف تعتمد في المستقبل على الطاقة النظيفة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

السلطنة حباها الله بهذين الموردين الطبيعيين فينبغي استغلالهما الاستغلال الأمثل في توليد الطاقة حيث إن النفط سوف لن يكون المصدر الرئيسي للطاقة لذا ينبغي من الآن الاهتمام بإنشاء محطات لوليد الطاقة وإن كانت هناك حاليا جهود تبذل حيث تم توقيع اتفاقية لإنشاء محطة ستكون الأولى على مستوى المنطقة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح ومحطة أخرى من الطاقة الشمسية إلا أنه خلال الفترة القادمة ينبغي تكثيف الجهود وحث القطاع الخاص لإقامة محطات تعتمد على الرياح أو الطاقة الشمسية في مختلف المحافظات.

الورقة الثانية كانت حول تحول الطاقة والبتروكيماويات وجاءت منسجمة مع الورقة الأولى والتي ركزت على أهمية الطاقة البديلة للنفط إلا ان هذه الورقة كانت تؤكد على أهمية الاستفادة من الصناعات التحويلية وصناعة البتروكيماويات، أما الورقة الثالثة في هذه الجلسة فقد ركزت على موضوع ندرة الموارد والبيئة حيث اكد المحاضر على أهمية البيئة وضرورة المحافظة عليها للأجيال الحالية والمستقبلية، وفي الحقيقة، السلطنة رائدة في هذا المجال وهناك جهود مضنية تبذل للمحافظة على البيئة وقوانين وتشريعات إلا أنها تحتاج الى مراجعة وتحديث بين الفترة والأخرى لكي تواكب التطورات.

استمر النقاش في اليوم الثاني من الملتقى بنفس الحماس والجدية وكان هناك نوع من الإيجابية والأمل لدى شباب الوطن في أن يروا عمان ماثلة أمامهم في عام 2040 وقد لبست اجمل حلة وسابقت الزمن في الوصول الى أعلى المراتب، والإيجابية في حد ذاتها عنصر أساسي من عناصر النجاح كما ان الطموح والأمل يعززان هذا النجاح.

كانت الجلسة الأولى مثرية للغاية حيث ركزت على موضوع المجتمع ومستقبل المدن والحوكمة وتم عرض ثلاث أوراق عمل، الأولى كانت بعنوان التغيرات الديموغرافية والاجتماعية وكان النقاش حول التركيبة السكانية والأوضاع الاجتماعية المتوقعة في السلطنة خلال المرحلة القادمة، بينما الورقة الثانية كانت تتحدث عن مستقبل المدن حيث عرضت نماذج لبعض المدن الذكية وكيف يتم استغلال المساحات الصغيرة داخل المدن في إنتاج بعض المحاصيل مع توفر كل سبل الراحة والمحافظة على البيئة وما هو التصور الذي يمكن ان تكون عليه المدينة، فيما يتعلق بالنقل والمواصلات ونقل وتبادل المعلومات.

الورقة الثالثة كانت حول مستقبل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني حيث ركزت الورقة على أهمية دور الحكومة في تقديم الخدمة الى المواطن والمقيم من خلال قيامه بالبحث عنها والذهاب إليها الى حكومة تقدم الخدمة للمجتمع من خلال الذهاب إليه وتتحول الحكومة الى حكومة ذكية وما يسمى بالحكومة الرشيقة المرنة التي تتكيف مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية

وفيما يخص الحكومة وهي قضية رئيسية تشغل صناع القرار في العديد من دول العالم خاصة بعد بروز قضايا الفساد والإجراءات التي اتخذتها الدول في سبيل مكافحة هذه الآفة فقد تم التركيز على حوكمة القطاع العام كما هو الحال بالنسبة للقطاع الخاص والذي اهتم مؤخرا بقضية الحكومة واصبح هناك إفصاح وشفافية ونشر للموازنات والحسابات الختامية بكافة تفاصيلها .

في مجمل القول، فإن الملتقى خرج بالعديد من الأفكار المهمة والوصفات التي ربما نعرفها جميعا حيث تم طرحها في العديد من المؤتمرات والندوات الخاصة والعامة وأثناء الإعداد للبرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي (تنفيذ) لعل من أهمها الاهتمام بتجويد التعليم وبناء العقول النيرة التي تستشرف المستقبل والتنويع الاقتصادي من خلال التركيز على قطاعات مهمة كالسياحة والخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية والأسماك.

مكافحة الفساد بكافة أنواعه وإيجاد حكومة رشيقة والاهتمام باقتصاد المعرفة واستخدام الطاقة النظيفة والبحث العلمي والابتكار وحوكمة القطاع العام من خلال إعادة هيكلة جميع المؤسسات وتحديد مهامها ومسؤولياتها بعناية وضخ دماء جديدة وإتاحة الفرصة للشباب الطموح لتنفيذ أفكارهم من أجل مواكبة عصر الثورة الصناعية الرابعة مع أهمية الحفاظ على الهوية العمانية الأصيلة كلها إجراءات مهمة وأساسية لاستشراف مستقبل السلطنة، وهذه الإجراءات تحتاج الى أدوات ووسائل للتنفيذ على أرض الواقع وتضحيات من قبل الجميع من اجل مستقبل مشرق لعمان.