1194080
1194080
عمان اليوم

نماذج تقهر المستحيل وتلهم ذوي الإعاقة بمواصلة العطاء وتحرير الطاقات

16 ديسمبر 2017
16 ديسمبر 2017

في اليوم العالمي لذوي الإعاقة -

مؤسس فريق همم: لا نكتفي بقبول المجتمع لنا.. نحن نهديه أفعالنا -

استطلاع: موزة الريسية - مارية البيمانية -

في الذكرى السنوية للاحتفال بأفراد ذوي الإعاقة الموافق 3 من ديسمبر تقف الشعوب المتحضرة على مسيرة نهضتها محصية حجم التسهيلات المتاحة لشريحة سكانية مهمة لاسيما وأنها تمثل فئة المبدعين والملهمين ذوي الطاقات النَّيرة. وقد تقرر أن يدور موضوع هذا العام «التحول نحو مجتمع مرن ومستدام للجميع»؛ حيث يتيح التحول نحو مجتمع مرن ومستدام للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة التصدي للتحديات من خلال تصميم وتطوير وتنفيذ حلول مبتكرة ومتاحة ميسورة التكلفة بين أصحاب المصالح والآخرين، ومُركزًا على ظروف التمكين لتغيرات وتحولات برنامج التنمية المستدامة 2030.

وفي السلطنة وصل مجموع ذوي الإعاقة وفقًا للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الذي أجرى عام 2010م إلى (62506) معوقين أي ما يشكل نسبة 3.2% من إجمالي السكان.

وتتنوع الإعاقات في السلطنة ما بين الجسدية والذهنية. في هذا الاستطلاع نأخذكم في جولة إلى أبرز إبداعات ذوي الإعاقة في بلادنا الحبيبة

معاذ آل عبدالسلام طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس من فئة ذوي الإعاقة ومؤسس فريق همم للإعاقة الحركية بالجامعة. عندما سألناه عن فكرة الفريق أجاب:

فريق هِمم أُسس ليكون المظلة التي تهتم بجميع أنشطة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية: الثقافية، الفنية، الاجتماعية، والرياضية وغيرها. يقدم الفريق عدة فعاليات خلال عام دراسي كامل تتنوع أهدافها لتحقق جملة البنود التي أسس لها الفريق وهي: توعية المجتمع بقدرات ومهارات ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقة الحركية بشكل خاص وإيجاد بيئة ملائمة لمشاركة المجتمع في جميع المجالات الممكنة والعمل على استقلالية المعوق في جميع نشاطاته الدراسية والمهنية .

كما يتم تطبيق هذه الأهداف من خلال الفعاليات ويتم تنفيذها في أطار الفريق وأعضائه المكونين من مختلف الفئات في الجامعة وأحيانًا بالتعاون مع جماعات الجامعة المختلفة.

مشيرا أن الإنجاز الأكبر للفريق هو القدرة على المشاركة في وضع سياسات تتعلق بالفئة التي يخدمها، والمشاركة في فعاليات تتعلق بأفراد ذوي الإعاقة وعن تأسيس الفريق تحدث أن الأمر كانا ضمن رؤية وأهداف الفريق، فالفريق تم إنشاؤه لخدمة فئة ذوي الإعاقة الحركية وقضاياها بشكل خاص من جميع النواحي. فمثلاً في الفعاليات التي ينظمها الفريق والتي تخرج للمجتمع الخارجي يتم إشراك الفئة في التخطيط والتنفيذ والتنظيم وحتى المشاركة في الأركان والمعارض فالفريق أولاً وآخر هو لخدمة فئة ذوي الإعاقة الحركية.

وعن مدى تقبل نشاطات ذوي الإعاقة في المجتمع ومقدار الدعم الذي يتلقاه الفريق قال لا يمكن القول أن المجتمع غير متقبل لنشاطات ذوي الإعاقة ولا العكس، فمدى التقبل يعتمد على درجة نشاطنا وطريقة وصولنا للمجتمع، وهذا ما نسعى له في الفريق من خلال محاولة الإتيان بأفكار مختلفة وطرق غير تقليدية. ولا نؤمن بفكرة أن نتردد على لسان المجتمع بمقدرة العطاء دون أن نحول نحن هذا القول إلى فعل.

أما بخصوص الدعم فالحمد لله الدعم موجود وملموس من الجامعة ومن المجتمع ومن القطاعين العام والخاص. ونواجه بعض التحديات من أجل النهوض بالفئة إلى مراحل متقدمة للوصول بها إلى غاية مرضية.

شهرة بطابع خاص

صوتها الجميل وإحساسها المرهف وحضورها اللبق في أغلب احتفالات البلاد والمناسبات المجتمعية أكسبتها محبة الناس وانفردت بشهرة لطيفة موضبة شخصيتها المرحة ذات الطابع الخاص. نور العمرية طالبة في جامعة السلطان قابوس في سنتها الدراسية الأولى، استعانت بالصوت لإيصال رسالتها للمجتمع وهو ما أنشدته في كلمات: لكل كفيف له حقوق وأول حقوقه له احترام.. وأنه وسط قلبه شعر وانه يستحق الاهتمام. وقبل أسابيع قليلة ماضية صدحت بأعذب كلمات حب الوطن في العيد الوطني 47 المجيد سألنا نور متى بدأت الإنشاد وبمن تأثرت؟ فقالت بدأت منذ الطفولة ولم أتأثر بأحد معين فأنا أستمع للكثيرين.

تنوعت أعمالك الإنشادية في مجالات عدة من يساعدك في اختيار الموضوعات؟ أجابت بالقول:

لا اطلب موضوعا محددا ولكن من مجموع الأعمال التي تطرح علي أنتقي منها وأعمل.

وعن الموازنة بين الإنشاد والدراسة قالت أحاول دائما الموازنة بين الجانبين ، ففي أيام المدرسة كنت أحيانا أضطر إلى رفض بعض الأعمال حرصًا على دراستي كي لا يتأثر مستواي الدراسي، والآن أنا مستجدة في جامعة السلطان قابوس وشاركت في بعض الأمسيات ولا يوجد تفريط في الدراسة ولله الحمد.

وعن نشيد (نبض السلام) تحدثت قائلة نشيد نبض السلام عمل وطني تبنته شركة الروح المبدعة من فكرة وكلمات علي النجار، حقيقة أضاف لمسيرتي الإنشادية بمعرفة الناس عني أكثر والحمد لله لاقى نجاح كثير من خلال المشاهدات الكبيرة على اليوتيوب متخطيًا ١٠٠ ألف مشاهدة وإنما أفخر به كونه عمل وطني.

وأضافت : موهبتي بشكل عام مُحملة بالرسالة، في كل عمل أحاول إيصال رسالة ذات معنى وهدف. وأنشدت مرة أنشودة للكفيف وأخرى أنشودة شكر لشركة إشراقة لدعمها لمعهد عمر بن الخطاب بأجهزة برايل سنس. وقالت عن سؤالنا لها أين ستكون بعد خمسة أعوام أنها بعد خمس سنوات في مجال الإنشاد حقيقة لم أرسم خطة، ولكن في مجال الدراسة حلمي بشغل وظيفة تناسب طموحي.

المذيع العربي الأصم الأول

سلطان بن ناصر العامري المذيع العربي الأصم الأول الذي غير النمطية القديمة عن قدرات أفراد ذوي الإعاقة السمعية و الحائز على جوائز عدة جاء آخرها تكريم من قبل لجنة المؤتمر العربي الدولي الأول للحقوق الثقافية والرياضية لذوي الإعاقة في تونس وهو رئيس الجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية تحدث قائلا :

تأسست الجمعية في عام 2013م وتوليت رئاسة مجلس إدارتها في عام 2015م، حيث تسعى إلى رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في السلطنة ورفع وعي المجتمع بقضاياهم ودمجهم فيه من خلال نشر ثقافة تعلم لغة الإشارة وتعريف الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية بحقوقهم وواجباتهم وإطلاق طاقاتهم و قدراتهم وتمكينهم من القيام بدورهم تجاه وطنهم.

مضيفا أن الإعلام مفتاح بداية لآفاق جديدة وباب خير لجميع الصمّ في المجتمع وقد أثبتنا من خلاله أن كل شخص قادر على تحقيق المستحيل. بدأت الإعلام بخطوة وأثمرت فِيَّ الكثير، فالتحدي الكبير وبعزيمتي اجتزت الكثير.

وبداية كانت المقابلات ترتكز على الأشخاص الصمّ وأغلب الضيوف من هذه الفئة، سعيًا منا لغرس روح العزيمة في الصم بالظهور على شاشة التلفاز. وعمدنا للنقل المباشر لكل حلقة ولعل هذا ما أبهر الجميع لوجود الصم في مجال الإعلام. تنوعت المحاور وتنوعت تباعا الأفكار وطريقة الطرح في برنامج قهوة الصباح. فمن هذا المنبر توسع فكر المجتمع عن الصمّ فكان الإعلام الصوت الوحيد القادر على إيصال أفكارنا.

وبعد نجاح مشروع معهد التواصل للتدريب- الذي يعمل على إدماج المجتمع في عالم الأشخاص الصم بالتواصل، وتعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية والأسوياء لغة الإشارة وتنمية قدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية علميًا وثقافيًا، وتطوير مهارات النطق التي تساعد في النمو العقلي والتواصل اللغو- خرجنا دفعات من المترجمين العمانيين، وبهذا انتشر الوعي في المجتمع بأهمية تعلم لغة الإشارة، إذ أنها وسيلة تواصل الأصم مع مجتمعه.

مواصلا حديثه عن المعهد بالقول: نُعلم لغة الإشارة في عدة مستويات وهيه المستويات الخمسة في مدة تدريب لـ 6 أشهر التي تؤهل الشخص ليصبح مترجم، ففي هذه المدة يتعلم أساسيات اللغة. وبالإمكان لكل شخص أنّ يصبح ملمًا بلغة الإشارة إذا امتلك الرغبة أن يكون سفيرًا مع الصمّ في جميع أنشطتهم وبرامجهم.