1194365
1194365
العرب والعالم

مقتل 28 من «أنصار الله» في غارات للتحالف جنوب «الحديدة»

15 ديسمبر 2017
15 ديسمبر 2017

الأمم المتحدة: ثلث المحافظات اليمنية مهدّدة بالمجاعة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - (أ ف ب):-

أعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل 28 من مقاتلي أنصار الله في غارات شنها التحالف العسكري بقيادة السعودية امس وأمس الأول واستهدفت مواقع لأنصار الله جنوب مدينة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضحت المصادر الأمنية المقربة من أنصار الله لوكالة فرانس برس ان المواقع المستهدفة تقع في بلدات الجراحي وزبيد وحيس والدرهمي والتحيتا الخاضعة جميعها لسيطرة انصار الله على بعد نحو 70 كلم جنوب مدينة الحديدة.

وأفادت المصادر الطبية في الحديدة من جهتها ان جثث 28 قتيلا من أنصار الله قضوا في الغارات، و17 مقاتلا آخر أصيبوا في الغارات ذاتها، نقلوا خلال اليومين الماضيين الى مستشفيين في المدينة المطلة على البحر الاحمر.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين أنصار الله والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي انصار الله في سبتمبر من العام نفسه.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن انصار الله من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وفي الرابع من ديسمبر قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي أنصار الله بعد أيام على انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما قامت القوات الحكومية على اثر ذلك بإطلاق حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

وتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تضم ميناء يشكل نقطة رئيسية لوصول المساعدات الإنسانية. وذكرت المصادر الأمنية ان مواجهات جديدة دارت امس عند أطراف بلدتي حيس والتحيتا في محاولة جديدة من القوات الحكومية لاقتحامهما والتقدم نحو الحديدة.

وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ مارس 2015 وإصابة عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.

وتوقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق اللاجئين امس موجات نزوح كبيرة من الحديدة والمناطق القريبة منها بسبب المعارك. وقالت في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انها بدأت تقدم مساعدات طارئة لمئات العائلات التي نزحت من هذه المناطق في الأيام الأخيرة. وأشارت الى أن الحصار المفروض على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة أنصار الله، حال دون إدخال مساعدات جديدة يمكن ان تستفيد منها نحو 20 ألف عائلة، وان المفوضية اضطرت الى اعادة توجيه السفن التي تحمل هذه المساعدات الى مدينة عدن الجنوبية، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن خطر المجاعة يهدّد ثلث المحافظات اليمنية، والتي يقيم بها 10.4 مليون شخص.

وقال نائب المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن أولئك الملايين لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم المقبلة، بما يعرّضهم لخطر سوء التغذية والإصابة بالأمراض. وأضاف في المؤتمر الصحفي اليومي «يشعر زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني بالقلق إزاء العدد المتزايد من المحافظات اليمنية المعرّضة لخطر الانزلاق إلى المجاعة، فيما يتدهور الوضع بسرعة. ويفاقم هذا التدهور، استمرار الصراع ومحدودية الواردات من السلع المهمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة، وعدم دفع الرواتب، وانهيار الخدمات الأساسية وخاصةً المتعلّقة بالصحة والمياه والصرف الصحي»، وأضاف حق أن احتمالات وفاة الأطفال المصابين بسوء التغذية، يزداد بمقدار تسع مرّات.

وجدّد حق دعوة التحالف بقيادة السعودية للإسراع بتوصيل واردات الغذاء والوقود التجارية إلى ميناءي الحديدة والصليف.

ومنذ بداية الإغلاق المفروض على موانئ اليمن في السادس من الشهر الماضي، لم يصدر التحالف تصاريح بدخول الواردات التجارية من الوقود إلى الحديدة.

وقد خفّفت القيود في الـ 26 من نوفمبر، فأنزلت خمس سفن تجارية تحمل 116 ألف طن متري من البضائع حمولتها في الحديدة والصليف. وتفي تلك الكمية بثلث المتطلّبات الغذائية في اليمن. وألغت ست سفن تجارية طلباتها للدخول إلى الحديدة والصليف بسبب طول فترة الانتظار.