saif-al-f
saif-al-f
أعمدة

لقاء الأسبوع :«محمد» نهج الاستقامة

14 ديسمبر 2017
14 ديسمبر 2017

سيف بن سالم الفضيلي -

حق لكل مسلم ان يفاخر ويحتفل ويتسامى بمولد سيد البشرية ونور الوجود محمد صلى الله عليه وسلم بما يليق به صلى الله عليه وسلم وما أداه من أمانة في سبيل تبليغ كلمة الله وتبصير الناس بدين الحق الذي تكفل الله تعالى بإظهاره على الدين كله ولو كره المشركون.

ان الافتخار والاحتفال والتسامي بالذكرى العطرة المباركة تكون بمراجعة المسلمين لأحوالهم وعلاقتهم مع الله ومع رسوله هل هذه العلاقة علاقة صالحة صحيحة صادقة كما يريدها الله تعالى وهي التي ضمّنها كتابه العزيز الصالح لكل زمان ومكان لتكون هذه العلاقة متوازنة تسير على منهج قويم تتيح لصاحبها الاستمرار على مسلك الخير الذي خلق من أجله وأعظمها عبادة الله تعالى العبادة الحقيقية التي تفرز معاني الخير أجمعها التي تحتاجها حياتنا الدنيا وتكون لمؤديها السعادة الأبدية في الدار الآخرة. وفيما تضمنه كتاب الله تعالى ما يساعد المسلم على تحقيق معادلة التوازن الحقيقي لجميع أفعاله وأقواله لتجنح به الى بر الأمان وهذه المعادلة تتمثل في «الاستقامة» على منهج الله تعالى ورسوله يقول الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ، نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

وفي حديث سفيان بن عبدالله الثّقفي قال: «قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك «، قال: (قُل: آمنت بالله ثم استقم).

قال الحافظ ابن رجب: «والاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدّين القويم من غير تعريج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعْلَ الطاعات كلّها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيّات كلّها كذلك، فصارتْ هذه الوصيّة جامعة لخصال الدّين كلّها».

اللهم ارزقنا الاستقامة على ما تحبه وترضاه لنكون من الفائزين..