1193566
1193566
تقارير

تسييس حقوق الإنسان من أخطر التحديات التي تواجهنا

14 ديسمبر 2017
14 ديسمبر 2017

رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية لـ«عمان»:-

ضرورة حشد الجهود لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية -

القاهرة - عمان - نظيمة سعد الدين:-

المستشار محمد جمعة فزيع، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية «لجنة الميثاق»، تحدث لـ«عمان» عن اللجنة وتأسيسها، والدور التي تقوم به في مجال تعزيز حقوق الإنسان، وعن دورها في مكافحة الإرهاب.. وكان هذا الحوار.

■ ما هي لجنة حقوق الإنسان العربية؟ وما المهام التي تقوم بها؟

- لجنة حقوق الإنسان العربية هي لجنة عربية مستقلة منبثقة من جامعة الدول العربية أنشئت بموجب أحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي أقر من قبل القمة العربية في تونس سنة 2004، ونصت أحكام الميثاق العربي على إنشاء لجنة عربية مستقلة مكونة من 7 أعضاء ترشحهم دولهم المصادقة على الميثاق ويتم انتخابهم.

■ لماذا تم إنشاء اللجنة؟

- لقد قامت الجامعة باتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير لنشر ثقافة وممارسات احترام حقوق الإنسان وتعزيزها وحمايتها، ومع دخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ عام 2008 تم إنشاء لجنة حقوق الإنسان العربية كأول آلية عربية إقليمية تتولى دراسة تقارير الدول الأطراف لإعمال الحقوق والحريات المنصوص عليها في مواده وبيان التقدم المحرز في هذا الإطار.

■ ما طبيعة عملها ؟

- اللجنة تتلقى التقارير من الدول الأعضاء في الميثاق العربي لحقوق الإنسان، لبحثها والوقوف على مدى إعمال تلك الدول للميثاق والتزامها ببنوده، ومن ثم تصدر اللجنة التوصيات والملاحظات بشأنها، وتتابعها بشكل دوري في ضوء المهمة الأساسية للجنة حقوق الإنسان المنصوص عليها في الميثاق العربي لحقوق الإنسان، باعتبارها وثيقة حقوقية عربية شاملة لكل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

■ هل الدولة هي المصدر الوحيد للمعلومات؟

- نحن لا نتعامل مع الدول، بل نطلع على تقارير الدول التي تصدر عن المجتمع الدولي، وله صفة رسمية. وكذلك ما يصدر عن الأمم المتحدة من تقارير، والتنمية البشرية على سبيل المثال، وكذلك ما يخص التعليم والمرأة، ونسترشد بهذه التوصيات، والتي تصدر وفقًا للميثاق.

■ هل يتوقف عملكم بالاطلاع على التقارير التي تقدمها الدول فقط؟

- لا، بالطبع فلدينا تقرير تجميعي، ومن خلاله نستخلص إذا كانت هناك إيضاحات أخرى يتم طلبها من الدولة، ونبني في النهاية الملاحظات والتوصيات، وبالتالي نعتمد على تقرير الدولة، وكذلك نقوم بالبحث والتحري عما يصل إلينا.

وعمل اللجنة هو عمل خبراء متخصصين ومستقلين يهتمون باتفاقية معينة، وعندما تخرج توصياتهم بشأن تقرير مقدم من دولة ما، سوف تلاحظ توصيات بتعديلات أو إشادة بإجراء اتُخذ في هذا المجال.

■ ما رأيك في اتهامات الولايات المتحدة لبعض الدول عن انتهاك حقوق الإنسان؟

- أن أخطر التحديات التي تواجهنا تتمثل في تسييس حقوق الإنسان واتخاذها مطية لتحقيق أهداف سياسية ليس في الوطن العربي فقط، وإنما في العالم كله. ومن ضمن التحديات التي تواجه عملنا هو تسييس بعض الدول لحقوق الإنسان، سواء من دول أو مجتمع مدني، وأحيانًا تأخذ حقوق الإنسان كمطية للوصول إلى مآرب سياسية، سواء من دول أو بعض المنظمات الدولية، وأحيانا تكون هناك أهداف معينة تقوم بتغطيتها بموضوع حقوق الإنسان فتهاجم بعض الدول أو تضغط عليها وصولًا إلى أهداف سياسية.

■ ماذا فعلت اللجنة لمواجهة ومكافحة الإرهاب؟

- إن الإرهاب يعد تحديًا كبيرًا على مستوى العالم، وفيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان والإرهاب هناك إشكالية فهناك من يشكك أو يربط بين مكافحة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان. لذلك سوف نقوم بتطوير عمل اللجنة لأننا حاليا محكومون بمرجعية، ولكن كلجنة قمنا بتوسيع عملنا وقمنا بعمل زيارات توضيحية للدول حول الميثاق والحقوق الواردة به، وعقدنا ورش عمل للقاء المنظمات الحكومية الرسمية والمجتمع المدني، وطبقنا هذا في كثير من الدول، حتى الدول التي لم تصادق بعد على الميثاق العربي لحقوق الإنسان.

■ ماذا تقول للدول العربية بالنسبة لحقوق الإنسان؟

- أجدد مطالبتي للدول التي لم تصادق بعد على الميثاق للإسراع بالمصادقة عليه باعتبار الميثاق، الوثيقة العربية الوحيدة المنظمة لحقوق الإنسان، وقد تلقت اللجنة حتى الآن 13 تقريرًا من الدول التي صادقت على الميثاق (14 دولة). وأطالب الدول التي لم تصادق على ميثاق حقوق الإنسان إلى المصادقة عليه، خاصة أن الجميع وقع على هذا الميثاق، ولم تصادق عليه حتى الآن سوى 14 دولة. خاصة أن هناك تفاعل الدول العربية مع أعمال اللجنة، واعتقد انه إذا التزمت الدول حتى بتنفيذ نصف التوصيات، فسوف تحقق الكثير في هذا المجال.

■ ما أبرز النتائج التي توصلتم إليها في مجال حقوق الإنسان بالنسبة لتجربة اللجنة؟

- إنَّ تجربة اللجنة أظهرت أن أفضل سبيل لتعزيز واحترام حقوق الإنسان لا يمكن أن يتم إلا عبر الحوار البناء وتقاسم الانشغالات والخبرات في إطار جامعة الدول العربية، وتعظيم الاستفادة من دور الآليات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان.

■ هل هناك ضرورة للانفتاح على العالم في مجال حقوق الإنسان؟

- بالطبع هناك أهمية كبيرة للانفتاح على العالم في هذا المجال ومع كل المنظمات الدولية، وأضاف: إن توصيات اللجنة موجودة على شبكات الإنترنت مع إصدار مطبوعات باللغتين العربية والإنجليزية. وكذلك نقوم  بالمشاركة في اجتماعات اللجان المتعلقة بحقوق الإنسان، من أجل التواصل مع اللجان التابعة للمنظمات المختلفة، مع التمسك بخصوصية المنطقة العربية وميراثها الثقافي التاريخي والديني.

■ وكيف ترى حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وماذا فعلتم لمواجهته؟

- إن ما يحدث بالقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكد على ضرورة حشد الجهود لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية التي تضرب عرض الحائط بالقانون الإنساني والقوانين الدولية، وتقديم كل أشكال الدعم لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي تُنتهك حقوقه بشكل متواصل. ونحن نتواصل مع الجهات المختصة بدولة فلسطين باعتبارها أحد الدول المصادقة على الميثاق لتقديم تقريرها للجنة حول حالة حقوق الإنسان فيها ،وما تتعرض له من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية كما نتشارك مع جامعة الدول العربية وبالذات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في رصد الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ونتواصل مع الهيئات والآليات الدولية والإقليمية النظيرة لوضع حد للانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.