خالد الوهيبي: الموسيقى في الأصل هي موضوع اجتماعي وليس أصلا دستوريا

إسدال الستار على فعاليات أيام الموسيقى العمانية -

تغطية: ماجد الندابي -

اختتمت مساء أمس فعاليات أيام الموسيقى العمانية التي ينظمها مركز عمان للموسيقى التقليدية، وذلك بمحاضرة حملت عنوان «مكانة الموسيقى في التاريخ والثقافة العمانية» للكاتب خالد بن مبارك الوهيبي، وأدار الأمسية الإعلامي محمد المشرفي، وذلك بمقر النادي الثقافي بالقرم.

في بداية الأمسية تطرق الوهيبي إلى موضوع علاقة الموسيقى بسيرة المسلمين، ومصطلح سيرة المسلمين عبر به عن تقاليد الحكم والسياسة في عمان، مبينا أن موضوع الموسيقى هو في الأصل موضوع اجتماعي، وليس أصلا دستوريا.

وعرفت الموسيقى في العصور القديمة بمصطلح «آلات اللهو» وعرف في آراء القضاة وذلك من خلال التشريعات التي كانوا يصدرونها، وكانت هذه الآراء مختلفة ومتنوعة ومتباينة، فنجد مثلا الشيخ محمد بن محبوب الرحيلي يجيز ضرب الطبل والدف من غير لعب.

في حين نجد الشيخ أبو المؤثر الصلت بن خميس يقول: أنه ما كان من ضرب الطبل «والدهر» المجلوب من الهند فيكسر، ويستبدل، أما ضربه في الحرب فلا بأس به.

أما في عصر اليعاربة فقد دمجت تقاليد الإمامة مع التقاليد الملكية في القرن 17 ميلادي، وكان أبرز القضة في هذا العصر الشيخ خمس بن سعيد الشقصي الذي استند في كتابة منهج الطالبين حول هذا الموضوع استند على المادة التي تشكلت في القرن الثالث عن يسمى بآلات اللهو منع الطبول والدف والمزمار من أجل اللهو فقط ، وأباح الدف لإشهار الأعراس، والطبول في الحرب والتحذير والإشارة، وكانت هذه النظرة تتماشى مع توجهات النزعة العسكرية الهائلة التي كانت تتميز بها البلاد في ذلك الوقت.

ولكن بلغ التصعيد أشده في عصر الإمام سالم بن راشد الخروصي حيث رأى القاضي عبدالله بن راشد أنه يقبل حكم السلطان في حال انه نفذ مجموعة من الشروط ومنها «أن يترك الميزيقيا». وفي عصر محمد بن عبدالله الخليلي منعت كل أشكال الموسيقى.

أما في عصر السلطان سعيد بن تيمور فقد اتخذ سياستين في المناطق التي كان يديرها حيث أن المناطق التي كانت خاضعة للحكومة في مسقط عام 1955م كانت تسمح فيها الموسيقى، أما المناطق التي كانت خاضعة لحكم الإمامة قبل عام 1955م فغير مسموح فيها استخدام الموسيقى.

وذكر الوهيبي أن القرآن الكريم سكت عن موضوع الموسيقى، والسكوت عنه أحاله إلى دائرة المباحات، مبينا أن ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصح إسناده.بعد ذلك قدمت مجموعة من الفقرات الموسيقية والعنائية لفرقة مركز عمان للموسيقى التقليدية.

وكانت أيام الموسيقى العمانية قد شهدت في الأيام الماضية مجموعة من الفعاليات المختلفة التي تضمنت فن الميدان ومعرض فوتوغرافي، ومشاركة فرق الفنون الشعبية.