1192749
1192749
العرب والعالم

قادة الدول الإسلامية يدعون الى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

السيد أسعد ترأس وفد السلطنة في قمة المؤتمر الإسلامي -

رفض وإدانة بأشد العبارات القرار الأحادي غير القانوني لترامب واعتباره لاغيا وباطلا -

اسطنبول- (العمانية)-(وكالات):دعا قادة الدول الاسلامية في ختام قمتهم الطارئة في اسطنبول أمس العالم الى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، فيما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الولايات المتحدة لم يعد لها دور في العملية السياسية.

وترأس وفد السلطنة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان في أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الإستثانئي في اسطنبول التركية بمشاركة قادة وممثلي دول منظمة التعاون الاسلامي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعا لقمة طارئة لقادة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول، سعيا للخروج بموقف إسلامي إزاء القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومع انقسام العالم الإسلامي نفسه عجزت القمة عن الاتفاق على أي عقوبات ملموسة ضد اسرائيل أو الولايات المتحدة.

لكن القادة أكدوا في بيانهم الختامي أن «نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول الى أن تعترف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها». وأضافوا: «نرفض وندين بأشد العبارات القرار الأحادي غير القانوني وغير المسؤول لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ونعتبره لاغيا وباطلا».

واعتبروا ان قرار ترامب «يعتبر تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام ويصب في مصلحة التطرف والارهاب ويهدد السلم والامن الدوليين».

بدوره، قال اردوغان، الذي يعتبر نفسه مدافعا عن القضية الفلسطينية، إن «اسرائيل دولة احتلال وهي ايضا دولة ارهاب» مضيفا ان القدس «خط احمر».

وتابع اردوغان، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة ، أن قرار الرئيس الأمريكي كان بمثابة «مكافأة لاسرائيل على كل النشاطات الارهابية التي تقوم بها. وقدم ترامب هذه المكافأة»، مؤكدا انه لن «يتوقف ابدا» عن المطالبة بـ«فلسطين مستقلة وذات سيادة».

ودعا «الدول المدافعة عن القانون الدولي والعدالة الى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لفلسطين»، مؤكدا أن الدول الإسلامية «لن تتنازل أبدا» عن هذا الطلب.

من جهته، حذر عباس بلهجة حادة أن « القدس كانت وما زالت وستظل الى الأبد عاصمة دولة فلسطين لا سلام ولا استقرار بدون ان تكون كذلك».

وندد بالقرار الأمريكي قائلا «إن الوعد الذي قدمه ترامب للحركة الصهيونية، وكأنه يهدي مدينة من المدن الأمريكية، فهو الذي قرر ونفذ وفعل. إن الولايات المتحدة بذلك قد اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط، وأن لا يكون لها دور في العملية السياسية».

وتابع أنه «لن يتم القبول بأن يكون للولايات المتحدة دور في العملية السياسية بسبب انحيازها لإسرائيل».

وهو ما أكد عليه البيان الختامي لقادة الدول الإسلامية المجتمعين، إذ اعتبروا أن القرار «بمثابة اعلان انسحاب الإدارة الأمريكية من ممارسة دورها كوسيط في رعاية السلام وتحقيقه بين الاطراف».

ويعد وضع القدس بين أكثر المسائل حساسية في النزاع المستمر منذ عقود.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها الموحدة، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ويأمل اردوغان الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة توحيد العالم الاسلامي وراء موقفه الحازم ازاء قرار واشنطن.

لكن العالم الاسلامي يعاني بالأساس من انقسامات عميقة كما ان العديد من دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية تسعى الى اقامة علاقات جيدة مع ادارة ترامب وتتخذ مصر والإمارات موقفا مماثلا.

واكتفت السعودية أن يمثلها مسؤول كبير في وزارة الخارجية، بعد أن مثلها وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني في اجتماع وزراء الخارجية.

ومن بين قادة الدول الـ20 الذين لبوا دعوة اردوغان، الرئيس الايراني حسن روحاني والملك الأردني عبدالله الثاني وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال عون ورئيسا أفغانستان واندونيسيا.

من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني امس إنه ينبغي على كل الدول الإسلامية العمل معا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف: ان قرار ترامب يوضح أن الولايات المتحدة لا تحترم الحقوق المشروعة للدولة الفلسطينية.

وتابع :إيران مستعدة للعمل مع جميع الدول الإسلامية دون أي شروط مسبقة للدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين».وقال «الوحدة بين الدول المسلمة مهمة للغاية والقدس يجب أن تكون أبرز أولوياتنا». وقال روحاني في حسابه على تويتر إن قرار ترامب يظهر أن «الولايات المتحدة لم ولن تكون أبدا وسيطا نزيها» مشيرا إلى أن واشنطن «لا تسعى إلا لتأمين مصالح الصهاينة».

من جانب آخر، في الرياض، أكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز «حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، في اثناء افتتاح أعمال الدورة السنوية لمجلس الشورى في الرياض.

كما حضر الرئيس السوداني عمر البشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف دولية واستقبله اردوغان بحفاوة. وكان حضور الرئيس الفنزويلي اليساري نيكولاس مادورو القمة لافتا، إذ أن بلاده لا يوجد بها عدد كبير من المسلمين، لكنه يبقى معارضا قويا للسياسات الأمريكية.

وأوفدت مصر التي تشهد علاقاتها فتورا مع تركيا وزير خارجيتها سامح شكري.

وكانت جامعة الدول العربية اكتفت خلال اجتماع في نهاية الاسبوع الماضي بإدانة شفهية دعت فيها واشنطن الى «الغاء قرارها حول القدس».

ويقول رئيس مركز إيدام لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية في إسطنبول سنان اولغن ان «العديد من الدول الكبرى في العالم الإسلامي لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ولا حتى مع اسرائيل في اطار التوتر المتزايد مع ايران».

وتتيح القمة التي لم يصدر عنها موقف جذري مثلما يريد اردوغان تحسين صورته كمدافع عن المسلمين في العالم، بدءاً من الفلسطينيين وصولا الى الروهينغا، الاقلية المسلمة المضطهدة في بورما.

وأثار قرار ترامب الاربعاء الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، موجة إدانات دولية واسعة واحتجاجات في الاراضي الفلسطينية أسفرت عن مقتل أربعة اشخاص وإصابة المئات في مواجهات أو غارات إسرائيلية انتقامية.