1192186
1192186
المنوعات

أربعة فنانين يسخّرون جماليات الريشة لغناء الألوان بنغم وفن

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

في معرض تشكيلي بالمركز العماني الفرنسي -

كتبت- شذى البلوشية -

افتتح مساء أمس الأول بالمركز العماني الفرنسي، معرض الفن التشكيلي المشترك، الذي حمل عنوان «تغني الألوان»، تحت رعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد، وحضور سعادة رينو سالان سفير جمهورية فرنسا المعتمد لدى السلطنة، وجمع من الفنانين ومحبي جماليات الريشة والألوان.

المعرض حمل بين طياته معاني مختلفة، لأربعة فنانين مشاركين، وهي نتاج أحدث أعمالهم التي اجتمعت ليكون اللون هو المتسيد على تقاسيم أعمالهم، شارك الفنانون: يوسف النحوي، وصالح العلوي، وريا المنجية، وميادة ريحان، بواقع 15 عملًا تشكيليًا.

انتقى الفنانون اسم المعرض «تغني الألوان» من واقع الأعمال المعروضة، فقد اكتست بالألوان الصاخبة، وامتزجت ببعضها، وأضفت للمعرض لونًا متفردًا يحكي الفرح في كل زوايا المعرض، وامتازت اللوحات بحضور الهوية العمانية، والتراث الأصيل في مضامينها، فكان للمرأة بأزيائها ذات الألوان الزاهية حضور بارز في عدد من اللوحات.

ابتدأ المعرض باستنشاق رائحة اللون، وهي رائحة ذات أبعاد مختلفة يمكن أن تصل إلى كل متلقي بصورة مختلفة، فقد انتقى الفنان يوسف النحوي أن تكون لوحته «رائحة اللون» هي واجهة البداية لمعرض «تغني الألون»، حيث اختار أن تعبر الرائحة اللونية للزوار، وعند وصولها للرئتين وتنفسها بعمق، تستجيب الأعضاء لصوت الغناء اللوني، ويكون المجال متاحًا لـ«وناسة العيد وفرحته»، وهو ما عنون بهما النحوي لوحتيه الأخريين في المعرض. فقد تميزت لوحة «وناسة العيد» بدمج مميز لبرج إيفل الشهير كخلفية لرجال بالزي العماني على ظهر الإبل، وأبهج اللوحة بدمج الألوان الصاخبة، كما اختار الفنان استكمال الفرح بلوحة «أنغام»، التي تناغم فيها اللون بالمضمون، وتناسقت فيها معاني الموسيقى العالمية بالهوية العمانية.

واختارت الفنانة التشكيلية ريا المنجية لوحاتها الثلاث بحضور بارز للمرأة العمانية بزيها التقليدي المميز، حيث سيطر الجمال على زوايا المعرض بعد أن توسطته لوحتها «عازفة الجمال»، تظهر في اللوحة فتاة جميلة ترتدي زيًا تقليديًا ذا ألوان زاهية، تجلس بكل كبرياء محتضنة بين يديها «آلة العود»، تترجم صورة للثقافة والهوية المحلية للإرث الطويل الذي يتوارثه الأجيال، كما اختارت المنجية أن تكون لوحتها الأخرى لعازفة الكمان، وهي تحلق إثر إغماضة عينيها، وانتقاء الفنانة لتكون الصحراء خلفية للعمل، تحليق يصل بالزائر للمعرض حدود القمر، لهذا عنونت المنجية لوحتها بـ«معزوفة القمر»، واختارت لوحتها الأخيرة «الرحلة الطويلة» لتكون ذات معانٍ عميقة بعد أن برزت التفاصيل الدقيقة للعلاقة بين المرأة والخيل في أرض صحراوية وتعكس جماليات البيئية العمانية. وحضرت الفرحة وألوان الأزياء الزاهية في لوحات الفنان «صالح العلوي»، فاجتمعت «فراشة الربيع» بصورة المرأة العمانية ولباسها التقليدي وألوانه الربيعية وحليها الذهبية وتراث موطنها العريق، في فرحة لونية متشكلة على هيئة «زفاف»، وما أعمق التأمل بين جوانب أعمال العلوي التي استطاع من خلالها أن يكشف تباين الأزياء التقليدية في السلطنة، فقد تميزت كل لوحة باختيار زي مختلف، فحضرت المرأة من محافظة الشرقية، ومحافظة ظفار، بالإضافة إلى مشاركة واستشعار الجمال بحضور المرأة الأجنبية في المناسبات العمانية. واختتم المعرض بلوحات الفنانة التشكيلية ميادة ريحان، التي استطاعت ريشتها أن تدمج الألوان المختلفة في لوحة واحدة، فتتمازج بجمالية موسيقية توظفت في لوحتيها «موسيقى»، حيث تميزت بخطوط رفيعة أشبه بالأوتار التي تتراقص عند ملامسة إحداها للآخر، ولكن أوتار لوحات ميادة تحرك معها الريشة بألوان متداخلة، فتختار أن تصل إلى «برج إيفل» وترسمه الفنانة بصورة الانعكاس في صفحة الماء، ونغمات منتظمة تصدرها خطوط الماء في انعكاس البرج على صفحته. تجدر الإشارة إلى أن معرض «تغني الألوان» مستمر في فتح أبوابه للزوار ومحبي اللون حتى 31 من الشهر الحالي.