محمود القصاص: اخترنا السلطنة لدورها المتوازن والمميز بالمنطقة

لتسجيل حلقات خاصة من برنامج «نقطة حوار» -

أجرت الحوار: مروة حسن -

في زيارة هي الأولى من نوعها في تاريخ أحد أبرز البرامج الحوارية التي تذاع على شاشة قناة بي بي سي العربية، ويذاع أيضًا على إذاعتها، وضمن نهج سياسة القناة الذي يسعى لربط أخبار دول مجلس التعاون الخليجي بالمشاهد والمتابع العربي، زار مؤخرًا فريق برنامج (نقطة حوار) السلطنة وذلك لتسجيل بعض الحلقات الخاصة للبرنامج منها.

ولقد حرصنا في «جريدة عمان» أن نقابل أحد المسؤولين من طاقم فريق العمل وهو رئيس تحرير البرنامج محمود القصاص، والذي تعرفنا من خلاله عن أسباب اختيار الـBBC لسلطنة عمان وأبرز ما تم تناوله في الحلقات والعديد من خلال هذا اللقاء.

- لماذا اخترتم عمان تحديدًا لتسجيل حلقات خاصة من برنامجكم (نقطة حوار)؟

حاليا لدى إدارة الـ«بي بي سي» استراتيجية وخطة لعمل تغطية أفضل وأشمل لمنطقة الخليج والمغرب العربي، وفيما يخص منطقة الخليج فإن سلطنة عمان برز اسمها بشكل واضح في الفترة الأخيرة لما لعبته من دور مميز في الحفاظ على التوازن بالمنطقة ولعبها دور المحايد في كثير من القضايا المهمة، كما أن للسلطنة حضارة وتاريخا عريقا، لذا رأينا أن عمان ستكون نقطة التقاء جيدة للعديد من الاتجاهات، ومن الجيد أن نركز عليها ونبرز هذا الدور للمتابع العربي بشكل أفضل.

لذا بدأنا بالاتصال بالملحق الإعلامي بسفارة السلطنة بلندن عبدالله العبري، وبالفعل تم تداول الأمر مع السفارة هناك ومع وزارة الإعلام بمسقط خاصة مع محمد البوسعيدي (مدير دائرة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام) وفي النهاية تم الموافقة على تسجيل حلقتين من برنامج نقطة حوار أواخر الشهر الماضي، والحقيقة أن هذه الموافقة تعكس ثقة المسؤولين في السلطنة بمهنية وأداء الـ«بي بي سي» والتي تقوم بشكل أساسي على الحياد والتوازن وعدم الانحياز وتقديم الرأي والرأي الآخر، وأيضا يعكس بشكل خاص تقديرهم وثقتهم ببرنامج نقطة حوار والذي هدفه الأساسي مناقشة القضايا الأبرز التي تمس المواطن العربي سواء اجتماعية أو دينية أو ثقافية أو سياسية.

- هل أفهم من كلامك أن عمان هي أول محطة خليجية للبدء منها في خطتكم الإخبارية الجديدة؟

نعم هذا صحيح، فبالفعل عمان هي أول محطة خليجية نأتي إليها لتسجيل حلقات من أرض الواقع ونركز الضوء من خلالها على أبرز القضايا التي تمس المواطن العماني بشكل خاص والخليجي بشكل عام، وهذا كما أوضحت سابقًا للدور الكبير الذي تلعبه السلطنة في الحفاظ على التوازن بالمنطقة، ونطمح إلى أن نوسع الدائرة لتشمل بقية دول المنطقة.

- وماذا عن تعاون وزارة الإعلام معكم، وهل سهلت مهمتكم؟

في الواقع نحن نتوجه بوافر الشكر لوزارة الإعلام على تعاونهم الكبير معنا وتسهيل مهمتنا في تسجيل الحلقتين بكل أريحية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الانفتاح والتقدم الموجود بالسلطنة ، وهذا ما يبدو لكل من زار السلطنة في الفترة الأخيرة، والذي شعرنا به كفريق للبرنامج وبدا واضحًا وملموسًا للغاية.

- لماذا اخترتم هذين الموضوعين تحديدًا لتناولهما في البرنامج؟

اختيارنا لهذين الموضوعين تحديدًا يرجع لعدة أسباب، أولا بالنسبة لتحديات المرأة؛ لأن تقدم المجتمع يظهر بشدة بمدى تقدم المرأة فيه ومدى وجودها في بنائه، فالتنمية الحقيقية لأي مجتمع لا بد أن تشمل الرجل والمرأة ولا تعتمد على فرد واحد فيها دون الآخر.

ومن الملاحظ في السلطنة أن للمرأة دورا بارزا في بناء المجتمع، ولكن لاحظنا أن الدولة متقدمة عن المجتمع في إبراز هذا الدور وهذا يعكسه وجود 13 امرأة معينة بمجلس الدولة وامرأة واحدة منتخبة في مجلس الشورى.

أما الموضوع الثاني فكان عن «تحديات التوظيف» والذي يمثل نقطة محورية كبيرة وتحدٍ في كل الدول والمجتمعات العربية بشكل عام، وفي الخليج أيضا خاصة بعد أزمة أسعار النفط الأخيرة وغيرها من التحديات التي تواجه المنطقة حاليًا.

ولقد كانت الحلقتان مثمرتين للغاية سواء من جانب الآراء والمشاركات المثمرة للمسؤولين الذين تم استضافتهم بحلقة «تحديات المرأة العمانية « وهم رحمة المشرفية (عضو مجلس الدولة)، وشمسة الحوسنية (مديرة دائرة التخطيط والتطوير بوزارة التنمية الاجتماعية)، وإيمان الغافرية (رئيسة جمعية المرأة العمانية بالقرم)، وأيضا حلقة (تحديات التوظيف) والذي شارك معنا بها من المسؤولين: محمد البوسعيدي (رئيس لجنة الشباب في مجلس الشورى)، والشيخ صلاح المعولي (الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)، والدكتورة ياسمين البلوشية (عميدة كلية مسقط ) أو من خلال آراء مجموعة الشباب والشابات الذين أثروا الحلقة بآرائهم المميزة.

- كيف وجدتم تفاعل الجمهور العماني ؟

كان التفاعل جيدًا جدًا والنقاش ثريا للغاية ورصدنا العديد من الإشادات على الحلقة الأولى من خلال مواقع التواصل المختلفة للبرنامج، وعلى صفحاتنا الشخصية لي ولمقدم الحلقة محمد سيف النصر.

- ومتى ستذاع الحلقة القادمة؟

ستذاع يوم غد الجمعة على شاشة وإذاعة بي بي سي العربية في الساعة 16:06 بتوقيت جرينتش، الساعة الثامنة مساء بتوقيت مسقط.

- هل ضمن خطة البرنامج تكرار التجربة مرة أخرى بعمان؟

نعم بالتأكيد هناك نية لتكرار التجربة ،خاصة بعد نجاح الحقلة الأولى، ونأمل أن تنجح الحلقة الثانية أيضا وتلقى نفس الصدى وأكثر، أيضا نطمح لتكرارها للتأكيد على إبراز الدور العماني الكبير وتركيز الضوء عليه أكثر ،وذلك لإثراء المتابع العربي ومساعدته في اكتشاف الثقافات المختلفة لدول الخليج لأن الكل في النهاية يمثل نسيجا متكاملا نحو ما يهم المواطن العربي والقضايا العربية.