1185272
1185272
مرايا

غنية المجرفية تنشر فن «الماكرو» عبر عدستها

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

تبحث عن أدق تفاصيل الحشرات -

حاورتها- تيمورة الغاوية -

تفاصيل الكائنات من حولنا قد تبدو أجمل ان اقتربنا منها، فحينما نكبر الصورة تتضح قدرة الخالق في أدق التفاصيل تلك، فتدعونا للتأمل والتفكر في خلق الله تعالى. ومع التطور الحديث لأجهزة التصوير أصبح بإمكاننا أن نرى تلك التفاصيل بوضوح، كما ظهر مصطلح «الماكرو» والذي يعني بتصوير الأشياء عن قرب بمسافة قريبة جداً وعادة يكون للأجسام الصغيرة جداً، مثل النظر عبر جهاز المجهر.

غنية سالم المجرفية، من أبناء محافظة الظاهرة شقت طريقها نحو البحث عن جمالية تفاصيل الكائنات الصغيرة، وبالأخص الحشرات. وعن هذا الميول قالت: «تعتبر هواية التصوير في يومنا هذا من أكثر الهوايات التي تراود الكثير من الناس، وكل هاوٍ للتصوير يبحث عن طرق وأساليب خاصّة تميزه عن غيره من المصوّرين ليرتقي إلى عرش التميّز والإبداع الحقيقي».

بداية التصوير لدى غنية بدأت قبل ثلاث سنوات، حيث وجدت نفسها تتجه نحو التركيز في صور بعض المصورين المشهورين حتى كبر ذلك الحلم لديها، وقالت عن بدايتها: «كان حلمي أن أكون في يوم من الأيام واحدة من أولئك المصورين، فاقتنيت كاميرا رقمية لألبي رغبة ذلك الشغف الذي بات يراودني عن التصوير، وبدأت بأخذ صور في كل محاور التصوير، وأقرأ الكثير عن عالم التصوير والبحث عن معاني بَعْض المصطلحات الَتِي تختص بالتصوير، حتى وجدت نفسي مهتمة أكثر بمجال الماكرو، اكتشفت أنه عالم جميل جداً، وهنا بداية انطلاقتي الحقيقية، فدائما ما يأخذني عالم الماكرو إلى أدق تفاصيل الحشرات.

كما وجدتُ المتعة الَتِي لمستها خلاله، والجمال الذي رأيته في مخلوقات الله الصغيرة، واكتشفت سلوكيات كثيرة عن الحشرات، بالإضافة إلى أنني كسبت معلومات كنت غافلةً عنها حول حياة الحشرات. فمن هذا المجال كسبت أشياء كثيرة لا حصر لها». وقد ذكرت المجرفية أنها وجدت التشجيع من عائلتها، وخاصة أختها، حيث أن الجميع كان متعاونا معها سواءً بالبحث عن الحشرات، أو اصطيادها، والاحتفاظ بِهَا أيضا.

الصبر والجهد

كل مجال يميل إليه الإنسان قد يجد بعض الصعوبات أو المعوقات التي قد تقف أمامه خلال ممارسة ذلك العمل، فبالنسبة إلى غنية فقد قالت عن الصعوبات التي واجهتها: «عالم الماكرو يتطلب مِنا الصبر والجهد الكبير، لأنه لا يشبه باقي محاور التصوير الأخرى، ففي هذا المجال نحن نتعامل مع حشرات لا نستطيع التحكم بها كثيراً، ومنها الخطيرة التي قد تلحق الأذى بنا، بالإضافة إلى أنه أحياناً يتطلب مِنا البحث العميق عنها، واتخاذ طرق كثيرة لمحاولة التقرب منها أو اصطيادها، ولا نجد بعضها الآخر إلا في مواسم معينة».

تعتبر الممارسة المستمرة للتصوير أحد أساليب غنية لتطوير مهاراتها في تصوير الماكرو. وعن تطوير هذه المهارة قالت أيضا: « أحببت أن أطور من مستواي في التصوير، وأنا على يقين بأن تطوير المستوى لا يتم إلا بالعمل المتواصل على التقاط الصور الفوتوغرافية، والتعلم من الأخطاء، ومحاولة تحسينها، بالإضافة إلى التمعن في أعمال المصورين المشهورين في هذا المجال، وإضافة اللمسة الشخصية الخاصة».

وأضافت: «دائما ما اعتمد في أفكاري على مخيلتي، فأفكر وأجرب كل ما شيء يخطر في بالي، واهتم كثيرا بأن تكون النتيجة جيدة، وأن أصل إلى شيء رائع لم اكن أتوقعه بنفسي أبداً. كما أنني بحثت عن مصادر لتجديد وتغذية أفكاري الفوتوغرافية، وأهم مصدر لدي كمبتدئة في هذا المجال هي رؤية صور لمحترفي التصوير، بالإضافة إلى الأفلام وبعض الدروس في بعض المواقع العربية والأجنبية أيضاً والتي تقدم أعمال راقية أحياناً».

طموحات وإنجاز

الانفراد بالأفكار والأعمال من الأمور التي يبحث عنها الجميع، فهي تعطيه المجال للإبداع أكثر من أي مجال آخر، وأحبت غنية التميز وفي تصوير الماكرو، كونها الأنثى الوحيدة التي تعمل في هذا المجال في السلطنة. فقالت: «بإذن الله سأستمر لأبعد مدى ممكن من خلال الخطط التي وضعتها، كما أنني أقتنيت معدات التصوير الخاصة بالماكرو، حيث أن بعض الأدوات تعطي حجم أكبر للأشياء الصغيرة أهمها عدسة 100mm macro، وعدسة 65mm macro، وحلقات التقريب Extension Tube، والترايبود، بالإضافة إلى إضاءة الفلاش، وفلاتر تقريب، وغيرها من المعدات التي ستساعدني للحصول على أعمال قوية ودقيقة أكثر».

وخلال مسيرتها في التصوير استطاعت المجرفية أن تحقق العديد من الإنجازات، فقد حصلت على شرفيات من صالونات دولية في مجال البورتريه، وإنجازات عربية أخرى، وذكرت بأنها تتمنى أن تقيم معرضا خاصا لأعمالها، ليبرز اسمها محلياً ودولياً.

وختاما تهدف غنية لنشر هذا الفن الذي يساهم في التفكر في مخلوقات الله الصغيرة، وعلى مساعدة الناس في هذه العبادة العظيمة، وتوصيل رسالة لهم بأن ليس كل الحشرات ضارة، بل بعضها صديقة للإنسان، كما أن ليست جميعها خطيرة، فبعضها لطيف جداً، والدخول لعالمها ممتع وجميل. وأضافت: «أتمنى أن أجد الكثير من المصورين الذين تلتفت عدساتهم لعالم الماكرو».