1185137
1185137
مرايا

كامبيتشي المكسيكية .. مدينة تراثية عالمية

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

تندرج على قائمة اليونيسكو -

ظلت مدينة كامبيتشي المكسيكية لفترة طويلة أهم ميناء في شبه جزيرة يوكاتان، وقد تحولت المدينة إلى قلعة حصينة بعد تعرضها للعديد من هجمات القراصنة، وتندرج حاليا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وتسعى لجذب المزيد من السياح.

وتدب الحركة والنشاط في مدينة كامبيتشي بعد غروب الشمس، عندما يهدأ لهيب الحرارة وينتشر نسيم البحر الكاريبي في الأزقة والطرقات، ويبدأ سكان المدينة في الخروج من منازلهم، وتظهر مجموعة من الأشخاص يعزفون على الجيتار في الميدان الرئيسي، وتظهر من خلفهم الكاتدرائية والأروقة المضيئة، ولا تخلو هذه الصورة من بعض العشاق، الذين يتنزهون في الميدان، وبعض الأطفال، الذين يمرحون بالكرة، كما يظهر بعض الرجال والنساء بملابسهم الأنيقة ويتجاذبون أطراف الحديث وهم يجلسون مقاعدهم قابلة للطي.

منازل استعمارية

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإنه من الأمور المثيرة للدهشة رؤية أعداد محدودة من السياح بالميدان الرئيسي بالمدينة، على الرغم من أن البلدة القديمة مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، والتي تشتمل على مجموعة فريدة من نوعها من المنازل الاستعمارية القديمة المطلية بألوان الباستيل وأسوار المدينة القديمة بالإضافة إلى القلاع والحصون، وقد تأثرت هذه الكنوز المعمارية بالزلازل الأخيرة، إلا أنها لم تتعرض لأضرار جسيمة.

وأوضح ويلبرت أليخاندرو سالاس بيش أن الكثير من السياح الأجانب يأتون إلى كامبيتشي في طريق رحلاتهم، وليس من المتوقع قدوم الكثير من السياح هنا؛ نظرا لأن كامبيتشي أقل شهرة من مدينة ميريدا، التي تقع على مسافة ثلاث ساعات بالسيارة في اتجاه الشمال. ويعتبر بيش، الذي يبلغ من العمر 32 عاما، من الأشخاص المحبين لوطنهم ويحمل اسم أسرة المايا القديمة، والتي كان يطلق عليها اسم “آه كين بيش” قبل أن يقوم الأسبان بغزو المدينة.

وأضاف بيش أن الغزاة الأسبان قاموا بتدمير منازل المايا وبنوا مدينتهم على أطلالها، وهناك بعض الأحجار الداكنة، التي تشير إلى أساس أول كنيسة صغيرة أنشئها فرانسيسكو دي مونتيجو في عام 1540، وتأسيس مدينة سان فرانسيسكو دي كامبيتشي.

غير أن الأسبان قاموا بغزو ميريدا، عاصمة يوكاتان، التي تقع داخل البلاد، بسبب قيام القراصنة بالعديد من الهجمات على كامبيتشي، وقد نهب الأسبان الفضة وكنوز قبائل المايا في سفنهم، وبالإضافة إلى أخشاب شجر الدم، والتي كان يُستخلص منها أصباغ قيمة، كانت تعرف باسم الذهب الأسود.

وبعد تعرض المدينة لهجوم عنيف في عام 1685 قام الأسبان ببناء سور ضخم حول المدينة، يبغ سُمكه مترين ونصف ويرتفع إلى ثمانية أمتار ويمتد بطول 5ر2 كلم، وتمت تقوية السور المسدس الشكل بواسطة ثمانية قلاع، وعند التجول وسط أزقة المدينة سيشاهد السياح بقايا هذا النظام الدفاعي المثير للإعجاب، وعلى الرغم من قيام سكان مدينة كامبيتشي بتدمير الجزء الأكبر من هذا السور مع نهاية القرن التاسع عشر، إلا أن 40% من السور لا يزال قائما.

الحديقة النباتية

وفي بورتا دي تييرا يمكن للسياح مشاهدة مدفع برونزي ضخم ومتحف صغير للقراصنة، ويزخر الطريق إلى فويرت دي سان ميجيل بالعديد من الكنوز مثل الهيكل العظمي المزين بسلاسل اللؤلؤ لأحد ملوك المايا في المتحف الأثري، وتتضمن بالوارت دي سانتياجو أكبر المفاجآت، والتي تتمثل في الحديقة النباتية في كامبيتشي، والتي تتيح للسياح الاستمتاع بأجواء باردة ولطيفة وسط لهيب الحرارة وبعيدا عن ضجيج السيارات.

وبعد قيام الثورة المكسيكية في عام 1910 تم إلغاء الميناء وفقدت كامبيتشي أهميتها وأصبحت فقيرة، وهو ما أدى إلى الحفاظ على المباني التاريخية القديمة، التي تم تأسيسها منذ أكثر من 100 عام، لعدم توافر الأموال لبناء منازل جديدة، وبالتالي انعكس ذلك على النشاط السياحي بها، وقد تم طلاء أسوار المنازل بألوان الباستيل، ويظهر نقش بعام 1999 على النافورة الموجودة بساحة المركز الثقافي، وهو العام الذي تم فيه ترشيح المدينة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

وهناك الكثير من المنازل، التي تهدمت خلال الفترة الماضية؛ حيث قامت الحكومة خلال العقدين الماضيين باستثمار المزيد من الأموال من شركة النفط الحكومية “بيمكس” في أعمال التجديدات والترميمات، وقد ظلت السياحة من الأنشطة الاقتصادية غير الأساسية، ولكن مع هبوط أسعار النفط عالميا بدأت الحكومة تتجه إلى تعزيز النشاط السياحي في المدينة، ولكن لا تزال أعداد السياح محدودة.