1183173
1183173
مرايا

«الإشراف التشاركي» .. تجربة تربوية متميزة

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

تبنتها وحدتا التاريخ والجغرافيا بشمال الباطنة -

يعد تبادل الخبرات في الحقل التربوي من أبرز الأهداف التعليمية التي يسعى لها القائمون على تطوير العمل التربوي، ذلك أنها الترمومتر الذي من خلاله يستطيع كل شخص أن يعرف إمكانياته وأن يقارن كل ذلك مع ما يمتلكه الآخرون من قدرات ومهارات ومعارف، فيعمل على تطوير نفسه وتنمية طاقاته تنمية ذاتية حتى يستطيع اللحاق بركب البقية ولكي يكون مساهما فعالا في تطوير العمل التربوي بصورة عامة.

من هنا نبعت فكرة إشرافية بعنوان (الإشراف التشاركي) تبنتها وحدتا التاريخ والجغرافيا بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، حيث يحدثنا خصيب بن عبدالله القريني (المشرف الأول لمادة التاريخ) عن الفكرة العامة لهذا المشروع قائلا: ترتكز فكرة الإشراف التشاركي في الأساس في جوهرها على محور التعاون والتشارك بين المعلمين والمعلمين الأوائل والمشرفين التربويين لإحداث تنمية مهنية شاملة في المدارس المنفذة للمشروع، حيث لا ينحصر تقديم حلقات العمل والمشاغل والدورات التدريبية على فئة معينة دون غيرها، فالكل يجب أن يساهم حسب إمكانياته وقدراته في دعم هذا الجانب.

كما يعمل هذا المشروع على رفع المستوى التحصيلي للطلبة، حيث يتم تنفيذ حصص مراجعة لأسئلة الاختبارات ضمن برامج المشروع، كما أن الأمر لا يتوقف على المحيط المدرسي فقط بل يتعداه لإشراك مؤسسات المجتمع المحلي في هذا المشروع متى ما استدعت الحاجة لذلك، إضافة إلى أن وجود صعوبة كبيرة في عملية التقاء المشرفين نتيجة تباعد مدارسهم ووجود كمٍ كبيرٍ من المعلمين لدى كل مشرف، يحتم في نهاية الأمر إيجاد مثل هذا المشروع ليكون نقطة التقاء شهرية في إحدى المدارس المختارة لتقديم الجديد والمفيد ولتبادل الخبرات فيما بين الفئات التربوية.

الأهداف

وعن أهداف المشروع يتحدث الأستاذ عبدالباقي الكمشكي (مشرف مادة الجغرافيا) قائلا:هناك مجموعة متنوعة من الأهداف التربوية يسعى مشروع الإشراف التشاركي لتحقيقها ولعل أبرزها: التعرف على الأساليب الإشرافية التي يطبقها المشرفون والمعلمون الأوائل، واكتساب معارف ومهارات واتجاهات إيجابية نحو العمل الإشرافي، وكذلك اكتشاف قدرات ومهارات المعلمين والمعلمين الأوائل في المدارس المزارة، وإعطاء الثقة للمعلمين الأوائل في تنفيذ أساليب إشرافية جديدة ومتنوعة، إلى جانب تحديد المشرف التربوي لمستوى أدائه بمقارنته الذاتية لأداء بقية المشرفين في المدارس المزارة لتبادل الخبرات بين مختلف فئات الحقل التربوي، وأيضا تنمية جانب الإنماء المهني لدى المعلمين في ضوء الاحتياجات.

أما عن الإجراءات التي يتم من خلالها تنفيذ المشروع فيحدثنا الأستاذ أحمد بن حسن الزعابي (مشرف مادة التاريخ) قائلا: يتم عقد اجتماع في بداية العام الدراسي لجميع المشرفين التربويين لمادتي التاريخ والجغرافيا المشاركين في المشروع، وذلك لتحديد البرامج الإنمائية التي يحتاجها الحقل التربوي وتحديد المنفذين لها، كما يتم تحديد المدارس المختارة للتنفيذ بواقع مدرسة كل شهر يتم من خلالها مراعاة التنوع ما بين مدارس الذكور والإناث، وما بين الحلقة الثانية وما بعد التعليم الأساسي أيضا، في محاولة ليشمل تطبيق المشروع معظم مدارس المحافظة، كما يتم تحديد المؤسسات الحكومية والخاصة التي يمكن أن تشارك بأوراق عمل ودورات ضمن خطة المشروع والتنسيق معها في هذا المجال.

اكتشاف قدرات وإمكانيات

وعن آراء المعلمين والمعلمين الأوائل وإدارة المدارس حول المشروع، تحدثنا ميمونة بنت أحمد البلوشية (معلمة جغرافيا بمدرسة أم سليم) قائلة: الفكرة متميزة بحيث إنه يتم ربط الإشراف التربوي بالمعلم في الميدان، حيث حقق الملتقى نجاحا ظهر ذلك من خلال أوراق العمل التي قدمت من قبل المشرفين ومدى تجاوب المعلمات واستفادتهم، من ضمنها كان توصيف الأوراق الامتحانية وموضوعات تاريخية ترتبط بالمنهج وتطبيق حصص للاستفادة من السبورة التفاعلية، واكتساب خبرات ميدانية من خلال التطبيق العملي وتنمية الاحتياجات المهنية لدى المعلمات.

أما سعيد الشبلي (معلم أول جغرافيا بمدرسة سليمان بن عباد) فيصف المشروع بأنه فكرة جميلة أن تشارك غيرك إنجازاتك وتتعرف على إنجازات الآخرين، فمن خلال الإشراف التشاركي يتم تبادل الخبرات بين جميع أعضاء الحقل التربوي من معلمين ومعلمين أوائل ومشرفين.

أما علي بن حسن البلوشي (معلم أول تاريخ بمدرسة أحمد بن سعيد) فينظر للمشروع أنه حقق العديد من النتائج يلخصها في أربع نقاط:

- تشخيص المناهج وأساليب التدريس وتشخيص الكوادر التربوية في المجتمع المدرسي برمته.

- التشاور واحترام رأي كل من المعلمين والمتعلمين والقائمين على العملية التربوية.

- تحسين نوعية التعليم في المدارس وبناء شخصية متوازنة للمعلم والمشرف.

- نقل خبرات الكوادر التربوية مع بعضها البعض في كل ما هو جديد في العملية التعليمية.

أما رقية البلوشية (مديرة مدرسة أمية بنت قيس) فتعبر عن رأيها في المشروع قائلة: مثل هذه المشروعات تصنع أجواء إيجابية وتحقق الفائدة واكتساب خبرات جديدة من أشخاص ذوي خبرة ومعرفة، سواء أن كان للطلاب أوالمعلمين، فبالنسبة للطلاب تساعدهم على اكتساب معارف وخبرات والاطلاع على جوانب جديدة وصنع أجواء تعاونية تنافسية، وبالنسبة للمعلمين تعمل على إيجاد تعاون إيجابي ومعرفة واسعة وخبرة جديدة وآفاق معرفية والاطلاع على خبرات ذات فائدة تزيد لدى المعلم معارف وأساليب وطرق تدريس جديدة.

وفيما يتعلق بفئة المشرفين فيعبر عنها عبدالله بن سعيد المرزوقي (مشرف تاريخ) حيث يرى أن هذا المشروع عمل على الاستفادة من خبرات مختلف فئات الحقل التربوي، وساهم في اكتشاف قدرات وإمكانيات كانت غير واضحة لدى كثير من المعلمين والمعلمين الأوائل، ولكن وجود مثل هذا المشروع أتاح لهم الفرصة للتعبير عن ما يملكونه من مواهب تربوية.

الرؤية المستقبلية

أما عن الرؤية المستقبلية للمشروع فيرى الأستاذ خصيب عبدالله القريني أن المشروع منذ انطلاقته من حوالي ثلاث سنوات دراسية وهو يقدم الجديد سنويا، حيث لا تنحصر أفكار التطوير في فريق العمل فقط بل تتعداه إلى الأخذ بآراء مختلف فئات الحقل التربوي، ومن ضمن خطط التطوير المستقبلي تنفيذ المشروع في إحدى المحافظات القريبة من محافظة شمال الباطنة بحيث لا ينحصر أثره داخل المحافظة فقط، وذلك لتوسيع قاعدة تبادل الخبرات، كما أن تحويل بعض أوراق العمل المنفذة في المشروع إلى نشرات تربوية يساهم في نشر أهداف المشروع على مستوى أوسع، إلى جانب أن تحديد برنامج مخصص لتنمية وتطوير مهارات المعلمين الأوائل يعد من ابرز الأفكار المقترحة، بحيث يركز فقط على ماهية البرامج المخصصة لهم وتكون منهم وإليهم، ويتم عرض مجموعة من التجارب التي نفذها زملائهم في الحقل التربوي.

وأضاف قائلا: إن إيجاد دعم مادي ومعنوي هو إحدى الركائز التي يعوّل عليها القائمون على المشروع من أجل استمراريته وتطويره، نظرًا للنتائج الإيجابية التي حققها ولا يزال يحققها لخدمة العمل التربوي، وأن ما تحقق من إنجازات هو في الأساس عمل يحسب لجميع من شارك في عملية الإعداد والتنفيذ لهذا المشروع دون استثناء.