ربما :أريدُ رجلاً

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

( أصعب ألم أنك لا تدري.. أتنتظر أم تنسى !)

• أريد رجلاً

أكون قد انتظرته طويلاً

أحببته في خيالي قبل كل شيء

أحقق به دعواتي التي أرسلها يومياً إلى السماء

رجلاً أحمل اسمه في أوراقي الرسمية

صورته في حافظة نقودي

يكون هوية قلبي الجديد

فارس أحلامي

أمير ُ دعواتي

أقربهم إلي ولو كان بعيداً

يقيني وجع الانتظار

وكوارث الانتظار

وإرهاق النفس مع الانتظار

رجلاً يرفقُ بي، يرافقني

يصحبُ أحلى مرحلةٍ في حياتي

أرتدي له ثوبي الأبيض

أنجب منه أطفال خيالي

أكون له ست النساء

خير النساء

بل كُل نساء الدنيا.

• أريد رجلاً

أختم به أسماء أطفالي

أرى ملامحه في وجوههم

عينيه في نوف

نظرته في نوّاف

عصبيته في نايف

مزاجيته فيهم جميعاً

رجلاً

يسمعني حينَ يراقصني

كلماتٍ ليست كالكلمات

يأخذني من تحت ذراعي

يزرعني في إحدى الغيمات

رجلاً

أكتفي به عن كل البشر

أثقُ به

بعد أن قل الثقات

كلامه من فضة

وسكوته من ذهب

حضوره يغني عن الآخرين

وغيابه لا يملأه أحد

كبصمةٍ ثابتة

لا تتغير بتغير الأيام.

• أريد رجلاً

أسافر معه في رحلةٍ طويلة

ليس لها نداءٌ أخير

ولا قطار أخير

ولا محطة أخيرة

رجلا

يكون هو البدايات

هو آخر السواحل

هو المرسى، هو الميناء

هًو كل الطرق والنهايات

رجلاً يملأ حياتي بالدهشة

وعالَمي بالقصص المثيرة

يزاحمهم فيَّ

يستودعني الله دائماً

يُحصنني من غياب ابتسامة

أو ذبول فرح

أو انتكاسة قلب

يخشي علي من كل شيء

من الوجع

من الألم

من التعب

من الآه.

• أريدُ رجلاً

يقف إلى جانبي

يمضي بي في الحياة

يحتضن كِبر سني

يحتفل معي بأول خصلة بيضاء

تغزو جذلتي وظفائر شعري

وأول تجاعيد للزمن

تظهر فوق ملامح وجهي

تحت عيني

في جبيني

أريدُ رجلاً

يحتوي شيخوخة عمري

أتكئ عليه

أستندُ إليه كلما انكسرت روحي

أصنع معه أجمل الذكريات

يحبني بعمق

لا يكسر لي خاطرا

ولا يجرح لي قلبا

ولا يخدش لي شعورا

رجلاً

أنا ذنبه الذي لا يتوب عنه

وشمس عمره

التي لا تغيب.

• إليه حيثما غاب:

‏«إنِّي أُحبّك

رغم أنف قبيلتي

‏ومدينتي

وسلاسل العادات»