1191048
1191048
عمان اليوم

ملتقى القيادة الصحية وصناعة القرارات يؤكد على بيئة العمل الإيجابية والتوجيهات المستقبلية

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

السيد هيثم يشيد بمخرجات مشروع «نتاج» -

كتبت- عهود الجيلانية:-

افتتحت وزارة الصحة صباح أمس أعمال الملتقى الأول للقيادة وصناعة القرارات «نتاج» تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وذلك بقاعة المؤتمرات بفندق شيراتون مسقط.

شارك في الملتقى ما يقارب 300 من المهتمين وأصحاب التجارب والخبرات والدراسات، كما حاضر فيه نخبة من ذوي الخبرات العلمية على المستوى الوطني والعالمي، وتمت مناقشة خمسة محاور علمية طرحت خلالها ثماني عشر ورقة عمل ضمن العرض المرئي، وثلاثون ملصقا علمياً ضمن المعرض المصاحب للملتقى.

وقد أشاد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد بأهمية ملتقى القيادة وصناعة القرارات ومخرجاته الهامة واستفادة كافة مؤسسات الدولة بنتائجه ليس وزارة الصحة فقط، موضحا أن الكتب الخاصة التي ستصدر في القيادة ستخدم كافة العاملين، حيث ستكون مرجعا شاملا لكافة مؤسسات الدولة، وما قدمه المختصون بوزارة الصحة في الملتقى مبشر بالخير متمنيا لهم كل التوفيق.

من جهته اعتبر معالي الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة في تصريحه لوسائل الإعلام أن القيادة والحوكمة إحدى ركائز القطاع الصحي الناجح فقال: شكلت فرق عمل مختصة من العاملين في القطاع الصحي من العمانيين وزملائهم الوافدين، وقاموا بدراسات موسعة عرضت نتائجها في الملتقى، حيث تبيّن مدى أهمية القيادة في أي قطاع خاصة القطاع الصحي الذي يلامس حياة كل فرد في البلد من مواطنين ومقيمين، فالقيادة محور رئيسي لنجاح أي مؤسسة، والقطاع الصحي ولله الحمد منذ تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد –حفظه الله- مقاليد الحكم في تطوير مستمر ونجاحات متوالية.

وأضاف: منح وزارة الصحة الجائزة الماسية الدولية للتميز في الجودة من قبل المؤسسة الأوروبية لبحوث الجودة لم تأت اعتباطا، وإنما جاءت نتيجة لما حققه القطاع الصحي بدعم جلالته -حفظه الله- وحكومته بالإضافة إلى دور موظفي الوزارة القياديين في كل المجالات، وأيضا ما نسعى فيه من تمكين للعاملين في التخصصات الطبية والطبية المساعدة والإداريين، ليكونوا قياديين متميزين للحفاظ على ما تم تحقيقه في القطاع الصحي وتطويره، وهذه إحدى المبادرات مشيرا إلى وجود العديد من المبادرات القيمة التي وفرت على الوزارة والحكومة مبالغ مالية ساهمت في تحسين الخدمات ورفع مستوى رضا المستفيدين من الخدمة ومقدمي الخدمة، وفي كل عام تنظم الوزارة ملتقى للمبادرات المجيدة الذي أنجز من خلاله الكثير من المهام الصعبة، فمثلا هناك شكاوى بكثرة الإجازات المرضية فعملت إحدى المؤسسات الصحية بشمال الباطنة إلى تقليل الإجازات المرضية بنسبة تجاوزت 67% قام بها أحد المبادرين القياديين وهو طبيب، ومبادرة أخرى ساهمت في خفض بنسبة 50% في الجوانب المتعلقة بوصف الأدوية المسببة للإدمان، ونطمح في الختام إلى التوسّع في مجالات الملتقى حيث نأمل أن يعقد العام المقبل مؤتمر على المستوى الدولي تشارك فيه كافة القطاعات، ناهيك عن إصدار كتاب القيادات الذي سيفيد كافة العاملين بعد منحه الملكية الفكرية وسيتم نشره باللغتين.

ومن جانبه أكد سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية أن القيادة من العناصر الهامة في المنظومة المؤسسية سواء كانت صحية أوغيرها، ووجود عدد من القادة في تقسيمات مختلفة سواء في الأقسام أو الدوائر أو المديريات في أي تنظيم مؤسسي يساهم في جودة العمل، وقال: كلما ارتفعت جودة القياديين كلما كانت المؤسسة أقدر في التعامل مع الظروف اليومية وتحقيق وإنجاز الأهداف المنوطة وأيضا بوجود القادة تستطيع أن تضطلع بمهام أكبر في المستقبل وتبحث عن حلول ناجعة للتحديات الموجودة وتستفيد من العقول في سبر أغوار الفرص المتاحة في التقسيمات ووزارة الصحة كغيرها من الوزارات التي لديها طموحات كبيرة مستقبلية وتعول اليوم على منتسبيها الموظفين وما يقومون به من واجبات ومهام منوطة بهم ونأمل مواصلة الطريق.

وأضاف: واجب القادة جميعهم في كافة مستوياتهم تلمّس عدد أكبر من القادة الموجودين، وكل شخص يعتبر مسؤولا في مؤسسته وبالتالي المسؤولية المشتركة هذه تحتم على الجميع تجويد العمل اليومي وتفعيلها لتنتج أفعالا تفيد في تحقيق النتائج. وطموح وزارة الصحة في القيادة وصناعة القرارات بدأ بالعمل على المشروع الذي آتى ثماره، وعدد البحوث العلمية التي تقدم بها موظفو الوزارة سيستفاد منها، وستؤدي إلى إضافة لبنات جديدة وسيعين الوزارة على تحقيق طموحاتها.

استعراض المشروع

وتضمن الملتقى عرضا مرئيا قدّمه الدكتور ماجد بن راشد المقبالي مدير عام شؤون التمريض ورئيس اللجنة العلمية للملتقى استعرض فيه مراحل مشروع القيادة وصناعة القرارات، وهو الذي تبنته وزارة الصحة منذ العام 2012 حتى الآن، وقال: مشروع القيادة في وزارة الصحة رحلة مستمرة لسبر أغوار القيادة وليست حدثا مؤقتا، وتقوم الوزارة حاليا بالاستفادة مما تم تحقيقه حتى هذه المرحلة بغية طرح حزمة جديدة من العناصر المرتبطة بالمشروع، ومن أهم هذه العناصر دراسة بيئة العمل ومعرفة إن كانت البيئة داعمة لتطوير الأفراد ونمو القادة في المجالات المختلفة المرتبطة بمهام الوزارة. وقد مكّن المشروع عددا كبيرا من موظفي الوزارة من بناء قدرات عملية هامة في مجالات البحث العلمي وتقصي بيئة العمل بالوزارة والإسهام في إدراك مقترحات عديدة، كما أن الملتقى سيوفّر جيلا من الموظفين القادرين على الإسهام في تطويرها بالحاضر والمستقبل ما سيؤدي إلى تطوير خدماتها.

وذكر المقبالي أبرز التوصيات التي لخصها المشروع والتي تمثلت في مراجعة الوصف الوظيفي للقيادات الصحية، ومراجعة معايير التوظيف المستخدم لتعيين القيادات باستخدام الكفايات القيادية، ومراجعة نظام التقييم الخاص بالقيادات الصحية، ووضع مبادئ توجيهية لاستخدام نموذج القيادة عبر التخصصات والعمل بالتعاون مع جهات تعليم المهن الصحية لضمان إدراج الكفايات القيادية في المهن الصحية ومناهج التعليم ذات الصلة في المستقبل.

وأضاف: بدأنا بإجراء بحث علمي حكم في جهات أكاديمية خارج السلطنة وخرجنا بست وثلاثين كفاية أو مهارة في القيادة، ومن ثم بدأنا بتطبيق التوصيات، ومن ضمنها عملنا على صياغة وإعداد مادة علمية أو كتاب تعكس تلك المهارات وتحركنا لصياغة هوية المشروع وأسميناها «نتاج»، وهي تعكس الجهود المبذولة بالتعاون مع كافة الموظفين بمختلف المحافظات، وكلهم أتوا لتبادل الخبرات وعمل البحوث، وكلهم بانتظار النتائج، لذا يسمى الموضوع «نتاج»، وأضاف: هناك جهات متعددة خارج الوزارة أيضا تنتظر لتكون عضوا في هذا الملتقى؛ بهدف تحسين وتعزيز القيادة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المؤسسي. كما تطرق المقبالي إلى الأمور التي تحققت حاليا في موضوع القيادة، فهناك مجموعة من الموظفين الذين يملكون خبرات مميزة في هذا الجانب ويمكن تعزيزها مستقبلا وتخلق الكثير من الإنجازات.

بعد ذلك ألقى سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي محاضرة حول القيادة وصناعة القرارات عَرّف فيها القيادة بأنها عملية التأثير التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المقصودة من خلال الأدوات المؤسسية والشخصية، وهي علم وفن التحفيز وبث الحماس، وهي علم وفن إيصال رغبة تحقيق الأهداف إلى الآخرين، حتى يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة.

الجائزة الماسية

وتحدث الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير عام مركز ضمان الجودة عن حصول وزارة الصحة على الجائزة الماسية الدولية للتميّز في الجودة من قبل المؤسسة الأوروبية لبحوث الجودة، قائلا: تعتبر الجائزة تكريما للقطاع الصحي ووزارة الصحة بشكل خاص واعترافا من المؤسسات العالمية وتتويجا للجهود المثمرة التي يبذلها القائمون على النظام الصحي في السلطنة على رأسهم معالي الوزير بمساندة أصحاب السعادة وبقية العاملين في وزارة الصحة، فالجائزة تمنح لمؤسسات تعمل في المجال الخدمي بمختلف أنواعه من مختلف دول العالم، وتعترف المؤسسة المانحة للجائزة بعدة معايير يتم من خلالها تقييم المؤسسات. مشيرا إلى أن نجاح المؤسسات بالاعتماد على القيادات من حيث وضوح الرؤية والأهداف والمسار الذي تتخذه المؤسسة لتحقق أهدافها وتمكين العاملين من حيث الكفاءة والقدرات وتعزيز الأدوار والتدريب والتوجيه والإرشاد والتواصل الفعال مع أفراد المجتمع من أجل تلبية متطلباتهم ووضوح التقييم الذاتي، واعتمادا عليه تم منح الوزارة الجائزة.

ثم قام صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة راعي الملتقى والحضور بجولة في المعرض المصاحب.

شارك في الملتقى الذي تنظمه وزارة الصحة أكثر من 300 مشارك من المهتمين بهذا الشأن من أصحاب التجارب والخبرات والدراسات وأوراق العمل في هذا المجال، كما حاضر فيه نخبة من ذوي الخبرات العلمية على المستوى الوطني والعالمي، حيث تم بحث ومناقشة خمسة محاور علمية طرحت خلالها ثماني عشرة ورقة عمل ضمن العرض المرئي، وثلاثون ملصقا علمياً ضمن المعرض المصاحب للملتقى.

وتمثل المحور الأول حول الإدارة والتركيز على الأفراد، حيث ألقى الدكتور غالب الحوسني نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموارد البشرية للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) محاضرة بعنوان «تعزيز القيادة من خلال المشاركة والتحوّل الثقافي»، وتناول المحور أيضا مواضيع أخرى متعلقة بالقيادة المتوقعة والتحديات وتعزيز القيادة والامتثال للسلامة في مكان العمل. فيما تناول المحور الثاني موضوع التحفيز على النتائج.

وسلط المحور الثالث الضوء على القيادة المبنية على النتائج وبناء العلاقات، حيث ألقى الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير عام مركز ضمان الجودة بوزارة الصحة محاضرة بعنوان «رفع مستوى الرضا ومشاركة الموظفين»، إضافة إلى محاضرات أخرى حول تأثير الأساليب القيادية التي يتبناها عمداء الهيئات الدراسية وتطوير المراحل التدريبية للفئات الوطنية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للمختبرات الطبية، والقيادة واتخاذ القرارات خلال المسار المهني.

أما المحور الرابع فتحدث عن «الممارسات المتوائمة ثقافياً»، وألقت فيها الدكتورة سهيلة الهاشمية أستاذة مساعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس محاضرة بعنوان «القيادة والذكاء العاطفي»، وشمل أيضا ثلاث محاضرات في نفس المجال.

وناقش المحور الأخير: «المعرفة المهنية» وشمل بيئة العمل الإيجابية والتعامل مع نقص الموظفين. كما شمل مراجعة تكاملية والتوجيهات المستقبلية حول القيادة والرعاية الصحية المبنية على البراهين والأدلة العلمية. بالإضافة لمبادرات تحسين الجودة في التعامل مع حديثي الولادة.