hamda
hamda
أعمدة

أنا وقلبي

11 ديسمبر 2017
11 ديسمبر 2017

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

من باب (قلب المؤمن دليله) و(استفت قلبك) بدأت مع قلبي علاقة مختلفة مؤخرًا أساسها الحوار والاعتراف بالفضل، وقررت استشارته في كل خطوة أخطوها يراودني شك فيها، العجيب في الأمر أنني لم أكن أعر قلبي انتباها طوال السنين الماضية فيما يتعلق بمشاركة عقلي في اتخاذ القرارات الحاسمة والمهمة، فقد كنت أظن مخطئة بأنه يمكنني الاعتماد على عقلي في هذه المهمة، فلم يخطر ببالي مطلقا أن قلبي أيضًا يمكن أن يكون له رأي.

قبل أيام فتحت بالصدفة على فيديو على قناة يوتيوب من برنامج أوبرا وينفري الجديد (روح خارقة) والذي استضافت فيه توني روبنز، في ختام هذه الحلقة طلب روبنز من الحضور أن يضع كل واحد منهم يده على قلبه، ويستفتيه قبل الشروع في بدء أي يوم.

ولكون أن أحد الأمور التي أعمل عليها هو تطبيق ما أتعلم من أي معلم أمنحه جزءًا من وقتي وأجد بأن ما يقدمه يستحق ذلك الوقت الثمين، نفذت التعليمات معه بأن وضعت يدي على قلبي، ما حدث بعد ذلك كان مذهلا فقد وجدتني أبدأ حوارًا حميميًا مع قلبي الذي نادرا ما أستشعر وجوده، إلا في حال أراد تذكيري من خلال وخزة الألم التي كثيرًا ما تأتي مفاجئة وبدون سابق إنذار، عرفت مع الوقت أنني من أقوم بجلب هذا الألم لقلبي المسكين، من خلال استحضار فكرة ما خطرت على بالي فجأة، أحيانا كثيرة أسمح لنفسي في الغوص في عمق هذه الفكرة، والسماح لها أن تجرني معها إلى حفرة مظلمة من الأفكار السلبية، ترتبط أغلبها بأحداث عفى عليها الزمن، أو أن مسبباتها قد انتهت، وظننت بالتالي أن الألم ذهب معها، إلى أن أدركت أن بعض الألم يبقى كالوشم على جدار القلب ما لم أتعلم كيف أسامح وأنسى.

اكتشفت إلى أي حد هو مرتبط بالضمير الحي بداخلنا، والذي أحيانا قد يتعارض مع المنطق الذي يحاول العقل أن يقنعنا به، خاصة إذا تعلمت كيف تبقيه نقيًا طاهرًا، فالقلب يرى أعمق مما يراه العقل أحيانًا، والمذهل حقا أن القلب أكثر شجاعة بكثير من العقل، ففي حين وقف عقلي عائقًا طوال السنين الماضية بيني وبين كثير من التجارب، وجدت أن قلبي يحثني عليها ويدفعني لها دفعا، أمر أجده مذهلا حقا.

والنتيجة أنني أعيش أثرى فترات حياتي على الإطلاق، أعيد من خلالها اكتشاف العالم من حولي، بعين الحب، التي تجعل كل التحديات من حولي تبدو يسيرة للغاية، وما كنت أظنه يوما صعبا بات يسيرًا للغاية، وبدا كثير من القبيح جميلا، وتحول الأعداء إلى أصدقاء حميمين، كل هذا لأنني قررت أن أستفتي قلبي، الذي اكتشفت أنه أكبر بكثير من مجرد عضلة تضخ الدم لتبقيني على قيد الحياة. تباركت ربي وتعاليت.