1190333
1190333
المنوعات

أبـو بـكـر سـالم... وداعا

11 ديسمبر 2017
11 ديسمبر 2017

ورحل أبرز أعمدة الفن الأصيل -

عمان: رحل مساء أمس الأول أحد أبرز أعمدة الفن الأصيل، وركيزة أساسية في الفن اليمني العريق، رحيل أبكى معجبيه على امتداد الوطن العربي، الذين وصل إليهم فنه الأصيل وصوته ذو الطبقات المتعددة، ومقدرته الفذة في أداء ألوان مختلفة في الغناء، صوت له عمقه وقدرته في أداء القرار بتميز، والجواب بتمكن، رحل «أبو بكر سالم بلفقيه» تاركًا حقيبة غنائية ثقيلة في سجل الفن الأصيل.

تغنى الراحل طويلًا «بحر المحبة غزير»، ولكنه اليوم بعد رحيله مع كل المشاعر التي نزفت في كلمات مودعيه يثبت أن محبة الراحل في القلوب «أكثر غزارة»، بل وأن سيرته الغنائية هي بحر عمقه وغزارته أكثر.

الفنان الراحل هو من مواليد السابع عشر من مارس عام 1939، وقد رحل وهو في عمر يناهز الثامنة والسبعين، بعد صراع مع المرض، قدم خلال تلك الفترة الطويلة منذ انطلاقته في الغناء عام 1956 مسيرة فنية بأجمل الأعمال التي جعلته المسيطر على الساحة الغنائية الخليجية، فكانت البداية في أغنية «ياورد محلا جمالك بين الورود»، وكانت البداية نحو سلم الاحتراف، وبصمة إثبات حضوره في الوسط الفني لمسيرة العطاء.

 

تنقل الفنان الراحل بين عاصمة الفن «بيروت»، إلى أرض الغناء «القاهرة»، استقرارًا في الرياض بعد أن حمل الجنسية السعودية في السبعينات، فكانت تلك التنقلات لتسجيل الأغاني في الأستوديوهات، والالتقاء بكبار فناني الوطن العربي، ولكنه رغم كل التنقلات في سبيل الغناء إلا أن ما قدمه من أعمال كانت متعمقة في ما يكنه من حب لبلده اليمن، كان ينتقي أجمل الأشعار اليمنية، ويتغزل في التفاصيل العدنية، واختياره اللون العدني في غناء باللهجة العدنية أيضا، كما يمكن أن تصنف أغلب أعمال الفنان الراحل أبو بكر سالم بالأغاني الحضرمية، والتي جعلت اسمه دائما مرتبطا باسم الشاعر حسين المحضار، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني الخليجية واختيار ألوان غنائية مختلفة، بالإضافة إلى انتقاء بعض أشعار أبو القاسم الشابي، ليحوي سجله التاريخي بعض الأغاني الفصيحة، ولكن مشاعر المغترب كلمات الشوق كانت لها حضورها في أجمل ما غناه الراحل، فتغنى باسم الوطن والحب، وانتقى أغانيه بعناية، رغم أن بعضها كانت ذات كلمات بسيطة إلا أنها حازت على حب وإعجاب فئة كبيرة من الجمهور المستمع، واستحق نتيجة سيرته الحافلة تكريما وجوائز ومحبة عميقة، فأثار رحيله ضجة كبيرة في الوسط الفني وجمهور الوطن العربي المتابع والمتتبع لكل عطاءاته الفنية.

كان الفنان الراحل قد سجل حضوره في العديد من المناسبات الغنائية، وكسب جوائز وألقابًا مختلفة، كان أبرزها لقب اليونسكو كثاني أحسن صوت في العالم، بالإضافة إلى أوسمة في محافل فنية عالمية، فالفنان الكبير أبو بكر سالم ينتقي الأشعار والألحان لأغانيه بنفسه، بالإضافة إلى تلحينه أيضًا لمعظم أغانيه بنفسه، فهو ليس فنانا فحسب، وإنما مدرسة غنائية رشف من معين عطائه الفني العديد من الفنانين في الخليج العربي.

في إبريل ٢٠١٤ كرمت السلطنة الفنان الراحل أبوبكر سالم بوسام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وذلك تقديرًا لعطائه الفني في الارتقاء بمستوى الأغنية الخليجية الأصيلة، وغنى -رحمه الله- أغنية وطنية لعمان حملت عنوان «مشتاق للمغنى»، من ألحان السيد خالد بن حمد، وكلمات سعيد البرعمي.