الاقتصادية

تراجع النفط بفعل ارتفاع الإنتاج الأمريكي مع تسارع أنشطة الحفر والتنقيب

11 ديسمبر 2017
11 ديسمبر 2017

63.20 دولار لبرميل «برنت» -

عمان- ( رويترز) : تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية بفعل تسارع أنشطة الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز احتمالات ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي لمستوى قياسي جديد، الأمر الذي يقوض الجهود المبذولة من أوبك والمنتجين المستقلين، والتي تهدف إلى دعم الأسعار وتحقيق التوازن بالسوق. ونزل خام برنت إلى مستوى 63.20 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 63.23 دولار ، وسجل أعلى مستوى 63.45 دولار، وأدنى مستوى 62.98 دولار . وتراجع الخام الأمريكي بنحو 2.0% إلى مستوى 56.99 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 57.23 دولار، وسجل أعلى مستوى 57.35 دولار، وأدنى مستوى 56.90 دولار .

أضاف الخام الأمريكي عند تسوية يوم الجمعة ارتفاعا بنسبة 1.2% ، وصعدت عقود برنت بنسبة 2.1% ، في ثاني مكسب يومي على التوالي، بدعم ارتفاع واردات النفط إلى الصين قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال نوفمبر. وفقدت أسعار النفط 1.7% على مدار تعاملات الأسبوع الماضي، في ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، بفعل ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة لمستوى قياسي جديد. أعلنت شركة «بيكر هيوز» للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر الأمريكية بمقدار 2 منصة، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، ليصبح إجمالي المنصات العاملة حاليا 751 منصة، وهو أعلى مستوى للمنصات منذ الأسبوع المنتهي 8 سبتمبر الماضي. وسجل الإنتاج الأمريكي زيادة مقدرها 25 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر الجاري، ليصبح إجمالي الإنتاج 9.71 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي منذ تجميع البيانات أسبوعيا عام 1982.

ــــ وفي التعاملات الآسيوية استقرت أسعار النفط امس فيما يقابل تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في الوقت الحالي زيادة في عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة ما يعني زيادة أخرى في الإنتاج الأمريكي. وبلغ سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57.32 دولار للبرميل عند الساعة 0749 بتوقيت جرينتش متراجعا أربعة سنتات عن سعر التسوية السابقة. ولم يطرأ تغيير يذكر على سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت عند 63.40 دولار للبرميل.

وارتفعت أسعار النفط بما يوازي أكثر من الثلث من أدنى مستوياتها في 2017 مما يرجع بصفة أساسية إلى تخفيضات إنتاج أوبك ومجموعة من المنتجين المستقلين من بينهم روسيا المطبقة منذ بداية العام. ولكن المحللين يقولون إن ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة، التي لم تشارك في اتفاق خفض الإنتاج، قد يقوض تأثير التخفيضات. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة إن شركات الحفر أضافت حفارين نفطيين اثنين في الأسبوع المنتهي في الثامن من ديسمبر ليرتفع العدد الإجمالي إلى 751 حفارا وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر .

وتشير زيادة عدد منصات الحفر إلى زيادة أخرى في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام والذي زاد بالفعل أكثر من 15 في المائة منذ منتصف 2016 إلى 9.71 مليون برميل يوميا. ويعد هذا أعلى مستوى لإنتاج الولايات المتحدة منذ بداية السبعينات ويقترب من مستوى إنتاج روسيا والسعودية أكبر منتجين للنفط الخام. ويهدد ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة بتقويض جهود دعم الأسعار من خلال تقليص المعروض من النفط.

جولدمان ساكس يتوقع التزاما

قويا من أوبك وروسيا

ـــ وعلى صعيد خفض إنتاج المصدرين قال جولدمان ساكس إنه يتوقع التزاما قويا من منظمة (أوبك) والمنتجين الآخرين بتخفيضات إنتاج النفط العالمية في النصف الأول من 2018. وقال جولدمان امس «استعادة النفط لتوازنه تتلقى دعما من التزام أوبك القوي الذي بلغ مستويات مرتفعة جديدة في نوفمبر وكذلك من النمو الممتاز للطلب».

لكن البنك يتوقع أن يرتفع إنتاج أوبك وروسيا 515 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2018 مع عودة مستويات المخزون إلى طبيعتها بحلول الصيف المقبل بفضل ارتفاع الطلب. وفي أواخر نوفمبر اتفقت أوبك مع منتجين مستقلين من بينهم روسيا على إبقاء تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2018.

واستقرت أسواق النفط امس في الوقت الذي تواجه فيه تخفيضات الإنتاج إثر ارتفاع أنشطة الحفر في الولايات المتحدة والتي تنبئ بزيادة أخرى في الإنتاج الأمريكي.

السعودية تنوي إبقاء صادرات نفط يناير عند 6.9 مليون برميل يوميا

ـــ السعودية : قال مصدر بقطاع النفط مطلع على خطط التصدير السعودية لرويترز إن المملكة أكبر مصدر للخام في العالم تعتزم إبقاء صادراتها النفطية في يناير عند 6.9 مليون برميل يوميا إذ تتوقع نموا قويا للطلب. وقالت وزارة الطاقة السعودية في بيان لاحق امس إن أرامكو السعودية تعتزم خفض صادرات النفط الخام لآسيا في يناير بما يزيد على 100 ألف برميل يوميا مقارنة مع ديسمبر بينما ستبقي على صادراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا مستقرة. وقالت الوزارة «فيما يخص يناير 2018، ستبقي أرامكو السعودية على الإمدادات مستقرة إلى جميع المناطق عند المستويات المنخفضة لعام 2017.

«ستبقي أرامكو إجمالا على مستويات إمداداتها الشهر القادم عند مستوياتها المنخفضة الأخيرة». وقالت خمسة مصادر على دراية مباشرة بالأمر أمس إن السعودية ستورد كامل الكميات المتعاقد عليها لخمس شركات تكرير في شمال آسيا في يناير دون تغيير عن الشهر السابق. وقال مصدر بقطاع النفط مطلع على الخطط التصديرية للمملكة إن الطلب على النفط «قوي ومتين» في آسيا على وجه الخصوص ومن المتوقع أن يظل قويا بفضل موسم التدفئة في الشتاء.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون غير أعضاء في المنظمة تقودهم روسيا الشهر الماضي على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2018 مع سعيهم للتخلص من تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار. وخفضت السعودية الصادرات 120 ألف برميل يوميا في ديسمبر من أكثر من سبعة ملايين بقليل في نوفمبر مع تقليص المخصصات لجميع المناطق. وخفضت المملكة الإمدادات للولايات المتحدة أكثر من عشرة بالمائة. ويتيح الانخفاض الموسمي للطلب المحلي على الخام المزيد من النفط للتصدير في أشهر الشتاء. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان «يتفق ذلك مع مواصلة التزامنا بتعهداتنا في ظل إعلان التعاون بل وتجاوزها في واقع الأمر». وتابع «نأمل أن نكون مثالا يحتذى لشركائنا في أوبك ومن خارجها كي تبقى نسب الامتثال فوق 100 بالمائة ولتعجيل خطى إعادة التوازن للسوق».

الإمارات: أوبك وحلفاؤها

يعلنون استراتيجية

خروج من التخفيضات في يونيو

ـــ من جانبه قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي امس إن منظمة أوبك والمنتجين المستقلين يعتزمون الإعلان عن استراتيجية خروج من تخفيضات الإنتاج في يونيو . وصرح المزروعي للصحفيين أنه من السابق لأوانه الحديث عن شكل هذه الاستراتيجية قبل يونيو وهو الموعد المحدد لاجتماع أوبك وروسيا والمنتجين الآخرين المشاركين في الاتفاق. وقال في أبوظبي «سنعلن.. الاستراتيجية في اجتماع يونيو وهذا لا يعني أننا سنخرج في يونيو هذا يعني أننا سنضع استراتيجية.» وأضاف: نأمل أن تكون السوق في وضع أفضل كثيرا لكي نتوصل لاستراتيجية خروج ونعلنها». وقال «ما تلك الاستراتيجية؟ لا يمكن أن يتكهن أحد بهيئتها أو شكلها أو كيف ستنفذ قبل أن يجتمع الجميع. كل صوت في هذه المجموعة له أهمية. من الظلم ان يأتي أي شخص ويحاول التوقع». وتتولي الإمارات رئاسة منظمة أوبك في 2018.

وأمس الأول الأحد قال وزير النفط الكويتي إن منظمة أوبك والمنتجين من خارجها سيدرسون قبل يونيو المقبل إمكانية وضع استراتيجية لكيفية الخروج من اتفاق خفض الإنتاج. وقال المزروعي «اعتقد أن الاتفاق نجح تماما. نحن متفائلون بشأن النمو في العام المقبل، سواء نمو الاقتصاد العالمي أو نمو الطلب» مضيفا أن أوبك « ستفعل دائما الأفضل للسوق». وخفضت روسيا الإنتاج بشكل كبير العام الحالي بالتعاون مع أوبك لأول مرة وهي تضغط من أجل توجيه رسالة واضحة بشأن توقيت الخروج من تخفيضات الإنتاج كي لا تتحول السوق لعجز قبل الأوان أو ترتفع الأسعار بوتيرة سريعة أو ترفع شركات النفط الصخري الأمريكية الإنتاج أكثر.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الأربعاء: إنه من المبكر جدا الحديث عن خروج محتمل من الاتفاق العالمي لخفض انتاج النفط وإن الانسحاب من الاتفاق في نهاية المطاف يجب أن يكون تدريجيا.

ــــ قالت ثلاثة مصادر تلقت إخطارا من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إن الشركة طلبت رأي مشترين آسيويين امس بشأن تغيير آليتها للتسعير الشهري للخام في إطار مراجعة تجريها للأسعار. وأضافت أن الشركة المنتجة للنفط تطلب من المشترين التصويت على ما إذا كان يجب عليها أن تحافظ على نظامها القائم للتسعير بأثر رجعي أو تغييره إلى تسعير آجل في موعد أقصاه 12 ديسمبر. ولم تفصح أدنوك عن الكيفية التي تعتزم بها الانتقال إلى التسعير الآجل ولم يتسن الوصول إلى الشركة بعد للحصول على تعليق. وتنشر أدنوك في الوقت الراهن الأسعار الشهرية لجميع الدرجات الثلاثة لخامها مربان وداس وزاكوم العلوي بعد ثلاثة أشهر تقريبا من تداول الشحنات.

وقالت مصادر تجارية في آسيا إن التغيير إلى التسعير الآجل سيجعل أسعار خام أبوظبي متماشية مع بقية منتجي الشرق الأوسط مثل السعودية وسيسهل على المشترين حساب تكاليف التكرير والأرباح.