1189342
1189342
العرب والعالم

أردوغان: القبارصة الأتراك «مشاركون في ملكية» الجزيرة وليسوا أقلية

10 ديسمبر 2017
10 ديسمبر 2017

تركيا توافق على عودة مهاجرين من اليونان إلى أراضيها -

أثينا - إسطنبول - (أ ف ب): أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة نشرتها أمس مجلة «تو فيما» الأسبوعية اليونانية، ان القبارصة الأتراك «مشاركون في ملكية» الجزيرة المتوسطية المقسومة، وليسوا أقلية.

وأضاف اردوغان الذي قام هذا الأسبوع بزيارة رسمية لليونان، هي الأولى لرئيس تركي منذ 65 عاما، «لن يتم أبدا خفض القبارصة الأتراك الى وضع الأقلية، كما يرغب في ذلك القبارصة اليونانيون، في جزيرة يتشاركون في ملكيتها».

وقبرص التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، مقسومة إلى شطرين منذ اجتياح الجيش التركي في 1974 شطرها الشمالي، ردا على انقلاب كان يهدف الى إلحاق الجزيرة باليونان.

والجزيرة مقسومة بين الجمهورية القبرصية، العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، والتي لا تمارس سلطتها إلا على الشطر الجنوبي للجزيرة المأهول بالقبارصة اليونانيين، و«جمهورية شمال قبرص التركية» (38% من مساحة الجزيرة) التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة ولا تعترف بها إلا أنقرة.

وتنشر تركيا فيها حوالي 35 ألف جندي، تطالب نيقوسيا المدعومة من أثينا بانسحابهم الكامل.

وفي يوليو، أخفقت مفاوضات جديدة لإعادة توحيد الجزيرة.

فقد اصطدمت بقضية الانسحاب واستمرار حق التدخل من جانب واحد الذي تحتفظ البلدان الثلاثة «الضامنة» (اليونان وتركيا وبريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة)، ويريد القبارصة اليونانيون إلغاءه.

واعتبر اردوغان ان عقودا من المفاوضات أثبتت ان «لدى القبارصة اليونانيين مشكلة حقيقية تتعلق بتقاسم السلطة»، مشيرا إلى انهم «دائما ما يرون قبرص جزيرة يونانية».

وأضاف أن «المفاوضات محكومة بأن تبقى عقيمة اذا لم يحصل أي تغيير يؤدي الى فهم ان القبارصة الأتراك متساوون سياسيا».

وفي 2004، كشف استفتاء مزدوج رفض القبارصة اليونانيين بأكثر من 75% خطة لإعادة التوحيد طرحتها الأمم المتحدة، في حين وافق عليها القبارصة الأتراك بحوالي 65%.

وفي شأن مختلف أقنعت اليونان تركيا بالموافقة على إعادة استقبال مهاجرين وصلوا إلى أراضيها انطلاقا من الأراضي التركية لتخفيف الاكتظاظ الكبير في مخيمات اللاجئين في جزرها، بحسب ما أفادت صحيفة يونانية.

وقالت صحيفة كاثيميريني انه تم التوصل إلى الاتفاق خلال زيارة دولة استمرت يومين قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع، وأثار خلالها غضب محاوريه بالتطرق إلى مسائل ترسيم الحدود وشكاوى حول معاملة اليونان للأقلية المسلمة فيها.

ويأتي الاتفاق الجديد ليكمل اتفاقا سابقا باستقبال تركيا مهاجرين عائدين من مخيمات جزر ايجه، ويندرج تحت بنود الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وتعذر الحصول على تعليق من رئاسة الحكومة اليونانية على ما ورد في التقرير.

إلا أن مصدرا في الحكومة اليونانية قال الجمعة ان أثينا وانقرة اتفقتا على «إجراءات تعاون جديدة تهدف الى تخفيف الاحتقان في الجزر، بموجب الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ولم يتضح بعد كيف سيكون رد فعل بروكسل على الاتفاق الجديد بحسب الصحيفة.

ويهدف الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي انتقدته منظمات حقوقية، إلى تحفيز أنقرة للحد من تدفق المهاجرين.

وبموجب هذا الاتفاق المثير للجدل تعهدت أنقرة باستقبال المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى الجزر اليونانية مقابل الحصول على مساعدات مالية، وتخفيف القيود الأوروبية على منح تأشيرات الدخول للأتراك.

وقد نجح الاتفاق إلى حد بعيد في تقليص أعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور بحر ايجه للوصول الى الجزر اليونانية، علما أن أنقرة هددت مرارا بالتخلي عنه لأسباب عدة بينها عدم الالتزام بتخفيف القيود على منح التأشيرات للسياحة.

وسجلت اليونان تراجعا حادا في وتيرة عودة المهاجرين إلى تركيا بعد الإجراءات التي أعقبت محاولة الانقلاب ضد اردوغان العام الماضي.

وتخشى اليونان نقل أعداد كبيرة من طالبي اللجوء الى الداخل اليوناني، معتبرة ان ذلك يناقض الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

كما أن دولا أوروبية أخرى تخشى من ان يتمكن طالبو اللجوء، ما ان يصبحوا في الداخل اليوناني، من إيجاد سبل للخروج من اليونان والتوجه إلى دول أغنى مثل ألمانيا حيث يزداد التململ من استقبال المزيد من طالبي اللجوء.

إلا أن بطء وتيرة نقل المهاجرين ولا سيما بسبب إجراءات التحقق من سيرة طالبي اللجوء أدت إلى تخطي مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية قدراتها الاستيعابية.