1188977
1188977
الاقتصادية

يوم مفتوح بصحار يستعرض قضايا الأمن الغذائي وأهمية توظيف التقنيات الحديثة

10 ديسمبر 2017
10 ديسمبر 2017

نظمته جامعة السلطان بالتعاون مع غرفة شمال الباطنة -

الجابري: الاستنزاف المفرط للمصادر الطبيعية أبرز تحديات القطاعين الزراعي والسمكي -

تغطية: خميس بن علي الخوالدي -

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان بشمال الباطنة يوما مفتوحا لطلبة العلوم الزراعية والبحرية حول الأمن الغذائي في سلامة الغذاء بحضور سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار والمكرم راشد اليحيائي عميد الكلية وعدد من اصحاب السعادة والمسؤولين والمعنيين والطلبة.

واكد الدكتور عمر بن سالم الجابري مساعد العميد لخدمة المجتمع والتدريب بكلية العلوم الزراعية والبحرية ان للكلية دورا مهما في الترابط المجتمعي وبناء جسور التعاون ونشر الوعي والمفهوم الحديث للجانبين الزراعي والبحري وارتباطهما الوثيق بالمجتمع والأمن الغذائي لدى كافة فئات المجتمع وتعتبر الأقرب للمجتمع نتيجة طبيعة ما تقوم به وما تساهم به لاستدامة المجتمعات.

واشار الجابري الى ان القطاعين الزراعي والبحري يواجهان تحديات كثيرة وأهمها الاستنزاف المفرط للمصادر الطبيعية من مياه ومخزون سمكي ولذلك يأتي دور الكلية في المساهمة لمواجهة هذه التحديات والتي لولا تظافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة مع الكلية لما تم التغلب على الكثير من التحديات التي واجهت هذه المنظومة.

واوضح الجابري ان كلية الزراعة بالجامعة تغذي سوق العمل العماني بكافة المخرجات المرتبطة بهذه القطاعات الحيوية إضافة الى زخم بحثي شهدت له كل الأوساط العلمية، كما ان لها سجلا بحثيا مشهودا له بالكفاءة ويوجد بالكلية 6 اقسام تطرح 10 تخصصات مختلفة، كما يتم طرح برنامجي البكالوريوس والدكتوراة وبذلك نشأت جماعة العلوم الزراعية والبحرية ونشأت معها مجموعات مرتبطة بالتخصص يشرف عليها مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع وتتكون من مشرف للجماعة ومساعد له ورئيس للجماعة تساهم في ربط الكلية بالمجتمع الجامعي والمحلي.

وقال ساعد بن عبدالله بن راشد الخروصي رئيس جمعية مزارعي الباطنة: ان الجميع يدرك أن الإبداع والابتكار هما الوسيلة نحو التقدم والعلو في كافة المجالات في ظل عالم متغير يرفض فكرة الاستنساخ والتشابه لتجارب الآخرين بل يجب السعي الى الإجادة والابتكار في مختلف المجالات ومن هنا تولدت الحاجة الى إيجاد مثل هذه الملتقيات من اجل تشجيع وتعزيز التعاون وتنمية الابتكار والعمل على إشراك القطاع الأكاديمي لأنهم محور بلورة الأفكار وتطويرها والعمل على تحفيز الشباب العماني وتبني أفكارهم وصقل مواهبهم الإبداعية وتوجيهها للارتقاء بأفكارهم لتطوير منتجات وأفكار تقدم حلولا ابتكارية بطرق حديثة ومتنوعة مستوحاة من واقع الشارع التجاري المتسارع واحتياجات السوق والذي يمكننا من احتضان هذه الأفكار مستقبلا ليتم ترجمتها بما يتناسب مع المتطلبات المحلية والعالمية.

واضاف الخروصي ان غرفة تجارة وصناعة عمان عبر اللجان المختلفة ولجنة الامن الغذائي على وجه الخصوص تسعى الى ايجاد تعاون فكري تجاري مشترك بين الأطراف المعنية لتحقيق الصناعات المنتظرة وإيجاد الحلول المناسبة في سبيل تذليل العقبات ليؤدي كل دوره بكل ثقة وانتاجية وأن يحقق التوجه العام في تنويع مصادر الدخل من خلال الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية والخدمية غير مرتبطة ارتباطا مباشرا بقطاع النفط.

توفير وتأمين الغذاء

وتضمن برنامج اليوم المفتوح محاضرات تناولت مختلف علوم التغذية والغذاء حيث القى الدكتور اسماعيل بن محمد البلوشي محاضرة تحدث فيها عن توفير الغذاء وما يشكله كماً ونوعاً للشعوب كأحد أهم التحديات التي تواجه الدول في ظل الازدياد الكبير لسكان الأرض إذ إن تأمين الغذاء يعتبر عامل استقرار وسيادة لتلك الدول ولذلك تتجه الدول لوضع العديد من الاستراتيجيات وتُنشأ العديد من اللجان التي تعمل على تحقيق الأمن الغذائي وتعرف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الأمن الغذائي بأنه توفير الغذاء لكل ناس في كل الأوقات ويتمكن الناس من الحصول عليه اجتماعيا واقتصاديا وبكمية كافية، على ان يكون الغذاء آمنا و تغذويا بحيث يلبى احتياجات المستهلك من العناصر التغذوية ويوفر الأولويات لحياة صحي مفعم بالنشاط.

واضاف البلوشي: ان تحقيق الأمن الغذائي يواجه تحديات كثيرة رئيسية منها المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، الأنفجار السكاني، نقص الموارد الطبيعية والبشرية والمادية، التغير المناخي ولعل تحدي تأمين سلامة الغذاء من المخاطر وأهم التحديات التي تحول دون تحقيق الأمن الغذائي ذلك انه لا قيمة لأي غذاء مهما كانت جودته ان لم يكن آمنا للاستهلاك الآدمي والحيواني والنباتي وتتعدد المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء منها المخاطر البيولوجية والكميائية والفزيائية.

واوضح البلوشي أن المبيدات بمختلف أنواعها واستخداماتها الجائر والعشوائي بقصد أو دون قصد تشكل أحد أهم المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء وتحول دون تحقيق الأمن الغذائي بغض النظر عن منافعها الاقتصادية، وتتفق العديد من المنظمات الدولية والدراسات على أن المبيدات تشكل سمية للإنسان والنبات والحيوان والبيئة وتبين الدراسات التي أجريت على الحيوانات في اوروبا أن 32 من 76 مبيدا فطريا و25 من 87 مبيدا للحشايش و24 من 66 مبيدا حشريا انها أما تكون مسرطنة أو تسبب سمية للتوالد والتطوير، أما الاستخدام الجائر للمبيدات فقد تسبب تلوث الماء والهواء وتؤثر بشكل سلبي على خصائص التربة كرقم الحموضة ومحتوى الرطوبة والمحتوى الميكروبي ومحتوى المركبات العضوية مشيرا الى ان هذه المعلومات نهدف من تقديمها الى توضيح خطورة المبيدات كعائق أساسي لتأمين سلامة الغذاء وأهمية تأمين سلامة الغذاء أولا كشرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي وبيان مسؤولية المزارع في تأمين سلامة الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي.

وقدم الدكتور علي الوهيبي محاضرة بعنوان «تطوير تربية نحل العسل في عمان الآمال والتحديات»

غموض واسرار

كما قدم الدكتور خالد الهاشمي من قسم العلوم البحرية والسمكية محاضرة تناول فيها عالم البحار والمحيطات وما يحفه من غموض وأسرار مشيرا الى ان العلماء استطاعوا من خلال البحث المضني التوصل الى معلوماتٍ قيّمة تخص الحياة البحرية وكائناتها والعلاقة بينهما وطرق التكيف مع التغيرات البيئية وطرق عيشها وأماكن تواجدها وغير ذلك من دواعي بقائها واستمرارها وان العيش في البيئة البحرية يختلف عن العيش في البيئة البرية من خلال ثلاثة عناصر وهي الطبقة العليا من البيئة البحرية تكون فقط مضاءة لذا تكون عملية التمثيل الضوئي محصورة من السطح الى عمق100متر ويكون القاع أسفل 1000كم في ظلام دامس والكائنات التي تعيش بمحاذاة الخط الساحلي يجب عليها التعامل مع حركة المياه نتيجة المد والجزر والأمواج والكائنات التي تعيش في الماء عليها دوما والتغلب على مقاومة الجاذبية والتكييف مع هذا الوضع إما بالسباحة وإما بالطفو كذلك يلزمها التأقلم مع نقص الاوكسجين وطريقة استخلاصه وكيفية الموازنة بين درجة حرارتها وحرارة محيطها وبين ملوحة جسمها وملوحة البحر.

وقدم المهندس احمد الغافري محاضرة حول تجربة محطة التجارب الزراعية بجامعة السلطان قابوس قدم خلالها نبذة عن محطة التجارب الزراعية والأدوار المختلفة التي تقوم بها وعن أنظمة الري المختلفة بمحطة التجارب الزراعية وطرق تشغيلها وإدارتها المتطورة اضافة الى التطور التدريجي في أنظمة الري في المحطة، كما قدم نبذة عن نظام التحكم المركزي بالري ودوره في رفع كفاءة استخدام مياه الري ونجاحات التحسين الوراثي في الحيوانات المزرعية.

والقى الدكتور محمد بن علي بن عبيد العبري أستاذ مساعد بقسم علوم الحيوان والبيطرة محاضرة أوضح من خلالها ان قطاع الإنتاج الحيواني يعتبر أحد أكثر القطاعات التي سيتطلب منها مواكبة الطلب المتوقع حيث سيزداد الطلب العالمي على اللحوم بشكل عام بنسبة 68 % وعلى الحليب ومشتقاته بنسبة 57% بحلول عام 2050 وأن تلك الزيادة في الطلب ستكون أكثر في الدول النامية منها بالمقارنة بالدول المتقدمة وذلك بسبب زيادة الدخل وتحسن مستوى المعيشة مصحوبين بارتفاع عدد السكان في تلك الدول.

واكد أن التزايد المستمر على المنتجات الحيوانية مع التأثير المتوقع للتغير المناخي من شح في المياه والمرعى وتزايد في درجات الحرارة يحتم على المنتجين استخدام آخر ما توصلت إليه التقنية في تغذية وصحة الحيوان وكذلك في تحسين السلالات المحلية والتي تعتبر أكثر تلاؤما مع المناخات الحارة، ويعتبر التحسين الجيني للسلالات من أنجح الوسائل لتوفير الاحتياج المستقبلي من الغذاء والتصدي لتحديات التغير المناخي، حيث أثبت الانتخاب في مختلف السلالات الحيوانية جدوى على المدى الطويل في تحسين مختلف الصفات في السلالات التجارية كتحسين معامل تحويل الغذاء والصحة والإنتاجية.

وقدم الدكتور جمعة المسلمي محاضرة بعنوان «تنمية وتنويع الصادرات» تناول فيها ما يشكله الاعتماد على مصدر واحد للدخل من خطرا محدقا باقتصاد الدول الغنية بالموارد الطبيعي ويأتي الاعتماد على النفط في مقدمة الاخطار المحدقة بميزانيات الدول الغنية به وذلك لشهرته بتقلبات أسعاره الدائمة والأزمات المصاحبة لها والتي نعيش أحد تبعاتها الى يومنا هذا مشيرا الى ان العديد من الدول الغنية بالنفط أدركت خطر الاعتماد عليه فبدأت بجهود التنويع الاقتصادي ومحاولة إيجاد مصادر بديلة لإيراداتها الحكومية ولعبت سياسات تنمية وتنويع الصادرات الدور الاكبر في سياسات التنويع الاقتصادي المختلفة، حيث تم تطبيق هذه السياسة من قبل معظم الدول التي نجحت في التنويع الاقتصادي.